
التجارب السينمائية في بلدان ما بعد الحرب العالمية الثانية تختلف اختلافا كبيرا عن سينما هوليود التي كانت قد قطعت شوطا كبيرا في تأكيد الحريات الشخصية منذ عقود مضت لكن أمرا واحدا كان يجبر هوليود منذ بداياتها وحتى اللحظة على الحديث عنه أمريكا التي يجب أن تكون جنة جميع الألوان والأديان والطوائف بقاعدة ” الحلم الأمريكي ” الشهيرة لم تنجح في فعل ذلك عانت الأصول غير الأ ر وروبية من عنصرية طاغية الزنوج والأسيويين والعرب هذا أمر دعا هوليود ولو بخجل للخروج ببعض الأفلام التي تدعو للمساواة والحرية عن طريق التذكير بفضائح البشرة البيضاء في الزمن الأسود المشكلة أن الأفلام الجيدة تأخرت كثيرا من أبرز هذه الأفلام فيلم ” Amistad ” من إنتاج 1997 م ومن إخراج ستيفن سبيلبيرغ وبطولة مورغان فريمان إلى آخر فيلم نشاهده اليوم والذي قد يكون أفضل الأفلام تقديما للحقيقة التاريخية أقصد هنا فيلم ” “12 years slave للمخرج البريطاني ستيف ماكوين الذي اعتمد على كتاب يحمل نفس الاسم من تأليف ” سولمون نوروثوب” (صدر عام 1853) من الأفلام الأخرى التي ناقشت حريات الأقليات في أميركا أيضا بالذات العرب كان هناك فيلم The Citizen من إخراج سام كادي وبطولة الفنان المصري خالد النبوي عدا ذلك فلم تتجاوز هوليود الجديدة مجرد الاحتفال بثورات الشعوب- حتى التاريخية منها – التي تشعر أميركا بالوصاية عليها وفي إيقاع سينمائي متفاوت كما حدث في فيلم ” BraveHeart ” للمخرج والبطل في الوقت ذاته ” ميل جيبسون “.
وقبل أي حديث عن التجربة العربية يمكن الحديث عن السينما الإيرانية التي قطعت شوطا لا بأس به في تحدي السلطة المحافظة خرجت عن الواقعية الاجتماعية لأفلام الخمسينيات مثل ” طوفان الحياة ” لعلي دريا” وأفلام العصابات والجريمة والنسخ المشوهة لأفلام الويسترن الأمريكية التي سيطرت في الستينيات والسبعينيات على أيدي مخرجين مثل ” جوزف واعضيان ” و ” ناصر ملك مطيعي ” لقد فعلت ذلك بل وتجاوزت إلى المكان الذي قد يضرب حتى السلطة الألوهية التي يدعيها سدنة السياسة هناك فيلم مثل ” رجم ثريا” من انتاج عام 2008م للأمريكي الإيراني الأصل سيريوس نوراستيه أحدث صخبا كان له أثره فيلم آخر نادى بحرية المرأة مثل ” حالة تسلل” من انتاج 2006م للمخرج ” جعفر بناهي” عبر فتاتين أرادا فقط مشاهدة كرة القدم في الملعب لماذا مجتمع مثل إيران يرفض لك لكن فيلما هو ” لا تحرق المخطوطات ” من انتاج 2013 م والذي تم تصويره سرا للملاحق محمد روسولوف ضرب بالنظام الإيراني بشكل عنيف عرض حائط الغضب نادى بالحرية لكل المثقفين والمفكرين الملاحقين والمسجونين في كهوف البوليس السري والمغضوب عليهم من قبل رجال الدين.