نتنياهو يتوارى عن الأنظار والصدمة تسود الشارع الصهيوني
الإعلام العبري: مسيّرة “يافا” هي طلقة البداية.. اليمنيون كشفوا سلاحاً كاسراً للتوازن
• محللون وخبراء: الاستهداف اليمني من أخطر العمليات ضد دولة الاحتلال منذ 7 أكتوبر الماضي
الثورة / متابعات
احتلّت العملية التي نفّذتها القوات المسلحة اليمنية، فجر أمس، ضدّ هدف مهم في منطقة يافا المحتلة المسماة إسرائيلياً بـ»تل أبيب»، مركز اهتمام وسائل الإعلام العبرية، التي أعربت عن خشية كبيرة من العملية، ووجهت انتقادات إلى «الجيش» وحكومة الإحتلال.
صحيفة «معاريف» أكدت أنّ مسيّرة «يافا»، التي كشفت عنها القوات المسلحة اليمنية واستهدفت بها «تل أبيب»، هي «طلقة البداية»، مشددةً على أنّ اليمنيين كشفوا «سلاحاً كاسراً للتوازن».
بدورها، رأت صحيفة «هآرتس» أنّ العملية اليمنية بواسطة المسيّرة «تعكس مرحلةً جديدةً من الحرب الدائرة بين إسرائيل وأعدائها منذ الـ7 أكتوبر 2023»، موضحةً أنّ هذه الحرب «تتخذ على نحو متزايد شكل حرب إقليمية ومتعددة الجبهات».
وأكدت منصة إعلامية عبرية أنّ «تل أبيب دخلت قائمة التهديدات الأمنية»، في وقت نقلت وسائل إعلام «إسرائيلية» عن مستوطنين قولهم إنّ «الأبنية في منطقة غوش دان ارتجت بعد الاستهداف بالمسيّرة».
وتساءل محلل الشؤون العسكرية في موقع «والاه» العبري، أمير بو حبوط: «ماذا لو كانت الطائرة المسيّرة قد انفجرت في قلب وزارة الأمن في تل أبيب؟».
وأضاف الموقع: «حادثة المسيّرة تثبت أن الردع انهار».
الاعلام العبري يتساءل!
«أسئلة مشابهة لما طُرح في الـ7 من أكتوبر.. أين كانوا؟”
أمام فشل “الجيش الإسرائيلي” وسلاح الجو والجبهة الداخلية في مواجهة الاستهداف اليمني، وقالت وسائل إعلام عبرية أنّ الأسئلة التي تُطرح اليوم، بعد أكثر من 9 أشهر على الحرب، مشابهة لما طُرح في الـ7 من أكتوبر 2023: “أين كانوا؟”.
وأشار إعلام العدو إلى أنّ سلاح الجو “الإسرائيلي” أخفى في البداية معلوماتٍ عن مصدر انطلاق المسيّرة، على الرغم من تبني القوات المسلحة اليمنية العملية.
وبعد إقرار “الجيش” بأنّ مصدر المسيّرة هو اليمن، أكد المتحدث باسمه، في مؤتمر صحافي، أنّ “إسرائيل في حرب متعددة الجبهات، وأنّ تهديد المسيّرات هو تهديد تواجهه في الجبهات كلها”، مشيراً إلى أنّ “أجهزة الإنذار لم تفعّل خلال الاستهداف”، وأن التحقيق يجري في ذلك.
الاعلام العبري أكد بالقول “كان على قائدَي الجيش وسلاح الجو الاعتراف.. لقد فشلا مجدداً”
وعلّق على المؤتمر الصحافي الذي عقده المتحدث باسم “الجيش”، مهاجماً إياه. وقالت منصة إعلامية “إسرئيلية” إنّ “المتحدث باسم الجيش الذي يقدّم إحاطةً بشأن فشل مواجهة المسيّرة في تل أبيب، مع سلسلة من الأعذار المحرجة، هو نفسه الذي قدّم إحاطةً بعد الفشل أمام الطائرة التي صوّرت إسرائيل وحلّقت فوقها (في إشارة إلى هدهد حزب الله)”.
بدوره، أكد المراسل العسكري في القناة الـ”14”، هيلل روزن بيتون، أنّه “كان على رئيس الأركان وقائد سلاح الجو أن يقدّما بياناً إلى الإسرائيلين، لا المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، مع كلمة واحدة بسيطة: فشلنا”.
