الثورة / إبراهيم الوادعي
لعظم الأحداث ألقى السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، كلمة يمكن اعتبارها الشق الأول من خطابه الجامع بالمناسبة النبوية، اتسم خطاب السيد القائد عشية الـ 12 من ربيع الأول بتناول الأحداث القائمة في فلسطين وعلى صعيد الإسناد..
كلمة السيد القائد بالأمس تمهد الأرضية للشق الثاني الذي ينصت إليه اليمنيون عصر اليوم خلال الاحتفالات بالمولد المبارك، وواقعا يعد الشارع اليمني الدقائق شوقا لموعد الخطاب، والعالم يفعل ذلك بعد طوفان الأقصى.
يتحدث السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي نيابة عن الأمة في وجه المحور الأمريكي الصهيوني الدولي ومن معه من المتواطئين وفيها منافقي الأمة، يتحدث وقد صار اليمن أبرز قُطر إسلامي ويؤثر اليوم باقتصادات دول العالم واستقراره الاقتصادي .
عناوين عدة طرحها السيد في الشق الأول لخطابه بالمناسبة النبوية، مناسبة يتفاءل اليمنيون بما بعدها، نلخصها فيما يلي :
خطر محدق بالأقصى
تحدث السيد القائد عن عمل خطير يحضر له العدو الإسرائيلي تجاه المسجد الأقصى محور الصراع في العالم والمنطقة، في إشارة إلى فيديو نشرته بالأمس جماعات صهيونية يحاكي إحراق المسجد الأقصى ويتوعدون بوقوعه قريبا، وهنا السيد بشجاعته المعهودة يقف بمسؤولية إزاء هذا التهديد الخطير الذي صدر تحت عنوان جماعة متطرفة باعتبارها عنوانا للتعمية والتضليل، والعدو بسلطاته وجيشه يعد لعمل من هذا النوع من المستويات ضد المسجد الأقصى.
والعدو معني بقراءة هذه الرسالة اليمنية والرسالة عن محور المقاومة بجدية، أن المساس بالمسجد الأقصى والقدس سيعني الانتقال إلى الحرب الإقليمية .
التهديدات الصهيونية بالعدوان على الأقصى، لم تكن يوما بغرض الاستعراض، وأقدم على تنفيذ تهديده في العام 69م وحين فشلت المحاولة، ذهب إلى تحميل متطرف المسؤولية.
السيد القائد أكد أن الأقصى في زمن الطوفان والتخبط الإسرائيلي والرعاية الغربية العمياء يواجه خطرا محدقا، فمن محاولات بناء كنيس يهودي في باحاته إلى المضي بهدف تدميره، أخطار ضاعف منها انكشاف حقيقة تواطؤ زعامات في الأمة مع الإسرائيلي وموجة التطبيع والتدجين لشعوب عربية وإسلامية ترزح تحت حكومات عميلة.
تدمير المسجد هدف أساسي لإسرائيل وسيظل حتى تنفيذه أو زوال إسرائيل، وما يردع الآن هو فتية في فلسطين ومحور مجاهد مقاوم، يحاول الإسرائيلي الترويض لجريمته يرى السيد القائد وكل مستبصر لبيب في الأمة لا يدس رأسه في الرمال .
منافقو الأمة
تناول السيد تحت هذا العنوان جريمة تيار النفاق المتجسد بواقع الحكومات الإسلامية والعربية الساكتة عما يجري في غزة والعدوان والجرائم الإسرائيلية توشك أن تكمل عامها الأول المقدم الحكومات .
وأكد السيد أن الواقع في غزة كان ليختلف عما هو عليه لو أبدت الحكومات العربية خصوصا المجاورة منها لفلسطين موقفا أفضل ولو بقليل عن موقفها الحالي وخصوصا المجاورة لفلسطين ..معتبرا الوضع العربي حالة خطيرة تشجع على جرائم إسرائيلية أخرى وتزيد من الخطر على الأقصى الشريف، كلما ارتفع مستوى التخاذل داخل الأمة تجاه جرائم أخرى.
