الثورة نت/..
طالب رئيس حركة المقاومة الإسلامية حماس في الخارج خالد مشعل، إلى فتح جبهات جديدة للمقاومة ضد كيان الاحتلال، والتحرك السياسي والقانوني على الساحة الدولية لملاحقة الكيان الصهيوني، في الذكرى الأولى لمعركة طوفان الأقصى.
جاء ذلك في كلمة مشعل في الملتقى السابع لمنتدى كوالالمبور للفكر والحضارة بمناسبة الذكرى الأولى لمعركة طوفان الأقصى، اليوم الاثنين.
وقال مشعل: رسالتي إلى الأمة، اليوم، نحن بحاجة إلى أن تقوم الأمة بواجبها عبر خطوتين: أولا فتح جبهات جديدة للمقاومة: هذا واجب شرعي وجهادي على كل الأمة، ليس فقط في فلسطين، بل في كل مكان تشتعل فيه المعركة من أجل الحرية والكرامة.
كما دعا إلى التحرك السياسي والقانوني على الساحة الدولية: يجب علينا فتح جبهات سياسية وقانونية، لملاحقة هذا الكيان الصهيوني على المستوى الدولي، وكشف صورته الحقيقية ككيان مجرم ومنبوذ.
وأوضح أن الهدف هو أن يظهر للعالم أجمع أنه لا مكان له، ليس فقط في فلسطين، بل في المجتمع الدولي.
ووجه التحية لكل من ناصر غزة بالسلاح، وخاصة في لبنان، وإيران، واليمن، والعراق، وقال: “ضحى هؤلاء من أجلنا، وقدموا قافلة طويلة من الشهداء، وعلى رأسهم السيد حسن نصر الله، هذا هو عهدنا بالمقاومة التي رفعت شعار فلسطين والقدس والأقصى، وشكلت محورًا يقف في وجه الاحتلال على أرض فلسطين، ويرفض الاحتلال والعدوان.”
كما وجه التحية والشكر للأمة التي لم تبخل خلال هذا الطوفان بملايينها الهادرة في الميادين والساحات، واعتصاماتها حول السفارات، وإسنادها المالي والإغاثي، كان جهادها بالمال وصوتها الإعلامي واضحًا، بالإضافة إلى إبداعاتها في مجال السوشيال ميديا، والحراك الطلابي شرقًا وغربًا، ودور العلماء.
وشكر أيضاً الإنسانية التي عبرت عن أصالتها، حيث رأيناها في الجامعات، وفي الحراك الطلابي الشجاع، رأينا الملايين في عواصم الغرب تقول “لا للعدوان” وتعبر عن انحيازها للحق الفلسطيني ورفضها للكيان الصهيوني الغاصب، لقد تغير المزاج العالمي فشكرًا لهم.
وأشار مشعل إلى أن هذا الطوفان المبارك الذي انطلق في السابع من أكتوبر ليُعنون لمرحلة جديدة في تاريخ الصراع، كذلك نبارك لأهل غزة أحباب شعبنا الكريم، هذه غزة العزة التي اختصها الله بهذه المعركة العظيمة، وحق لها ذلك.
وقال: هذا رباط عسقلان الذي بشر به الرسول صلى الله عليه وسلم، جزاهم الله خيرًا هذا الشعب الكريم، وقوى المقاومة، وكتائب القسام، وسرايا القدس، وجميع الكتائب المظفرة التي سطرت ملحمة عظيمة وما زالت تسطرها.
وشدد على أنه لن يخفف من وقع هزيمة السابع من أكتوبر ما فعله اليوم هذا الكيان المهزوم المهزوز حين هاجم غزة هجومًا شاملاً في نفس توقيت الطوفان، ردًا للاعتبار ومحاولةً للضغط على هزيمته، وعلى ارتباكه وفشله على أرض غزة عبر عام كامل، وسيظل الطوفان نقطة سوداء في تاريخ هذا الكيان، ومبشرة ومنذرة بزواله عما قريب بإذن الله.
وأشار إلى أن قوى المقاومة، وعلى رأسها حركة حماس، قدمت في هذه الملحمة خيرة رجالها وقادتها الكبار، وعلى رأسهم الأخ الحبيب القائد إسماعيل هنية، والأخ الحبيب الشيخ صالح العاروري القائد ونائب رئيس الحركة. الحركة قدمت رئيسها ونائبه، مما يدل على انخراطها الكامل في هذا الطوفان.
