لا عذر للجميع

يحيى المحطوري

 

 

قبل أن نفكر هل نخرج إلى ميدان السبعين أم لا علينا أن نسأل أنفسنا ما هو جوابنا حين نقف بين يدي الله ونُسأل عن دماء أبناء غزة وأشلاء أطفالهم ونسائهم.
هل غضبنا من أجلهم.. هل شعرنا بآلامهم ومعاناتهم.. هل صرخنا في وجوه أعدائهم..
هل شاركنا في نصرتهم بالمال والسلاح..
هل يستطيع أي واحد منا أن يقول :
لم يكن بإمكاني أن أعمل لهم شيئا، ونحن في بلد نستطيع فيه أنه نحمل راية الانتصار لهم.
أن نطلق صاروخا موجها إلى نحور أعدائهم،
أن نساهم بطائرة مسيَّرة تقض مضاجع من يقتلونهم،
أن نخرج كل جمعة لنعلن وقوفنا معهم، وغضبنا لما يُنتهك من حرماتهم، وانتصارنا لدمائهم.
والله جل شأنه يأمرنا بالنفير:
“انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ”
ويأمرنا بالقتال:
“وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا”.
ويحثنا على الإنفاق في سبيله:
“وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ * مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ”.
أيها الإخوة:
إذا لم نتحرك في العمل البسيط المتاح والممكن فلن نوفَّق لأي عمل أكبر منه، وقد نكون – والعياذ بالله – ممن قال الله عنهم:
“وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ”.
وفقنا الله وإياكم للجهاد في سبيله، والنصرة للمستضعفين من عباده
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

قد يعجبك ايضا