الثورة نت../
بثت الأجهزة الأمنية مساء اليوم الجزء الثاني من الاعترافات الموسعة لخلية التجسس الأمريكية، الإسرائيلية حول استهداف الواقع التعليمي في الجمهورية اليمنية.
وكشفت اعترافات خلية التجسس الأمريكية الإسرائيلية، عن مراحل الاستهداف الأمريكي للعملية التعليمية في اليمن منذ أربعين عاماً، والجهات التي استهدفت قطاع التعليم بصورة عامة، والمتمثلة في الشراكة العالمية، ومشروع “CLB”، والوكالة الأمريكية للتنمية، والمنظمة الألمانية “GIZ”، والاتحاد الأوروبي، ومنظمة البحث عن أرضية مشتركة.
وحرصت المخابرات الأمريكية منذ مراحل مبكرة على التحكم بالعملية التعليمية في اليمن، خاصة في إعداد وتأليف المناهج اليمنية، فمنذ مرحلة ما بعد 1990م، كان مكتب الـ EDC التابع للمخابرات الأمريكية، يدير من الأردن إعداد الكتب للصفوف (1 – 3) ويمرر عبر فرق الإعداد كل المفاهيم الأمريكية بغية العبث بمخرجات التعليم في اليمن وإفراغه من محتواه.
الشراكة العالمية تنفذ المؤامرات الأمريكية لضرب التعليم:
يؤكد الجاسوس عامر الأغبري، جندته المخابرات الأمريكية عام 1987م، أن الأجندة الأمريكية بدأت ضرب التعليم وإفراغه من محتواه باستهداف معلمات الريف بعد اختيار ألفين و300 معلمة لتدربيهن في مختلف المحافظات عن طريق مجموعة من المدربين لمعلمات الريف، للخروج بنتائج ضعيفة في عملية التدريس في الأرياف.
وأوضح أن من ضمن الأنشطة التي تم العمل فيها في إطار أهداف المخابرات الأمريكية، هي عملية الإشراف التربوي، الذي تم استهدافه بشكل منظم، وإيقاف جميع المبالغ المالية المحددة للنزول الميداني لكافة الموجهين، للإشراف على العملية التربوية والتعليمية.
وقال “من ضمن إستراتيجية استهداف التعليم، عملية استقطاب وإخراج كبار المدربين ما يسمى بـ “ترينر أوف ترينر” مدربي المدربين وعملنا على إضعافهم واختيارهم من العناصر الضعيفة بالتنسيق مع قطاعي التدريب والتعليم بوزارة التربية، وإدخال الرموز المسيحية “البابا نويل”، في القرائية للأطفال كصورة في رياض الأطفال”.
وأشار الجاسوس الأغبري، إلى أنه تم إيجاد بيئة طاردة للطلاب، من خلال عدم توفير وبناء أي فصول إضافية بالمدارس المستهدفة لتعمل على ازدحام الطلاب في مراحل التعليم، وعدم زيادة بناء مرافق صحية خاصة بمدارس الفتيات ونشر الأمراض بين الأطفال، ما أدى ذلك إلى عزوفهم الأطفال عن الالتحاق بالمدارس.
وأضاف “لا أنسى أنه كان هناك دور فعال في تسهيل تنقل موظفي الشراكة العالمية وتنفيذ الأجندة الأمريكية بوزارة التربية والتعليم التي كان يعمل كستار لنا وتغطية تحركاتنا بسهولة جداً وصراحة كان هناك تقليص لنفوذ المشاريع الأجنبية بالوزارة بعد ثورة 21 سبتمبر، فكان يسهل لنا باحتوائه مالياً بمبالغ ليسهل تحرك الشراكة العالمية وموظفيها لتدمير التعليم”.
