الثورة / وكالات
منذ بداية حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة في أكتوبر 2023، تشهد وسائل إعلام الاحتلال تضارباً حول عدد الجرحى والقتلى في صفوف جيش الاحتلال، فيما تسعى المؤسسة العسكرية الإسرائيلية لإخفاء مثل هذه المعلومات.
حيث تُعتبر قضية الإعلان عن الجرحى والقتلى قضية جدلية لدى جيش الاحتلال منذ تأسيسه وخوضه لعدة معارك وحروب، أما حرب الإبادة على قطاع غزة، فتُعتبر الأطول في تاريخ جيش الاحتلال، وقد حملت في طياتها الكثير من عمليات المقاومة الفلسطينية الموثقة والتي أكدت وقوع خسائر مباشرة بجنود الاحتلال
البداية في أول أيام الطوفان
عندما اقتحمت فصائل المقاومة المستوطنات والمعسكرات في “غلاف غزة”، نجح مقاتلو المقاومة بقتل وأسر عددٍ من جنود الاحتلال، وإيقاع جنود “فرقة غزة” بين قتلى وأسرى، إضافة لقتل أعداد كبيرة من المستوطنين، وخلال الأسبوع الأول من الحرب لم تقف إحصائيات الاحتلال على رقم ثابت يؤكد عدد القتلى من الجيش والمستوطنين والشرطة وجهاز “الشاباك”.
وبعد بدء الاجتياح البري الإسرائيلي لقطاع غزة، وقع جيش الاحتلال بمئات الكمائن في مختلف مناطق القطاع ما أدى لارتفاع منسوب الخسائر البشرية في قواته، ووفق بيانات الجيش وتصريحات مجموعات المستوطنين على مواقع التواصل الاجتماعي فقد جاوز عدد قتلى جنود الاحتلال 650 قتيلاً، أما عدد الجرحى فقد حسمه تصريح وزارة جيش الاحتلال صباح الأربعاءالماضي.
1000 مصاب كل شهر
أعلنت وزارة جيش الاحتلال، في تصريح الأربعاءالماضي، عن ارتفاع عدد الجنود المصابين منذ بدء العدوان على قطاع غزة إلى 10056 جنديًا.
وأضافت الوزارة في بيانها، أن كل شهر يصل أكثر من 1000 مصاب من جنود الاحتلال، أصيبوا خلال معارك قطاع غزة، فيما شكلت نسبة الجرحى في صفوف جنود الاحتياط 68% من العدد الكلي للإصابات.
وذكر البيان أن 37% من جرحى الجيش تعرضوا لإصاباتٍ في الأطراف من ضمنها تسببت في إعاقات حركية، إضافة إلى تعرض 35% من المصابين لأزمات نفسية.
وفي تقرير سابق نشرته القناة السابعة العبرية خلال شهر يونيو الماضي، جاء فيه أن 8663 جريحاً من جيش الاحتلال تلقوا العلاج منذ بدأ الحرب على قطاع غزة.
وسبق لجيش الاحتلال أن اعترف منتصف أبريل الماضي بإعاقة “أكثر من ألفي جندي وشرطي وعنصر أمن، منذ بداية حربه على قطاع غزة” وفق ما نقله موقع “والا” العبري عن معهد السلامة والأمن التابع لوزارة العمل.
وفي تصريح سابق أكد اللواء احتياط في جيش الاحتلال إسحاق بريك، أنّ ما يحدث في قطاع غزة في الوقت الحالي هو “حرب استنزاف”، محذراً من أنّ إطالتها “ستؤدي إلى انهيار جيش الكيان واقتصاده “.
وعند حديثه عن الأسباب التي ستؤدي إلى انهيار جيش الاحتلال والاقتصاد في حال إطالة الحرب، حذّر بريك من “عدم وجود جنود (ليحلوا محلّ الذين يقاتلون حالياً)، وعدم وجود عمّال، وسط مقاطعة عالمية يتعرض لها الاحتلال.
أزمة جنود الاحتياط
خلال السنوات الماضية، شهدت قوات الاحتياط في جيش الاحتلال تهميشاً متتابعاً، مع التركيز على الوحدات القتالية الخاصة ومنظومات الدفاع الجوية والهجومية في إطار تطور طبيعة الصراع في المنطقة، ومواجهة “المشروع النووي الإيراني في المنطقة”، إضافة لتقليل الاهتمام والمتابعة للقوات البرية في جيش الاحتلال.
جاءت معركة طوفان الأقصى واقعةً صادمة لحكومة الاحتلال وجيشها، فكان عنصر المباغتة السبب الأبرز لاستدعاء قوات الاحتياط دون تجهيزها لهذا الغرض، ولا زال يُعتمد عليها اليوم في قطاع غزة بعد سحب العديد من الألوية ونقلها إلى شمال فلسطين المحتلة، فيما بقيت قوات الاحتياط متمركزةً في قطاع غزة بعد تجاوز الحرب يومها ال300، فيما أشارت تقارير عبرية إلى شعور جنود الاحتياط بالتعب والإرهاق النفسي والاقتصادي والاجتماعي، لتكون النسبة الأكبر من جرحى جيش الاحتلال، هي من قوات الاحتياط.