لا أدري لماذا يستصعب البعض على أنفسهم الفهم أن أمريكا والكيان الصهيوني كيان واحد، فكل مجازر وإجرام الصهاينة ترتكبه دولة الكيان المحتل بحق الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين إن لم يكن بايعاز من أمريكا فبعلمها ودعمها ومباركتها ، فلماذا إذا الإصرار على استغباء الشعوب والتمثيلية الهزلية المفضوحة لهرولة بعض القادة والزعماء العرب نحو أمريكا للتدخل لوقف جرائم العدو الصهيوني ؟
لماذا نسينا أو تناسينا أن أمريكا هي العدو الحقيقي وما إسرائيل إلا أداة وفزاعة تستخدمها أمريكا لتحقيق مصالحها في المنطقة العربية، وليس أدل على ذلك ما قاله المرشح الرئاسي الأمريكي المستقل روبرت كينيدي جونيور والذي انسحب لاحقا لصالح المرشح الجمهوري ترامب ، حيث قال روبرت كينيدي في مقابلة تلفزيونية أن إسرائيل هي سفيرتنا ووجودها يمنحنا آذانا وأعين في الشرق الأوسط، إنها تمنحنا الاستخبارات ، والقدرة على التأثير في شؤون الشرق الأوسط ، فإذا اختفت إسرائيل فإن روسيا والصين ستسيطران على الشرق الأوسط ـستسيطران على 90% من النفط في العالم ، وسيكون ذلك كارثيا على الأمن القومي الأمريكي . فدعم أمريكا للمحتل والمختل الصهيوني بالمال والسلاح والغطاء السياسي والقانوني لكل جرائمه جهارا نهارا ليس تعاطفا أو محبة في اليهودة الصهيونية وإنما من أجل تحقيق مصالح أمريكا التي تجنيها من وراء العدو الصهيوني ، وهذا ما أكده روبرت جون كنيدي حينما قال إن سبب دعم الولايات المتحدة لإسرائيل أن إسرائيل تعد حصناً لنا في الشرق الأوسط بل وشبه وجود إسرائيل في المنطقة العربية بحاملة الطائرات ، واعترف أن إسرائيل أقدم حليف لأمريكا منذ 75 عاما ، أي منذ غرست في الخاصرة العربية وزرعت شوكة في الحلق العربي . فهل بعد كل هذه الصراحة والوضوح عن حقيقة العلاقة الإسرائيلية الأمريكية من لا يزال يأمل في أمريكا بأن بيدها الحل للصراع العربي الإسرائيلي، وأنها سوف تتخلى عن مصالحها من أجل سواد عيوننا ؟ هل هناك من لا يزال يعتقد أن أمريكا هي المشكلة الحقيقية ؟ وهل لا زال هناك من يبيع للناس الوهم والكذب عن أمريكا، وأنها تريد السلام لشعوب ودول المنطقة العربية والعالم ، وأنها تحارب الإرهاب ؟ وهي الإرهاب بعينة .
إن ممارسة أمريكا للفاحشة والسفاح السياسي قد ولد للعرب إسرائيل، لتمزق العرب شعوبا ودولا شر ممزق ، وتنهب خيراتهم ، وتقتل شعوبهم ، وتدمر أوطانهم ، ومع ذلك الفجور الصهيوني الأمريكي وغض الطرف من قبل غالبية رؤساء وقادة وملوك الدول العربية عن الكيان الصهيوني والدور الأمريكي الداعم له ، ولدت من رحم المعاناة المقاومة الأبية لتقف في وجه ربيبة أمريكا ، وأمريكا نفسها وهي اليوم – أي محور المقاومة – تصنع المعجزات وتنكل بالعدو الصهيوني ومن يدعمه في الظل أو العلن أشد أنواع التنكيل وتجرع العدو المر والعلقم ، وما على المتصهينين العرب من القادة وغيرهم من المأجورين المرتزقة – عملاء الصهاينة – إلا أن يدركوا ان عاجلا أو أجلا سيقطع رأس الأفعى وذنبها وهم المتصهينون والخونة العرب وسيدفن جسد إسرائيل في الوحل على يد شرفاء الأمة رجال المقاومة ، والأكيد أن زمن الانبطاح والخيانة والعمالة للغرب والأمريكان قد انتهى أو على وشك الزوال ، لأن اليوم بفضل الله قد تساقطت الأقنعة عن الوجوه القبيحة التي كانت سبب تردي الأمة العربية وتضعضعها طيلة العقود السابقة، والمؤكد أنه لن ينجو أولئك المتخاذلون والمتخابرون مع الأعداء من العقوبة .