أكد السيد القائد- في معرض كلمته الأسبوعية، حول آخر التطورات والمستجدات في فلسطين المحتلة- أن كل المستجدات في فلسطين من الشواهد والحقائق المهمة من عدوان وإجرام وانحطاط التي تبين لنا العدو الصهيوني، وهذه حقائق أكدها القرآن الكريم والواقع معا، كون اليهود امتداد لأسلافهم المتورطين في العداء لله ولنهج الله و قتل أنبياء الله، و ما هم عليه من مكر وخبث وحقد وطمع وإجرام، وهذه الحقائق تتجلى اليوم في الجرائم التي ترتكب في فلسطين، وهذه هي الصورة الحقيقية لليهود ولا يجب القبول بحالات الزيف والخداع التي يقدمها، ومن ينخدع بهم ويتأثر بهم ويتقارب معهم هو مفلس وغير طبيعي وغير سليم أخلاقيا، وعلينا أن نتذكر أمام كل هذه المستجدات المسؤوليات وتتضاعف المسؤولية كلما عظمت المظلومية، وجزء كبير مما يحدث للشعب الفلسطيني بسبب التخاذل أمام الجرائم الإسرائيلية، والمسؤولية كبيرة على المسلمين وعلى المجتمع البشري، ولن ينجو من عار الصمم والتجاهل إلا من تحرك مع المجاهدين..
من تطورات هذا الأسبوع التي لا يجب السكوت عليها وجود عساكر العدو الإسرائيلي وهم يصورون أنفسهم في أحد المساجد وهم يقومون بتمزيق القرآن الكريم وإحراقه وهو اقدس مقدسات المسلمين، وعدم التحرك ضد هذه الجريمة يشهد أن الإنسان ليس لديه أي ذرة من الإيمان، وضعف أداء وارتباط المسلمين تجاه مقدساتهم وقيمهم هو الخطر الحقيقي على الأمة، والتفريط بأقدس المقدسات يعني التفريط بكل شيء، وهناك واجب كبير على علماء الدين والمثقفين لتذكير الأمة بهذه الجريمة، والتدمير للمساجد وإحراق المصاحف وتدنيس المسجد الأقصى والمسلمون يشاهدون تلك المشاهد ويتعودون عليها، و بدأوا يتحدثون عن بناء كنيس يهودي في المسجد الأقصى، ولهذا يجب أن يقابل ذلك بالجهاد وليس بالصمت والسكوت الذي يمارسه البعض، وهذا يعني انهم في حالة استسلام وخوف وجبن وخنوع وذل وتنكر للقرآن والرسول والمبادئ الإسلامية وهذا يعني جرأة اليهود أكثر، ولهذا الصمت عواقب كبيرة لمن يفرط بهذه المسؤولية في واقع الشعوب والأنظمة، ومن يتصور أن السكوت سيفيده وأن العدو سيرضى عنه فلن يرضوا عنهم، والبعض لديهم قنوات عربية وهي إسرائيلية ولو كان اسمها العربية، ومن يمر بهذا لم يستفد من وقائع التاريخ ولا من القرآن، اليهود لا يعترفوا لبعض العرب الذين يحبونهم حتى أنهم بشر، ويعتبرونهم من المستباحين لهم..
الإجرام الصهيوني في فلسطين مستمر ووصل عدد الشهداء إلى 50 ألفا والجرحى 50 ألفا، هذا من غير الذين لم يتم حصرهم، وكل مجزرة إسرائيلية هي جريمة إبادة، وعار على المسلمين استمرار هذه الجرائم التي تستهدف الأطفال والنساء بالقنابل الأمريكية، ويصاحب ذلك التجويع القاتل للشعب الفلسطيني بينما بعض الدول العربية والإسلامية تقدم للعدو الغذاء يوميا، المستجد في هذا الأسبوع هو اتجاه العدو للتصعيد في الضفة الغربية، ومن اللحظة الأولى- وكما هي عادة العدو- استهداف المستشفيات، والعدوان على الضفة الغربية يوضح توجه العدو الإسرائيلي بمشاركة أمريكية وتواطؤ واضح من بعض الأنظمة العربية، والأمريكي دوره أساس في الإجرام الإسرائيلي، والأمريكي شريك على مستوى الفعل والتخطيط والدعم المادي وتوفير آلة القتل والدمار جوا وبرا لقتل الأطفال والنساء، وتقديم الدعم السياسي لاحتواء الرد اللبناني والإيراني، وكذلك يبذل الأمريكي كل جهده لحماية العدو الإسرائيلي، وكذلك موقف الأمم المتحدة أصبح موقفا يساوي بين الضحية والجلاد، وأمام كل هذا الشعب الفلسطيني ومجاهدوه ثابتون وصامدون وبفاعلية قوية وعالية، ومنفذون العشرات من العمليات، ومنها عمليات القناصة، أما جبهات الإسناد ومنها جبهة لبنان التي وجهت ضربة موجعة للعدو، وهي جبهة مساندة بشكل يومي، أدت إلى طرد المستوطنين من شمال غزة، وهي جبهة إذلال للعدو الإسرائيلي..
