قتلى وجرحى من جيش العدو وتدمير آلياته بكمائن المقاومة في جنين
جيش الاحتلال يُنهي عملياته في خان يونس ودير البلح:23 شهيداً ضحايا العدوان الصهيوني على غزة في الساعات الماضية و”الاختفاء القسري” أبرز معالم الإبادة المستمرة
الثورة / متابعة/ محمد الجبري
ارتفعت حصيلة الشهداء في قطاع غزة منذ فجر أمس، إلى 23 شهيدا، بعد استشهاد ستة فلسطينيين في غارات صهيونية جديدة على مناطق متفرقة من القطاع.
وأفادت مصادر طبية في شمال قطاع غزة باستشهاد أربعة فلسطينيين أحدهم طفل، وإصابة عدد آخر في استهداف شقة سكنية بمخيم جباليا.
كما استشهد ثلاثة أشخاص وأصيب آخرون إثر قصف صهيوني لمنزل في منطقة الدقات جنوب عبسان الكبيرة شرقي خان يونس، بينما وقعت إصابات في قصف صهيوني استهدف منزلا لعائلة القصاص شمال شرقي مخيم النصيرات وسط القطاع.
واستشهد شخص واحد وأصيب عدد من الفلسطينيين في غارة صهيونية على منطقة المصدر وسط قطاع غزة.
من جانبها ذكرت منظمة الصحة العالمية، أمس، أن 17 مستشفى فقط من أصل 36 مستشفى في غزة تقدم الخدمات جزئيًا.
وأوضحت مدير الطوارئ في المنظمة مايك رايان، أن المستشفيات معرضة للخطر بسبب الأضرار المادية ونقص الوقود ومحدودية الإمدادات الطبية وقلة الموظفين.
وأكد رايان استمرار الإبلاغ عن الهجمات على خدمات الرعاية الصحية في غزة، حيث دُمِّر نظام الرعاية الصحية إلى حد كبير.
ووثقت منظمة الصحة العالمية 1098 هجوماً على خدمات الرعاية الصحية في الأرض الفلسطينية المحتلة بين 7 أكتوبر 2023 و22 أغسطس 2024، وقع 492 منها في غزة”.
الاختفاء القسري
وأكدت مؤسسات الأسرى، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي، نفّذت جريمة الاختفاء القسري بحقّ الآلاف من معتقلي غزة منذ بدء حرب الإبادة، وتحديداً مع بدء عمليات الاجتياح البري لغزة، واعتقال الآلاف من المدنيين من مختلف أنحاء القطاع، إلى جانب عمليات الاعتقال التي طالت الآلاف من العمال الذين كانوا يعملون في أراضي الـ48 قبل الحرب.
وبمناسبة اليوم العالمي لضحايا الاختفاء القسري الذي صادف يوم أمس الثلاثين من أغسطس، قالت مؤسسات الأسرى (هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، ومؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان) في بيان ، إن “جريمة الاختفاء القسري شكّلت أبرز أوجه حرب الإبادة المستمرة منذ أكثر من عشرة أشهر، وذلك في ضوء عمليات الاعتقال الواسعة المتواصلة والتي طالت كافة الفئات منهم الأطفال والنساء والمسنون، إلى جانب استهداف العشرات من الكوادر الطبية خلال الاجتياحات المتكررة للمستشفيات في القطاع، وكان أبرزها الاجتياح الأكبر لمجمع الشفاء الطبي”.
وأشارت مؤسسات الأسرى أن “المنظومة القضائية للاحتلال الإسرائيلي، ساهمت في ترسيخ جريمة الاختفاء القسري، كما ساهمت باستخدام جرائم التعذيب بحق معتقلي غزة، عبر احتجاز الآلاف من معتقلي غزة استناداً لقانون (المقاتل غير الشرعي) الذي أصدرته الكنيست الإسرائيلية عام 2002، والذي يُشكّل في جوهره انتهاكاً واضحاً وصريحا لسلامة إجراءات التقاضي”.
