(سلسلة الأرض المقدسة.. معركة اليمن المفصلية) -2-

مراد راجح شلي

المرحلة مفصلية وتاريخية ومصيرية

ولها أهميتها وآثارها المستقبلية

من كلمة للسيد القائد ـ في 21 مارس 2024 م .

* * *

( عمليتا استهداف هدفين عسكريين للعدو الإسرائيلي في منطقتي “يافا وعسقلان” في فلسطين المحتلة )

إنها السابعة صباح يوم الاثنين 23 ديسمبر 2024

تبدو الأجواء الصباحية في مدينة عسقلان الفلسطينية المحتلة البحرية رطبة للغاية مع نزول بعض رذاذ الأمطار.

يشاهد الأجواء من نافذة محصنة لمصنع عسكري عمدة مدينة عسقلان الفلسطينية المحتلة تومر جلام اليهودي ذو الأصول الأشكنازية

تنزل قطرات المطر من على النافذة يتابعها تومر جلام ذو الستين عاماً وهو يفكر في المدينة الأكثر شهرة والتصاقاً بمدينة غزة المحتلة .

عسقلان.. من أقدم مدن العالم سكنها العرب قبل 5 آلاف سنة

كانت مدينة عسقلان (المجدل) على مدى تاريخها الطويل ذات شأن اقتصادي كونها ميناء بحريا، ونظرا لموقعها الاستراتيجي القريب من غزة ومصر ومواجهتها للقادمين من البحر تجارا وغزاة، فقد كانت منذ القدم محطة هامة من سلسلة المحطات الممتدة على طول السهل الساحلي الفلسطيني، حيث اعتادت القوافل التجارية والحملات العسكرية المرور بها للراحة والتزود بالمؤن.

وتقع عسقلان جنوب فلسطين التاريخية، على ساحل البحر المتوسط، على بعد 13 كيلومترا إلى الشمال من قطاع غزة، على بعد 65 كلم غربي القدس، وخلال التاريخ القديم كانت عسقلان عبارة عن قرية تُسمى “المجدل”. والمجدل كلمة آرامية بمعنى البرج والقلعة والمكان العالي المشرف، وهي بلدة كنعانية قديمة كانت تسمى “مجدل جاد” وجاد هو إله الحظ عند الكنعانيين.

وتعد عسقلان واحدة من أقدم مدن العالم وفقا لما عثر عليه في الحفريات الآثارية التي قام بها لورنس ستاغهار من جامعة هارفرد الأمريكية عام 1985م، الذي أكد أن أول من أسس المدينة كان العرب الكنعانيون في العام 3000 قبل الميلاد تقريبا. وقد عثر على بقايا المدينة الكنعانية في عمق 15 مترا، وقدر عدد سكان المدينة في ذلك الحين بنحو 15 ألف نسمة، وأن المدينة كانت محاطة بسور عريض.

ويوجد في عسقلان خط الأنابيب الإسرائيلي، الذي يحضر المنتجات النفطية من إيلات إلى محطة تصدير في الميناء.

ويعمل الاحتلال على مشروع خط “دبي عسقلان” الذي يبلغ طوله 158 ميلا، من البحر الأحمر إلى البحر الأبيض المتوسط، حيث سيوفر بديلا أرخص لقناة السويس المصرية، عبر شبكة خطوط أنابيب ستنقل النفط والغاز، ليس فقط إلى المنطقة، ولكن إلى الموانئ البحرية التي تصل إلى كل العالم، وهو ما سيلحق أضرارا كبيرة بالاقتصاد المصري.

* * *

يواصل عمدة عسقلان المحتلة تومر جلام – صاحب الوجه المكتنز والجسد المترهل – مشاهدة المدينة من نافذة المصنع العسكري المحصنة ويتمنى اليوم الذي سيأتي لينام جيدا هو والمستوطنين المحتلين للمدينة بدون ترقب أي هجوم محتمل ضدهم.. متى سينتهي رعب صافرات الإنذار المعلنة عن هجوم جديد آخر، ترقب الهجوم ينهكهم أكثر.. وأكثر..

* * *

الساعة التاسعة صباح الاثنين 23 ديسمبر 2024 م.

داخل خيمة بالية في مخيم البركة بمواصي خان يونس في غزة، تواصل الأم مريم طرف دموعها في صمت حتى لا توقظ طفليها التوأم ذي العامين وهي تتذكر زوجها وأبناءها الكبيرين اللذين استشهدا بغارة جوية تتذكر منزلهم المدمر وحالة ابنيها التوأم اللذين يعانيان من فقر دم وتدعو الله دعاء المظلومة الموجوعة.

* * *

الساعة العاشرة صباح الاثنين 23 ديسمبر 2024

تدوي صفارات الأمطار سماء مدينة عسقلان المحتلة لتحيل هدوء المدينة لعاصفة من الخوف والترقب

يهرع المستوطنون المحتلون للملاجئ وكلهم خوف وهلع كعادة اليهود

يركض عمدة عسقلان المحتلة تومر جلام لملجأ المصنع العسكري، كان يركض وترتج كرشته المكتنزة ليتعثر في أحد الموظفين ويسقط أرضا . . يصرخ في وجهه ويعاود النهوض بصعوبة

يجر نفسه للوصول لبوابة الملجأ لكنه يهوي إثر صوت انفجار سببه طائرة مسيرة أصابت الهدف بدقة ونجاح .

* * *

الساعة الثامنة مساء الاثنين 23 ديسمبر 2024 م .

تشاهد الأم مريم تجمعاً لبعض الأسر النازحة على شاشة التلفاز تنقل بياناً عسكرياً للقوات المسلحة اليمنية تلاه المتحدث الرسمي العميد يحيى سريع، يعلن تنفيذ القوات المسلحة اليمنية عمليتين عسكريتين على هدفين عسكريين للعدو الإسرائيلي في منطقتي يافا وعسقلان في فلسطين المحتلة.

تبدو الابتسامة على محياها بعد انتهاء البيان العسكري للقوات المسلحة اليمنية رافعة يدها بالدعاء بالنصر والتأييد .

قد يعجبك ايضا