وبيّن أن هذه التضحية هي دليل على استعداد الحركة وقيادتها للتضحية بأغلى ما تملك في سبيل الله ومن أجل تحرير الوطن وتطهير القدس والأقصى، كذلك قدمت قافلة كبيرة من الشهداء من كل أبناء شعبنا، رجالاً ونساءً وصغاراً وكباراً ومن كل الفصائل والمستويات.
ولفت إلى أن غزة تثبت دائماً أنها تقود الركب في هذه المعركة، والضفة الغربية كذلك تشتعل خلال عام الطوفان رغم قسوة الاحتلال والاستيطان، ورغم العوائق التي تواجهها من القريب والبعيد، المقاومة والاستشهاد مستمران، وآخر نموذج كان الشهداء الأبطال الذين رحلوا مؤخرًا.
وأكد أن القدس تظل العنوان الأبرز الذي تنتجه غزة وتدعو الأمة للانتصار له، فالقدس والأقصى هما الملهم والمحرك، ليس فقط للعالم الإسلامي، بل للإنسانية جمعاء، فالقدس للعالمين، والأقصى رمز يعنينا جميعًا، ويجب أن يكون العنوان المحوري في قضيتنا.
وقال مشعل: أهلنا في مناطق 48 رغم الإجراءات غير المسبوقة والقاسية التي تفرض عليهم، وعمليات الملاحقة وإثارة الفتن، يظلون عند حسن الظن بهم، رأينا ذلك في عملية بئر السبع التي نفذها البطل أحمد السعيد، حيث استطاع مواجهة جنود العدو ببسالة.
وشدد على أن هذه الملاحم تؤكد على صمود شعبنا داخل الوطن وفي الشتات، وخاصة في المخيمات، في لبنان، قدمت قافلة طويلة من الشهداء، من قادة لبنان ومن أهل فلسطين المقيمين على أرضها الطيبة.
وأكد مشعل أن “طوفان الأقصى” يمثل مرحلة جديدة ونقلة كبيرة في الصراع، يجب أن نراه على هذا النحو، فمكاسب الطوفان ونتائجه لها تأثير استراتيجي عميق في مسار الصراع، إذا لم نتعامل مع الطوفان بهذه الطريقة، سنبخسه حقه ونحرم أنفسنا من الاستفادة من آفاقه.
وقال: هذا الطوفان حقق في عام واحد ما تعجز عنه سنوات، كما عبر عن ذلك في جبهات المقاومة، وما زالت الأمة تنتظر الثمرات المباركة للروح الجهادية التي سرت بين شبابها، تنتظر هذه الروح أن تتحول إلى جهاد هادر ينهي الجريمة الصهيونية، وينتصر لغزة والأقصى.
وأضاف مشعل: الطوفان عجل بالنصر والتحرير وطرد الاحتلال، لقد أعاد الكيان الصهيوني إلى نقطة الصفر، وأصبح يعيش حرب وجود، حيث اهتزت ثقته بنفسه وتدمرت نفسيته، حتى الشارع الصهيوني فقد الثقة بنفسه، كما أظهرت آخر استطلاعات الرأي.
وأشار إلى أن هيئة البث الإسرائيلية تتحدث عن رغبة الكثيرين (من المستوطنين) في الرحيل من فلسطين، وعن قلقهم من العيش في مناطق مثل غلاف غزة أو شمال فلسطين. كذلك، تشير إلى أن الصهاينة يرون أن الهزيمة لم تلحق بحماس، بل بنتنياهو وإسرائيل، المقاومة انتصرت، وهذه قناعة حتى لدى الصهاينة أنفسهم.
وقال: اليوم، الكيان الصهيوني يكاد يفقد الرؤية والبوصلة، وكذلك ثقته في قدرته على البقاء لفترة أطول، الطوفان حطم هذه الثقة، ودمر صورة الكيان أمام العالم، الصورة التي أنفق عليها مليارات من الدولارات، الطوفان كشف الوجه الحقيقي القبيح للكيان الصهيوني.
ورأى أن حبل الدعم الدولي للكيان الصهيوني يتقطع رويدًا رويدًا، حتى ينتهي، الإنسانية استعادت بعض أخلاقها وقيمها، وانحازت للحق، الآن يبقى على الأنظمة أن تستمع لشعوبها وتقر بالحق الفلسطيني، وتحترم إرادة الأمة والمنطقة، وتقطع علاقتها مع هذا الكيان.
وأكد مشعل أن الطوفان حقق كل هذا، وأثبت أن خيار المقاومة هو الخيار المربح والقادر على تحقيق المشروع الوطني للأمة.. منبهاً إلى أن الطوفان لم يكن نقطة بدء، بل كان ردًا طبيعيًا على تسارع مخططات الاحتلال في الاستيطان، والحصار، والعدوان على الأقصى.