وانتشرت صوراً للمئات من المدنيين، الذين جرى اعتقالهم من مناطق مختلفة من القطاع، وهم عرّاة، ومكدّسين بأعداد كبيرة في أماكن مفتوحة، وفي الشوارع، وفي ناقلات تابعة لجيش الاحتلال، وقد ظهروا في ظروف حاطة بالكرامة الإنسانية ومذّلة.
سيطرة الاحتلال على فلادليفيا
وعن قرار جيش الاحتلال البقاء في فلادليفيا التي ترى وسائل الإعلام الصهيوني إن هذه الخطوة قد تنهي المفاوضات بين دولة الاحتلال والفلسطينيين .
وقالت إذاعة جيش الاحتلال “الإسرائيلي”، إن قرار المجلس الوزاري والسياسي ببقاء الجيش في محور فيلادلفيا قد يتسبب بإنهاء المفاوضات”، وسيُجبر حماس على التنازل، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تبنتها كجزء من الصفقة المحتملة.
وفي هذا السياق أكد مصطفى البرغوثي أمين عام حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية أن قرار “الكابينيت الإسرائيلي” بالبقاء في محور فيلادلفيا جنوب قطاع غزة يعني “رفض وقف إطلاق النار”.
وقال البرغوثي في بيان صحفي أمس الجمعة، إن “قرار الكابينيت البقاء في محور فيلادلفيا يعني رفض الوصول لاتفاق وقف إطلاق النار والانسحاب من قطاع غزة”.
وأضاف: أن ذلك القرار “يؤكد النوايا الحقيقية لنتنياهو وحكومته الفاشية بإبقاء الاحتلال الكامل لقطاع غزة ومواصلة حرب الإبادة الجماعية، وهو ما أكد تعيين إلعاد غورن، حاكماً عسكرياً لقطاع غزة”.
وشدد في البيان: “الأحداث ستثبت أن حكام إسرائيل ارتكبوا بقرارهم أفدح خطأ استراتيجي في حياتهم، فغزة لن تخضع أبدا للاحتلال الدائم”.
وصادق المجلس الوزاري الأمني والسياسي “الكابينت” الخميس الماضي على بقاء الجيش “الإسرائيلي” في محور فيلادلفيا.
وكان أكد نتنايهو عن تصميم “إسرائيل” على إبقاء محور فيلادلفيا تحت سيطرتها لمنع تهريب الأسلحة.
على صعيد مختلف، أعلن جيش الاحتلال “الإسرائيلي”، أمس، انتهاء المهام العسكرية للفرقة 98 في منطقتي خان يونس ودير البلح، بعد نحو شهر من العمليات العسكرية.
وقال المتحدث باسم الجيش، إن قوات الاحتلال قتلت أكثر من 250 فلسطينيًا ودمرت العشرات من البنى التحتية، مضيفا أن قوات الفرقة تستعد لمواصلة القتال في قطاع غزة.
وعقب الانسحاب من خان يونس، انتشلت الطواقم الإغاثية 10 شهداء من المناطق التي انسحب من الاحتلال، ناهيك عن الدمار الكبير والواسع في البنية التحتية والمباني السكنية.
انتهاكات العدو وجرائمه في الضفة الغربية
وحول الأوضاع في الضفة الغربية المحتلة فانتهاكات العدو الصهيوني تزداد يوما بعد آخر فالقتل والتشريد والمداهمات والاعتقالات باتت كل يوم في تزايد كبير في مختلف مناطق الضفة والقدس المحتلة مما يدل على أن العدو رسم خطوطه العريضة لعدوانه لتلك الجرائم الوحشية التي ترتكبها جيشه والمستوطنون الصهادينة بشكل يومي ضد المواطنين الفلسطينيين هناك، حيث استشهد ثلاثة فلسطينيين، جراء قصف العدو الصهيوني فجر أمس مركبة قرب بلدة الزبابدة جنوب جنين.
