يأتي الأهوج الأمريكي ترامب بولايته الثانية بقرار قديم جديد لا يقدم ولا يؤخر في شيء، وهو تصنيف أنصار الله في قائمة الإرهاب، طبعا على مذهب أمريكا ومن في فلكها الذين سيفرحهم هذا القرار والذي لن يغير في نهج اليمن وسياسته ومساندته لغزة وللمستضعفين في الأرض شيئاً.
اليمن الذي لم تركعه الطائرات الأمريكية ولا أنواع الصواريخ التي أمطروه بها لسنوات فلن يكون لهذا القرار في أجندته أي معنى.
دعونا نتعرف على من صنفنا بالإرهاب، إنها أمريكا أم الإرهاب وعاصمته وعرابته، أمريكا التي حيثما وجدت وجد الإرهاب والخوف والقتل والتدمير والتي أخرجت للعالم النبت الشيطاني المسمى إسرائيل وغيرها من النباتات الزقومية كداعش وطالبان، تصنفنا بالإرهابيين.
أمريكا التي خلقت الإرهاب ولقنته دروسها وألبسته عباءتها غير القابلة للآخر، واطلقته في أرجاء المعمورة وكان نصيب بلاد المسلمين منه هو الأكبر، كيف لا ومخططها أن تلصق ذاك الوليد النكرة بالإسلام لتتمكن من محاربة الدين الذي بظهوره وسطوع شمسه الحقة لن يبقي لأمريكا وإرهابها مكاناً تحت الشمس.
وراعية الإرهاب معروف تصنيفها من هم الإرهابيون، إنهم من يقولون لها لا، هم من يقفون ضد إسرائيل، هم من يرفضون التطبيع والمداهنة.
انكشف قناع أمريكا لكل ذي لب، وبانت بوجهها الحقيقي أمريكا الشيطان الأكبر، والتي حيثما مدت ذراعيها وأنشبت أظافرها حل البؤس والدمار، أمريكا التي تتشدق بحقوق الإنسان وهي من تقتل الإنسانية وتنتهك الحريات.
إدراج اليمن للمرة الثالثة بقائمتهم ليس بمستغرب، فأنصار الله إرهابيون لأنهم وقفوا مع غزة، إرهابيون لأنهم واجهوا النار بالنار والتصعيد بالتصعيد وغيروا المعادلة، إرهابيون لأن ضرباتهم أوجست الصهيوني وأرهبت الأمريكي.
اليمن البلد الفقير المحاصر لسنوات، اليمن الذي تعرض لحرب كونية من قوى الشر، اليمن الذي لم يدفن رأسه في رمال الذل والاستكانة، ولم يغض طرفه عما يحدث في غزة من إبادة، بل قام وقالها لغزة “لستم وحدكم” وأعلنها للعالم “نحن مع غزة حتى النصر” وعندما تحقق النصر لغزة جاءوا بقرارهم الكسيح.
إذاً كنا إرهابيين لأننا أرهبنا أمريكا وإسرائيل وخدامهما الخانعين فلا ضير في ذلك، لكم دينكم ولنا دين، وسنظل نرهبكم ونرعبكم حتى تعرفوا ويعرف من لايزال جاهلاً بأننا لا نخاف ولا نداهن ولا نساوم بالحرية والكرامة والأرض، هذا هو إرهابُنا، ولكم إرهابكم الذي ترهبون به الأطفال والنساء والآمنين، وترهبون به الدمى الذين يسمَّوا أنفسهم بالحكام وهم لا يعون ولا يملكون من أمرهم شيئاً، وليس لهم خوف إلا على كراسيهم التي هم عليها خائفون أن تُنزع من تحتهم.
لنا إرهابنا في إيقافكم والوقوف بوجهكم حتى نخلص الأرض من كل متكبر قد أخذته العزة بالآثم، ولكم إرهابكم في الذبح وسحق المظلومين هذا إرهابنا وذاك إرهابكم، (قَدْ كَانَ لَكُمْ آَيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ) من سورة آل عمران- آية (13).
صنفونا ما شئتم فهاهو يمن الإيمان وهاهم الأنصار واقفون بوجه أمريكا وربيبتها، ها هم الأنصار يجبرون العدو الصهيوني على وقف المجازر في غزة، ويلحقون به الخسائر المادية والهزائم المعنوية وقد جعلوا منه ومن قبته الحديدية أضحوكة، ها هم الأنصار يقولون العزة لله وليس لأمريكا عزة، وستظل صنعاء شامخة ترفض الاستسلام والخنوع وليصنفها العدو بما شاء.
Next Post