وأضاف روزن بيتون أنّه كان عليهما الاعتراف بالتهم الموجّهة إليهما وإلى عناصرهما “الذين فشلوا مجدداً في حماية الإسرائيليين، على الرغم من كل وسائل الدفاع الأكثر تقدماً في العالم التي يمتلكها الجيش الإسرائيلي”.
وعلقت صحيفة “معاريف” قائلةً: “كالعادة، بعد الفشل، يختفي نتنياهو ويرسل المذنبين المعتادين (أي المتحدث باسم الجيش) من أجل التحدث إلى الجمهور”.
إلى جانب ما قاله الإعلام العبري عن فقدان الردع أمام اليمنيين، أكد زعيم المعارضة “الإسرائيلية”، يائير لابيد، أنّ “من فقد الردع في الشمال والجنوب يفقده أيضاً في قلب تل أبيب”، مشدداً على أنّ “انفجار المسيّرة دليل آخر على أنّ الحكومة لا تستطيع توفير الأمن”.
في الإطار نفسه، قال عضو “الكنيست” ورئيس حزب “إسرائيل بيتنا”، أفيغدور ليبرمان، إنّ “من لا يمنع الصواريخ على كريات شمونة وإيلات يجب ألا يتفاجأ بوصولها إلى تل أبيب
وأعربت وسائل إعلام عبرية، امس، عن القلق والغضب عقب العملية التي نفّذتها القوات المسلحة اليمنية في “تل أبيب”، منتقدةً أداء المؤسستين الأمنية والعسكرية، ومهاجمةً حكومة الإحتلال ورئيسها، بنيامين نتنياهو.
وتحدّث الإعلام العبري عن فقدان “إسرائيل” للردع أمام اليمن، مشدداً على أنّ “ما جرى في تل أبيب ليس أقل من الوهن”.
وأكدت منصة إعلامية إسرائيلية وجود “فشل عملياتي خطير لدى الجيش”، إذ “لم يكن هناك إنذار أو رصد من أي راداراته على الأرض، في الجو، أو في البحر”.
وأشارت المنصة الإعلامية إلى فشل أي رادار لـ”الجيش” في رصد المسيّرة التي نُفِّذت العملية عبرها، وتفعيل إنذار للمستوطنين، على نحو يتيح “منع إصابة هدف استراتيجي دولي”، موضحةً أنّ الاستهداف تم على بعد عشرات الأمتار فقط من القنصلية الأمريكية في “تل أبيب” وإزاء ذلك، أكدت المنصة أنّ “الجيش” أُصيب بـ”عمى كامل في فترة كل المنظومات فيها مستنفرة على نحو مرتفع”، محذّرةً من أنّ “الأمر لا يتعلق بمدرسة في إيلات أو منزل محاذٍ للحدود في المطلة”.
في هذا الإطار قالت وسائل إعلام عبرية إنّ “انفجار الطائرة المسيّرة هو فشل كبير… لا يمكن لسلاح الجو بكل أنظمة دفاعه أن يستيقظ إلا بعد انفجارها”.
إلى جانب ذلك، شدد اعلام العدو على أنّ “أحداً في الجيش لا يقدّم تفسيراً منذ الساعة الـ5:30 فجراً”، مؤكداً أن لا إجابات واضحة للمستوطنين.
في السياق نفسه، سخرت وسائل إعلام “إسرائيلية” من أداء سلطات الاحتلال في مواجهة العملية، قائلةً إنّ المسؤولين “سينتبهون بعد تدمير غوش دان بعد الحرب”، مشيرةً إلى أنّ الطائرة اجتازت مسافةً تزيد على 2000 كلم، بينما “لا تزال الحكومة حتى الآن في صمت مطبق”.
وعلّقت على المسافة التي اجتازتها المسيّرة قبل انفجارها في “تل أبيب” قائلةً: “9 ساعات في الهواء بعد 9 أشهر من الحرب”.
ولدى حديثه عن الوزارء في حكومة الإحتلال، قال إعلام “إسرائيلي”: “فليوقظ أحدٌ ما وزير الأمن، يوآف غالانت. يبدو أنّه نائم، في حين أنّ كل إسرائيل استيقظت”.
وتابع: “يبقى فقط أن نتأكد من إذا كان رئيس الاستخبارات العسكرية “أمان”، شلومي بيندر (الذي عُيّن في منصبه في مايو بعد استقالة سلفه أهارون هاليفا على خلفية الفشل الاستخباري في الـ7 من أكتوبر)، مستيقظاً”.
وأعربت وسائل إعلام إسرائيلية عن “أسفها لعدم سقوط المسيّرة على بيت أحدهم (المسؤولين الإسرائيليين)”.
