تعرضت العديد من المباني والبيوت التاريخية في صنعاء القديمة للانهيارات والتهدم بسبب الأمطار الغزيرة التي منّ الله بها على بلادنا خلال الإيام الماضية، ولازال هطولها مستمراً.
مدينة صنعاء القديمة المدرجة في قائمة التراث العالمي، والتي تعد من أقدم المدن التي سكنها الإنسان على وجه الأرض.
هذه المدينة التاريخية والتي تعد رمزاً لعراقة الإنسان اليمني، والتاريخ والحضارة اليمنية، وعنواناً لصمود وثبات الإنسان اليمني، والتي كانت ومازالت عاصمة اليمن الكبير..
مدينة سام بن نوح، وآزال ذات التاريخ العريق، والتي يحيط بها سورها من جميع الجهات، ولها سبعة أبواب، والتي لم يتبق منها سوى باب اليمن.
عندما تدخلها من هذا الباب تعود بك الحياة إلى الوراء آلاف السنين، وأنت تمشي في شوارعها، وأزقتها وتطوف بأسواقها، وحاراتها تشعر وكأنك تعيش حضارة اليمن القديمة التي نقرأها في كتب التاريخ والسير، والأساطير القديمة.
ولما تدخل مساجدها ومنها الجامع الكبير، تحس بالطمأنينة، والوقار، وتزداد إيمانا، أسواقها تكتظ بالباعة والحركة التجارية، مهما سكنت الحياة وتوقف الزمن، ففي صنعاء القديمة تجد الحركة وعجلة التاريخ لا تتوقف.
كل هذا لم يشفع لمدينة صنعاء القديمة، والتي للأسف الشديد باتت مبانيها مهدده بالاندثار، وهنا نوجه سؤالاً لمن ننتظر ومن سيأتي لإنقاذ صنعاء القديمة؟
فالحقيقة التي علينا أن نعيها وندركها هي أن المعني الأول بالحفاظ على مباني صنعاء القديمة، والاهتمام بها وصيانتها، هم أصحاب البيوت وساكنوها، فلا ننتظر منظمات خارجية، ولا مساعدات لتأتي لترمم، وتعيد تأهيل وإصلاح تلك المباني، علينا نحن اليمنيين أن نبادر ونعيد بناء ما تهدم بسبب الأمطار، وفي المقدمة أبناء صنعاء القديمة، عليهم أن يتعاونوا ويتكاتفوا ويبادروا إلى إنقاذ بيوتهم ومنازلهم، والعمل على صيانتها، وكذلك رجال المال والأعمال من أبناء صنعاء القديمة عليهم المبادرة والتحرك لإنقاذ صنعاء، وكل هذا يكون إلى جانب الجهود الرسمية.
فصنعاء درة المدن اليمنية وتاجها، والحفاظ عليها واجب علينا جميعا وفي المقدمة ساكنوها، فلا تهملوا بيوتكم، ولا تنتظروا من يحافظ عليها ويرممها، فكما حافظت عليكم وآوتكم، عليكم أن تحافظوا عليها وتهتموا بها…