بدأ المنتخب اليمني المشاركة في بطولة خليجي لأول مرة بنسخة 2003م في الكويت خليجي ١٦ وتعد المشاركة الحالية هي الحادية عشرة لليمن في البطولة.
وكان يخرج منتخبنا مثقلاً بالهزائم المتوالية ولم يخرج المنتخب وبخزينته أو جعبته من كل المشاركات الخليجية سوى هدف أو هدفين أو نقطة يتيمة على الأكثر ومكرة واحدة فقط خرج بنقطتين، وظل على هذا الحال في جميع تلك المشاركات.
هذه النسخة الـ٢٦ في الكويت خليجنا زين، التي بدأ منتخب مشواره منها واختتم حضوره أمس بعد 11 مشاركة، لم يتمكن منتخبنا كباقي مشاركاته السابقة من تحقيق حلم الجماهير الرياضية اليمنية بالفوز وتحقيق ثلاث نقاط والخروج بنتيجة إيجابية ومختلفة عن كل ما سابق بقيادة المدرب الفني الجزائري ولد علي الذي تعامل مع مباراة المنتخب أمام السعودية بالطريقة المناسبة وبحسب إمكانية المنتخب الفنية والتكتيكية، ومع ذلك ورغم الأداء المقبول للاعبين في هذه النسخة، إلا أن المنتخب لم يستطع نيل ما أراد بالوصول إلى أول نتيجة إيجابية للمنتخب الوطني الأول لكرة القدم، مع أن تلك الأمنية كادت أن تتحقق أمام نظيره المنتخب السعودي، لو لا الظلم التحكيمي لحكم المباراة، وتراخي لاعبي المنتخب في الشوط الثاني ومع الدقائق الأخيرة للمباراة، وهنا يجب علينا لزاما أن نشيد بما حققه المنتخب بقيادة المدرب الجزائري ونبارك له ذلك الظهور المقبول والذي نتمنى أن يكون بداية في طريق الكأس والذهب والقمة في المشاركات القادمة.
حقيقة كتبت هذا العمود قبل مباراة الأمس التي جمعت منتخبنا والمنتخب البحرين، وبغض النظر عن النتيجة التي قد يحصل عليها المنتخب، فهي تحصيل حاصل، لأنه قد غادر البطولة وإن فاز، فقد حقق المنتخب أول ثلاث نقاط في جعبتة تاريخيا في هذه البطولة، ومع ذلك قدم منتخبنا الوطني ولأول مرة التزاما تكتيكيا يؤكد تطوراً في ذهنية اللاعبين وأدائهم، رغم فقدان اللاعبين للياقة البدنية في تنفيذ الهجمات المرتدة السريعة بشكل صحيح وسليم، يحرج الخصم ويقلل هجومه الشرس على المرمى اليمني والتي كانت نقاط ضعف في أداء المنتخب.
حقيقة منتخبنا المطعم بلاعبين وطنيين محترفين في أندية إقليمية ودولية، ربما كان له الأثر الكبير في تحسن أداء المنتخب والتزامه بخطة المدرب وانضباط اللاعبين في عملية التمركز والانتشار داخل الملعب وتشكيل حائط دفاعي صلب، وكذا العودة السريعة للدفاع عن ملعبه وشباكه باستماتة، رغم الهفوات والأخطاء التي أثرت بعض الشيء على أدائه وتسببت بإتاحة الفرص أمام الخصوم، ومع ذلك أداء مميزاً يستحقون عليه الثناء والتحية.
ولنكن منصفين ونعطي كل ذي حقٍ حقه، هذا المنتخب ورغم تجميعه بوقت قصير وغياب الدوري والوضع المعيشي الصعب للاعبين والرياضيين والشعب عموما وقصر المعسكر التدريبي الداخلي والخارجي، إلا أن انسجام اللاعبين وأدائهم وانضباطهم التكتيكي غيَّر الصورة النمطية لدى العامة من الناس.
كثيرون أكدوا أن تطعيم وتعزيز صفوف المنتخب بالعديد من اللاعبين المحترفين في خارج اليمن، كان له أثره الإيجابي ولسوء حظ المنتخب هذه المرة أن الأخطاء التحكيمية كانت هي الأساس في إبعاد المنتخب عن المنافسة أولا وقتلت معنوياته وأثرت كثيرا في أدائه، ولهذا نقول شكرا لكم ولأدائكم الرائع، رغم كل الظروف والمعاناة.. أحسنتم وبارك الله فيكم.. كفيتم ووفيتم يا أبطال.