وتابع الجاسوس الأغبري “بعدما عملنا إعادة البرمجة الأولى نتيجة ضعف تنفيذ الأنشطة في 2015م – 2016م، أعدنا البرمجة، والحكومة اليمنية، أو وزارة التربية والتعليم طلبّت إلغاء تطوير القرائية وبقية المواد ألغوها ومشينا في العلوم والرياضيات قبل أن نبدأ في النشاط، ثم التنسيق مع العنصر المجند في قطاع المناهج في وزارة التربية والتعليم”.
ووفقاً لاعترافات خلية التجسس الأمريكية، الإسرائيلية في استهداف التعليم باليمن، تجاوز ذلك حد المناهج التعليمية وتغيير دروس في مادتي العلوم والرياضيات، بهدف صعوبة فهمها من قبل الطلاب، بهدف تجهيلهم وإخراجهم من المدارس وعزوفهم عن التعليم.
ذلك ما ذهب إليه الجاسوس الأغبري الذي أكد أنه تم اختيار عناصر خبيرة في مجال تطوير المناهج ومنها “العلوم، الرياضيات”، ممن لهم سوابق في العمل مع الوكالة الأمريكية، مقابل استلام ثمانية آلاف دولار عن كل مادة بهدف عمل تغييرات في مادة الرياضيات بتغيير القسمة للصفين الأول والثاني حتى لا يفهمها الطلاب، وكذا بالنسبة للكسور العشرية بعمل ترميز بدلاً عن المكعب، لطلاب الصف الرابع، وتغيير الأرقام في الرياضيات حتى يحصل لخبطة للطلاب”.
وقال “كذلك بالنسبة لمادة العلوم، تم عمل بعض الخطوات العلمية في بعض التجارب، من خلال عملية تغييرها كخطوة أولى، تكون (الرابعة والثالثة والرابعة) وتنقيص بعض المتطلبات في هذه التجربة ونتائجها، ما يؤدي إلى عمل لخبطة لدى الطالب في تلك التجربة”.
تفكير استباقي لتمويل مؤامرات تدمير التعليم:
كان تدخل المخابرات الأمريكية في العملية التعليمية، متغلغلاً من خلال المشاريع التي تنفذها عبر الوكالة الأمريكية للتنمية والشراكة العالمية والبنك الدولي واليونيسف وشخصيات ساهمت في استهداف التعليم في الجمهورية اليمنية وتدميره مقابل الحصول على أموال.
يقول الجاسوس الأغبري “لا أنسى التفكير الاستباقي لنا والمخابرات الأمريكية مع آدم سميث في واشنطن عبر الفيديو كونفرس والمخابرات أيضاً في الخارجية للبحث عن مصادر مالية، لأن مشروع الشراكة العالمية للتعليم، سينتهي كان في ديسمبر 2021م، فعملنا قبلها بثلاث سنوات على إعداد مشروع متكامل والبحث عن مصادر مالية وتم الحصول على 153 مليون دولار من الوكالة الأمريكية والشراكة العالمية والبنك الدولي”.
ويضيف “فوافقوا على المشروع وبدأ عبر الشراكة العالمية للتعليم عن طريق الوحدة التي كنت أديرها نفس الاستراتيجية إلى حد ما وأكثر، يعني الأعداد كلها تضاعفت التدخلات أكبر في أعوام 2022 و2023 و2024م، و2025م، المفروض أربع سنوات إذا استمر بدون توقف، لأنه ينفذ من جهات “اليونيسف من سيف شيلدرين واليونسكو عن طريق التعليم عن بُعد بإذاعة من خارج اليمن”.
لم يقتصر تدمير التعليم على توفير التمويلات اللازمة لخلية الجواسيس في الداخل، لتغيير المناهج الدراسية وتنفيذ مشاريع وهمية لإنهاء التعليم في الجمهورية، لكنه تعدّى ذلك لشراء الذمم بمقابل فتات من المال مقابل استغلالهم في تنفيذ الأجندة الأمريكية خارج إطار وزارة التربية والتعليم المعنية بقطاع التعليم في البلاد.
