المجازر التي يرتكبها العدو الصهيوني المجرم عمدا بحق الشعب الفلسطيني جرائم تقشعر لها الأبدان وتستنكرها كل الأديان، ولن تتوقف تلك الجرائم ما لم يردع ذلك العدو الشيطان، ويوقف صلفة واستكباره، اغتيال الشهيدين الدكتور إسماعيل هنية والقائد فؤاد شكر، والمجزرة التي نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي في مدرسة التابعين في حي الدرج في قطاع غزة يوم السبت 10/8/2024 والتي أسفرت عن استشهاد أكثر من 100 فلسطيني لن تكون تلك الاغتيالات لقادة المقاومة، ولا جرائم الإبادة والتطهير العرقي للشعب الفلسطيني هي الأخيرة، فمسلسل الاغتيالات الإسرائيلية وارتكابه المجازر البشرية سيستمر طالما بقي الكيان الصهيوني المحتل دون رادع حقيقي يطاله، وطالما ظلينا متمسكين بالتنديد الكلامي ونرعد ونبرق ولا نمطر العدو الصهيوني ونصيبه بالسلاح في مقتل في قدراته العسكرية ومقدراته الاقتصادية وبنيته التحتية ونرد له الصاع صاعين.
الحقيقة بعد تعري معظم حكام العرب والمسلمين وتبين مشاركتهم للعدو الصهيوني في جرائمة بصمتهم وتخاذلهم كان الرهان على الشعوب العربية والإسلامية لأنها الباقية، أما الزعماء والرؤساء والمشايخ والحكام فهم إلى زوال طال الزمن أو قصر، بيد أنه حتى الشعوب العربية والإسلامية التي يراهن البعض عليها لم تعد تلك الشعوب التي تحرك المياه الراكدة وتزلزل عروش الطغاة والظالمين وتقوم بالثورات وتغير الحكومات كما كانت عليه في العقود السابقة وعلى ما يبدو قد أصابتها الأدلجة للأنظمة الرسمية وأصابها الفتور والتراخي في التعاطي مع قضايا الأمة المصيرية وعلى رأس تلك القضايا الحساسة والمفصلية القضية الفلسطينية والموقف مما يحدث في غزة منذ قرابة العام، ففي الوقت الذي بدأ صوت الضمير الإنساني في عديد من دول العالم من غير العرب والمسلمين يعلو ويتحرك لمناهضة العدو الصهيوني وجرائمه، تراجع صوت الواجب والضمير الديني والقومي العربي والإسلامي للشعوب العربية والإسلامية في عديد من دول العالمين العربي والإسلامي، باستثناء قلة من الشعوب لا تعد بالأصابع لليد الواحدة من بعض شعوب الدول العربية والإسلامية كالشعب اليمني على سبيل الذكر والحصر، الذي لا يفوت يوم الجمعة من كل أسبوع للخروج والتنديد بالعدوان الصهيوني الأمريكي على شعب غزة وجرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني منذ طوفان الأقصى، الأكيد أن مهرجانات الإلهاء الفنية التي لا تتوقف بدءاً من العلمين في مصر، إلى قرطاج في تونس، وموازين في المغرب، مرورا بالرقص المعاصر في الجزائر، والفنون والسينما في الإمارات، وانتهاء بالترفيه في السعودية، والتي قد تكون للأنظمة الرسمية دور مقصود في إخماد بركان شعوبها بإلهائها بتلك المهرجانات المثيرة للغرائز والشهوات والمضيعة للوقت بتلك التفاهات، ولا يعني ذلك أن الجماهير العربية ضحية وغير مسئولة فيما أوقعت نفسها فيه، ففي نهاية الأمر الشعوب هي العامل الرئيسي لرواج تلك المهرجانات والفعاليات من عدمها، مما يعني أننا أمام حالة غريبة من رد فعل غير متوقع من الجماهير العربية والإسلامية لما يحدث في غزة وحالة اللامبالاة .
Next Post