وانتقد السيد القائد واقع هذه الحكومات التي لم يحركها شيء أمام المجازر الصهيونية في غزة والضفة الغربية والتهديد للمسجد الأقصى ، وفقط تظهر وتتحرك العناوين العروبية والقوية والانتماء العربي، في مناسبات وميادين وتحت عناوين فتنة داخل الأمة ولمصالح إسرائيل وأمريكا ولا توجد بها فلسطين وتهكم السيد القائد أمام العناوين السياسية والاتفاقات المشتركة عربيا، كاتفاق الدفاع العربي المشترك والالتزامات على مستوى الجامعة العربية أو مؤسسات وقمم إسلامية أو عربية، وكان حضورها ولو جزئيا ليغير في واقع قطاع غزة وينهي العدوان منذ وقت طويل .
وفي ملف المنافقين، أشار السيد إلى ما تحدث به القرآن الكريم على نحو واسع فيما يتعلق بطبيعة جبهة النفاق، وفي خطورة أنشطتها وأدوارها التخريبية، تحدث عن ذلك في سورة البقرة، وفي سورة التوبة على نحو واسع جداً، تحدث عن ذلك في سورة المنافقون، تحدث عن ذلك أيضاً في سور أخر.
وفي الخلاصة تدخل محور المقاومة في معركة طوفان الأقصى وفر مظلة حمائية للقدس والحرم القدسي، لكن الجنون والخلاف الصهيوني الداخلي والخوف من الزوال قد يدفع بقادة هذا الكيان إلى ارتكاب حماقة اليائس والإقدام على هذه الجريمة، وذلك ليس مستبعدا، لذلك أتى التنبيه من السيد القائد في الشق الأول من الكلمة، وننتظر الموقف في الشق الثاني في كلمة السيد عصر اليوم الأحد.
الشراكة الأمريكية
أكد السيد القائد في كلمته أن الأمريكي شريك كامل للعدو الإسرائيلي وشراكته واضحة والجبهة جبهة أمريكية إسرائيلية مشتركة تستهدف الشعب الفلسطيني وتستهدف الأمة كلها، والأمريكي جاهز ليفعل أي شيء للإسرائيلي وهو حاضر لفعل أي شيء ضد أي بلد عربي آخر حتى ضد البلدان المجاورة لفلسطين، ودوره أساسي إلى درجة أن لولا الدور الأمريكي لم يكن الإسرائيلي بذلك الإجرام ولما استمر حتى اليوم، وهو يذهب لخداع الرأي العام بما لا يتفق معه الإسرائيليون أنفسهم الذين يتهمون حكومتهم بالمضي في الحرب بينما الأمريكي يخادع ويقدم المستضعفين وحماس بأنها من تستمر في الحرب.
العدوان على غزة
حرب على النازحين، لخص السيد مجمل الجرائم الصهيونية، في إشارة إلى أن العدو يستمر باستهداف المدنيين بعد نفاد أهداف حربه وفشله الاستراتيجي واستمرار الحصار القاتل الذي يفتك بسكان القطاع على أكثر من مستوى.
ثبات المجاهدين
تحت هذا العنوان حيا السيد ثبات المجاهدين الذين يستمرون بالمواجهة لما يقارب العام دون وصول أي مدد بالسلاح، فيما لا تتوقف شحنات السلاح يوما واحدا للعدو الإسرائيلي، وفي هذا المحور إشارة هنا إلى الدور العربي المتواطئ في إغلاق الحدود وإغلاق الأنفاق التي تعد رئة المقاومة ولو تغير الموقف العربي في هذه الجزئية قليلا لكان واقع المقاومة في غزة مختلفاً.
عملية معبر الكرامة
أكد السيد أن العملية رغم كونها فردية، إلا أنها أقلقت العدو بشكل كبير، ورغم أنها جرت بمسدس إلا أنها في دلالاتها كانت كالصاعقة على العدو وجبهته.
وأشار إلى أن العملية حملت بعدا تاريخيا ينحدر له الشهيد المجاهد ماهر الجازي، ودلالة حاضرة في كون الشعب الأردني شعب حي ويمكن أن يقدم الكثير ولو على المستوى الفردي للعمليات.