وفي ظل الفساد المالي والإداري بوزارة التربية والتعليم آنذاك، استخدمت المخابرات الأمريكية عبر خلية الجواسيس عدة وسائل لتنفيذ استراتيجية ضرب التعليم في الجمهورية اليمنية، من خلال مشاريع تنموية تابعة لمنظمات تابعة للأمم المتحدة العاملة في اليمن، بما فيها “اليونيسف، giz، والمنظمة الدولية للإغاثة والغذاء العالمي”.
وأفصح الجاسوس الأغبري عن الوسائل التي تم استخدامها في تنفيذ استراتيجية ضرب التعليم في الجمهورية اليمنية والمتمثلة في استخدام التمويل الأجنبي خاصة من برنامج الشراكة العالمية للتعليم ومن بعض المشاريع التنموية الأخرى مثل اليونيسف، الـ جي آىي زد، وسيف شيلدرين، والمنظمة الدولية للإغاثة والغذاء العالمي”.
وأضاف “استغلينا الفساد المالي والإداري بوزارة التربية والتعليم لشراء الذمم باستقطاب عدد كبير جداً إلى جانب العملاء المستقطبين سابقاً تم استقطاب عدد كبير لتنفيذ هذه الاستراتيجية بالمال بحسب الأنشطة تدفع له مبالغ مالية وهو ينفذ”.
وبين أنه بتعاون كامل من اليونيسف، وخاصة بوجود أندريا كانت الخبيرة السويسرية التي ساعدتنا أكثر في تنفيذ الإستراتيجية برفع التقارير الدورية إلى واشنطن عبر اليونيسف.
تحركات تآمرية لمنظمة “GIZ”:
ويتابع الجاسوس عامر الأغبري “المنظمة الألمانية “GIZ” تعمل بطريقة منفصلة بذاتها، مستقلة لكن من باب أنه تشغر الوزارة أنا بعمل كذا وكذا إشعار، ولكن يتم التنفيذ مباشرة من عندهم عبر كادر في المنظمة إلى جانب استغلال الخبراء وعناصر كثيرة جداً موجودة في وزارة التربية والتعليم وكلية التربية بجامعة صنعاء يتم استغلالهم وهناك عناصر في كل محافظة يعملوا على تنفيذ الأنشطة بمعزل عن وزارة التربية، مقابل مبالغ مالية وحوافز يومية مع توفير إمكانيات لهم”.
وتحدث عن إبلاغه بأنه سيتم إنشاء وحدة مستقلة عن وزارة التربية والتعليم على أساس تبقى تشتغل بأريحية كاملة ولكن تبقى ضمن مظلة الوزارة، وإشراف منظمة اليونيسف الجهة التي سيتم تمويل المشاريع أو الأنشطة لمدة أربع سنوات، يديرون المشروع سبعة أشخاص بمبلغ 72 مليون دولار، ولكن نتيجة أحداث القصف تم تمديد المشروع إلى 2021م”.
وأضاف “عام 2013م، تم التنسيق للقاء مع نائبة السفير الأمريكي في السفارة الأمريكية، وقابلتها واثنين من ضباط الاستخبارات وكانت أيضاً في رئيسة القسم السياسي والاقتصادي أولفا رومانوفا، التي طلبت مني بأنه تم استدعائي على أساس إبلاغك بوجود وظيفة لك في مشروع الشراكة العالمية للتعليم، ممول من الوكالة الأمريكية والاستخبارات إلى جانب خمس دول أجنبية، فقلت خلاص أنا أعطيك نسخة أولية موجودة معي وفعلاً أعطيتها النسخة”.
واختتم الجاسوس الأغبري حديثه بالقول “أنا بأخذ هذه النسخة الأولية واطلع عليها وأبدأ التنسيق مع ضباط الاستخبارات اللي أتبعه وهو آدم سميث في واشنطن على أساس كيفية العمل على خروج باستراتيجية متكاملة حول إضعاف التعليم في اليمن بالمشروع الجديد التابع للشراكة العالمية للتعليم”.