كذلك جبهة العراق تقوم باستهداف جنوب فلسطين بشكل شبه يومي، أما حالة الرد الإيراني فإنه قادم لا محالة، على الرغم من كل المحاولات للتصدي للرد الإيراني ومنها أنظمة عربية وهذه خيانة لله ولرسوله، وهناك مظاهرات مستمرة في العالم كله وللأسف من غير البلدان العربية والإسلامية، والأنشطة الطلابية بدأت تعود من جديد وخاصة في أمريكا، ونلاحظ البلدان العربية فيها جمود وذلك بسبب الأنظمة، أما فيما يتعلق بجبهة اليمن ومنها عملية اقتحام سفينة بعملية جهادية شجاعة وتدمير ما فيها من شحنات وتفخيخ السفينة ووثقت العملية بمشهدها الكبير، والأمريكي والإسرائيلي ابتعد حتى عن الساحل الأفريقي، وفاعلية العمليات اليمنية تصل لاعتراف الأعداء أنها عمليات حاسمة، وفيما يتعلق بالتحضير للرد اليمني يتم التحضير له وحرصنا هو الارتقاء بعملياتنا لدعم الشعب الفلسطيني، وسنتحرك في أي مستوى لتطوير قدراتنا بشكل نوعي لنكون أكثر فاعلية وتطوير للقدرات وأكثر تأثيرا على العدو الإسرائيلي وأكثر إسنادا للشعب الفلسطيني، والنشاط الشعبي مستمر -رغم هطول الأمطار- في 63 ساحة بحشود مليونية، والمشهد في العاصمة صنعاء وبعض المحافظات مشهد مؤثر جدا، وهناك ارتياح شعبي من هذا الحضور المؤثر تحت الأمطار..
وفيما يتعلق بنعمة الغيث نتوجه أولا بالشكر والحمد لله على هذه النعمة، و نتوجه بالتعازي للأسر التي فقدت أحدا منها، وينبغي أن يكون هناك تعاون رسمي وشعبي لمساعدة المتضررين وتفادي مصبات السيول، والوعي بأهمية التخطيط الحضري، والسعي للزراعة والتشجير في هذا الموسم، ومن المهم التخطيط لقنوات الري وبناء السدود والخزانات، وعلى كل فإن الخروج المليوني يعبر عن الصدق والوفاء والثبات والشعب اليمني يحظى بالتميز بالوفاء مع الله والقيم، والتطورات التي تحدثنا عنها حول الاعتداء على المقدسات من المهم الخروج لها، والمقام مقام مصابرة وعلينا أن نواصل ذلك لنحظى برعاية الله وتأييد الله، والمؤمن يزداد إخلاصا وصدقا ووعيا وإيمانا في مواقف الشدة، والحضور فيه القرب من الله أكثر وأكثر وتأمين المستقبل الأبدي والارتقاء بالنفس ، وبناء القدرات التي تفاجئ العدو، وما نراه من عدوان على الشعب الفلسطيني يمكن أن يحصل أكثر في أي بلد آخر، والطمع والعداء الأمريكي والإسرائيلي كبير، ولذلك نحن أمة مستهدفة، ولذلك يجب أن نهيئ أنفسنا والمقام مقام حركة وجهاد وبناء والمستقبل الواعد هو لصالح المستجيبين لله والواثقين به وان الخير كل الخير هو بما دعا إليه، والخيبة والخسران للمنافقين والمتربصين، ومهما حدث لا يمكن أن يغير الحتميات الثلاث لزوال العدو الإسرائيلي.