مهما كثر الجدل وتفننت البدع الحسنة كانت أو السيئة في تأويل احتفال المسلمين بمولد النبي محمد (صلوات الله وسلامه عليه وآله) ووصفها واجبة أو تحريمها أو ما إلى ذلك مما يبدو كحالة من حالات التشنج الديني الذي فرق الأمة الإسلامية عما هو أهم وأقرب مقصد يمكن أن يدين المسلمون إلى دينهم الإسلام – كإقامة شرع الله بحيث يبقى الله هو الإله الأحد الفرد الصمد الذي يلزم البشرية حتماً بالالتزام بتنفيذ نهجه ومراده وسنته بين خلقه في أرضه بلا استثناء بحيث يزول الظلم ويستتب الخير والصلاح والفلاح بين أولي البشر، عبر اتباع حقيقي غير متملص عن المسؤولية عما أرسل به الرسل وكتبهم غير المحرفه عبر الأزمنة المتعاقبة من بعد نوح عليه السلام مع اعتبار وتصديق رسالة نبي الله محمد كآخر نبي لآخر أمة والكتاب الإلهي الذي انزل عليه “القرآن الكريم” الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه والمحفوظ من أي تحريف من قبل الله حتى يوم القيامة -، تبقى مماحكات لا يمكن أن تبتعد بالمسلمين عموماً في مدى ما وصلت إليه الضرورة الملحة عليهم أن يعودوا متأسين برسول الله محمد (ص) وسنته بلا تريث قط وفق ما روي عنه أنه صلوات الله عليه وعلى آله كان قرآناً يمشي، بمعنى أدق أن محمداً رسول الله لم يكن ليأتي بغير ما لم يأت به القرآن، كيف لا وهو من قال عنه الله تعالى :”ما ينطق عن الهواء * إن هو إلا وحي يوحى * علمه شديد القوى” صدق الله العظيم، وهذه الآيات الكريمة تثبت أنه جاء مطبقاً لنهج الله وكلامه ومراده وغايته سبحانه في أرضه وبين خلقه، وهذا ما يحتاج إليه الناس وليس المسلمون فقط لينقذوا ما يمكن إنقاذه من ترهل حياتهم بسبب الشيطان وحزبه.
عندما نتحدث عن رسول الله، فإننا لا نذهب عن صفاته ومناقبه الحقيقية التي شخصتها بشكل دقيق آيات القرآن الكريم، فمن أصدق من الله حديثا ومن أصدق من الله قيلا، فالله أرسله ويعلم معاني إنسانيته العظيمة التي تستحق أن تذكر وأن يحتفى بها وأن يقتفى أثرها، ويدقق في غاياتها المثلى، فهي مثلى بلا تثامل ومثلى بلا تصنع ومثلى بلا تثاقل، نعم، فشخص رسول الله شخصية كانت ولازالت أرقى مرتبة وسمو إنساني عرفها التاريخ، وبهذا يتحدى المسلمون العالم، ويحق لهم الفخر به ويحق لهم الاحتفال بذكراه ويحق لهم تعزيره وتوقيره وترديد سيرته العطرة بغض النظر عن كل متشائم لم يقدر شخصيته صلوات الله عليه وآله.
رسول الله محمد (صلوات الله وسلامه عليه وآله) هو الإنسان الوحيد الذي لو طبق الناس ما جاء به وأرسل له لحلت كل مشاكل العالم، هكذا تحدث من لم يؤمنوا به من المفكرين العالميين ومؤرخة شهاداتهم في كتبهم التي هي بأسمائهم التي لم تنس أسم محمد النبي الأمي، فما بالنا بمن آمنوا به ووجدوا حلاوة الإيمان والطاعة لله التي كما ذكره صلوات الله عليه وآله، حين قال عن الصلاة التي هي العهد الذي بين المسلم والكافر :”أرحنا بها يا بلال”، فهذا رسول الله يا من ابتعدوا عن سنته ونهجه ورسالته، وهذا رسول الله ينتظر من يتأسى به ويمضي في طريقه طريق النجاة، وهذا رسول الله الذي ينبغي أن نحتفل بذكراه وتردد الألسنة الصلاة والسلام عليه وآله مدى الحياة.
،،ولله عاقبة الأمور،،