روزفلت تهرب
تحت هذا العنوان تهكم السيد القائد على الأمريكان، وكشف أن حاملة الطائرات روزفلت تعود إلى المحيط الهادئ، في حالة أشبه بالتهريب، وهي لم تجرؤ ولم تجرؤ أن تأتي عبر البحر الأحمر .
وأكد السيد أن العدو الأمريكي البريطاني شن سبعمائة غارة لم تحد من العمليات اليمنية أو تردع القوات المسلحة اليمنية، ودون جدوى يلجأ العدو إلى استهداف المدنيين وآخرها غارة جوار مدرسة للفتيات أوقعت شهيدتين وإصابة 18 فتاة أخرى.
وتحدث السيد عن دلالات إسقاط الدفاع الجوي اليمني طائرتين أمريكيتين أم كيو تسعة، وهو عدد متقدم وملفت حتى في الدراسات الأمريكية والتعليقات من شخصيات قيادية عسكرية وغير عسكرية في أمريكا والغرب، يتحدثون عن العدد الكبير الذي قد تم إسقاطه في اليمن، لهذا النوع من الطائرات التي هي ذات أهمية عسكرية كبيرة لدى الأمريكي، ويعتمد عليها كسلاح أساسي في عملياته العسكرية.
ذكرت مصادر أن الولايات المتحدة أقرت استبدال طائرات ام كيو 9 بطائرات غلوبال هوك المسيرة وحلقت واحدة منها خلال الأيام الماضية على ارتفاع 50 الف قدم، بقصد تأمينها وذلك الارتفاع يحد من فاعلية المراقبة .
ممر السقوط والإنقاذ
مهد السيد القائد تحت هذا العنوان إلى عظم الذنب الذي تقترفه الأمة بعد معاناة كبيرة للرسول الأكرم محمد صلى الله عليه واله الذي نحتفل بذكرى مولده في نقل رسالة ربه، وإعلاء شأن المسلمين، الذين أضاعوا المكانة التي تركها لهم الرسول بمخالفتهم إياه من بعده والتخلي عن الجهاد مرضاة لأعدائهم وانخداعا بهم، وها هي الأمة سقطت إلى الحضيض وتسيد عليها اليهود والنصارى ممن يتفقون مع اليهود ويتوحدون معهم بجبهة واحدة ويلتقي معهم في الجبهة تيار النفاق داخل الأمة الإسلامية، ويذهب جميع هؤلاء إلى استضعاف الأمة واحتلال فلسطين، وارتكاب أبشع الجرائم مما يشاهد في غزة ووقع خلال عقود في فلسطين والمضي في الإفساد للبشرية.
يؤكد السيد أن التخاذل عن الجهاد شكل الممر نحو السقوط للأمة والممر لأعدائها للعلو في الأرض، ويشدد القائد أن العودة إلى موقع الجهاد وتفعيله في واقع الأمة هو السبيل الوحيد وليس سواه لتعود الأمة إلى موقعها الذي أراده الله لها، وغزة خير شاهد حيث يعجز المسلمون عن وقف العدوان على غزة ووقف الجرائم والمجازر والإبادة بحق شعب مسلم في فلسطين .
وفي جميع هذه العناوين أكد السيد القائد أن لا خلاص للأمة إلا بتعليمات الله سبحانه وتعالى، بالإتباع لتعليمات الله، ومنها الجهاد في سبيل الله وفق المفهوم القرآني الصحيح، وبالاستفادة من رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله وحركته ومسيرته الجهادية الرائدة التي لا مثيل لها في ما حققته من نجاحات، وفي ما كانت عليه من أداء راقٍ جداً، راقٍ بما هو عليه من القيم والأخلاق والمبادئ، وما حققه من نجاحات كبرى وإلا فالمسلمون يواجهون الاستهداف والمخاطر، وأعداؤهم يحاربونهم ويستهدفونهم بالمزيد والمزيد من المؤامرات.