وذكرت وكالة فلسطين اليوم أن جيش الاحتلال الإسرائيلي، يواصل عدوانه على مدينة جنين ومخيمها شمال الضفة الغربية، لليوم الثالث على التوالي، وسط عمليات تدمير واسعة للبنية التحتية والشوارع والمباني.
وأشارت مصادر محلية إعلامية في جنين، فإن قوات الاحتلال اختطفت جثامين الشهداء الثلاثة، بدون الكشف عن هويتهم حتى الآن.
وأفاد جيش الاحتلال في بيانٍ له، أن طائرة حربية تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي قصفت موقعًا خلال اشتباكات دارت في جنين بالضفة الغربية.
وفي إطار جرائم العدو التي ارتكبها في جنين يوم أمس، فقد أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي، النار على مجموعة من الصحفيين بشكل مباشر قرب دوار الزايد أثناء تغطيتهم العدوان على المدينة.
إلى ذلك شنّت قوات كبيرة من جيش الاحتلال حملة تفتيش واسعة في الحي الشرقي من جنين صباح الجمعة، واحتجزت بعض الأهالي ونكلت بهم، كما داهمت قوات الاحتلال عدة منازل في محيط مسجد خالد بن الوليد، وأخضعت المواطنين لتحقيقات ميدانية قاسية، ما أسفر عن اعتقال عدد منهم.
وفي جنين اقتحمت جرافات الاحتلال وآلياته العسكرية، وسط مخيم المدينة، تزامنًا مع تدمير ممنهج للبنية التحتية وعمليات تجريف، كما دفع بتعزيزات عسكرية جديدة لحصار المدينة وإغلاق جميع مداخلها، ولتمركز قواته في 15 منطقة سكنية.
بطولات المقاومة
بدورها أكدت كتيبة جنين في سرايا القدس، في بيان مقتضب، أنها فجّرت عبوات ناسفة بآليات جيش الاحتلال في محور الجلبوني، محققة إصابات مباشرة.
وأضافت أنها فجرت عبوة ناسفة معدة مسبقًا في خط إمداد التعزيزات العسكرية على طريق السهل، كما خاضت اشتباكات ضارية في محاور القتال في شارع حيفا.
إلى ذلك أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، مقتل جندي من جنود العدو الصهيوني، وإصابة آخرين في كمين “محكم” بالحارة الشرقية من مدينة جنين، شمال الضفة الغربية.
وقال قائد في كتائب القسام، في تصريحات صحفية أمس إن مجاهدي القسام أعدّوا كمين عبوات ناسفة في الحارة الشرقية من جنين، وفجّروه بآليات الاحتلال.
وأوضح أن ما جرى في الحارة الشرقية بجنين هو كمين عبوات ناسفة معدة مسبقا لاستهداف آليات الاحتلال، مشيرا إلى أن آليات الاحتلال “تقدمت بعد عملية تمشيط، لكن وضع العبوات المحكم أفشل المخطط وانفجرت في القوة المتوغلة”.
وأضاف أن مجاهدي القسام أكدوا مقتل جندي إسرائيلي وإصابة آخرين في كمين الحارة الشرقية.
من جانب آخر أكد مفوض وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، فيليب لازاريني، إن إسرائيل قتلت أكثر من 150 طفلاً فلسطينياً في الضفة الغربية المحتلة، منذ بدء الحرب على قطاع غزة.
وأوضح لازاريني، عبر منصة “إكس”، أمس الجمعة، أن أرقام منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، تبيّن أن 150 طفلاً فلسطينياً على الأقل لقوا حتفهم في الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر الماضي.
وافت لازاريني إلى أن الوكالة علقت خدماتها في العديد من مخيمات الضفة، بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية، مشدداً على أن العملية الإسرائيلية تؤثر على عشرات الآلاف من الأشخاص في 4 مخيمات للاجئين شمال الضفة.