في غضون ذلك، قالت مصادر في مكتب رئيس حكومة الاحتلال إنّه “من المتوقع أن يُلغي نتنياهو سفره إلى الولايات المتحدة خلال الأيام المقبلة، في أعقاب استهداف تل أبيب”.
وفي ضوء حادثة الطائرة المسيّرة، أعلن رئيس السلطة المحلية في “تل أبيب”، رون حولداي، أنّ “تل أبيب – يافا انتقلت إلى حالة تأهب قصوى”.
وأسفرت العملية عن سقوط قتيل و10 مصابين على الأقل، إلى جانب أضرار كبيرة، بحسب ما أقرّ به اعلام العدو وكشفه الإسعاف الصهيوني فجراً . ووردت أنباء تفيد بتضرّر مكاتب تابعة للقنصلية الأمريكية، من جراء انفجار المسيّرة.
وانتشرت مشاهد توثّق لحظات الانفجار وما بعدها، حيث أوضحت المشاهد صوت محرّك المسيّرة قبل الاصطدام بالمبنى. كما تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن أكثر من مسيرة استهدفت المنطقة.
هلع وغضب
أثارت العملية التي نفّذتها القوات المسلحة اليمنية على هدف معادٍ في “تل أبيب” موجةً عارمةً من التعليقات الغاضبة في أوساط العدو.
وأكد جيش الاحتلال سقوط قتيل “إسرائيلي” و7 جرحى في صفوف العدو، جراء سقوط طائرة من دون طيار في “تل أبيب”. وبحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت”، يُحقّق الاحتلال في سبب عدم تفعيل منظومة الإنذار قبل انفجار المُسيّرة في “تل أبيب”.
ووصف جيش الاحتلال حادث تل أبيب بـ”السيّئ الذي لا ينبغي أن يحدث”، محمّلًا سلاح الجوّ “الإسرائيلي” المسؤولية الكاملة. ولبحث تداعيات ما جرى، عقد رئيس أركان الجيش هيرتسي هليفي مداولات أولية لتقويم الوضع.
بدوره، صرّح وزير الأمن القومي “الإسرائيلي” ورئيس حزب “قوة يهودية إيتمار بن غفير: “الخط الأحمر جرىّ تجاوزه في الشمال. عندما نحتوي إطلاق الصواريخ على “كريات شمونة” و”سديروت”، نتلقّى النيران في” تل أبيب”. هكذا بالتحديد أُدير “المفهوم” في غزة لسنوات. يجب تغيير المفهوم. تمامًا مثل الإصلاحات التي قمت بها في السجون، على الرغم من معارضة جزء من المؤسسة الأمنية. ولذلك أصرّ على أن أكون حول الطاولة في تحديد سياسات “إسرائيل””.
من ناحيته، عقّب رئيس المجلس الاستيطاني للجولان أوري كيلنر على عملية “تل أبيب” بالقول: “لا يوجد فرق بين غارة بطائرة من دون طيار في قلب تل أبيب وبين إطلاق النار المستمر في الشمال. وعلى الكيان أن يستعيد قوة الردع في الشمال والجنوب والوسط”.
ورأى معلّق الشؤون العسكرية في موقع “والا” أمير بوخبوط أن سلاح الجو “الإسرائيلي” فشل مرة أخرى في الدفاع عن الجبهة الداخلية، وقال “وفقًا للجيش الأمر تعلّق بخطأ بشري، ويظهر التحقيق في النتائج أنه تم اكتشاف الطائرة بدون طيّار ولكن لم يتم تصنيفها على أنها تهديد، ولم يتم إطلاق أي إنذار أو إجراء محاولة لاعتراض الهدف. يطرح رد سلاح الجو على الحادث الصعب شكوكًا كبيرة عن حجم الطائرة ومكان إطلاقها”.
وأضاف “الأمر يتعلّق بحدث خطير في كثير من النواحي، لكن ما لا يدركه الجمهور تمامًا أن محور الشر (المقصود محور المقاومة) يخوض حرب استنزاف مع “إسرائيل”. يشمل المحور إيران قبل كل شيء، والفصائل في العراق وسورية والحوثيين في اليمن، وحزب الله في لبنان، مما يؤدي إلى تآكل قوة الجيش “الإسرائيلي” من خلال تنقيط الطائرات بدون طيار وصليات الصواريخ، وأيّ ضرر يلحق بالجبهة الداخلية يعتبر إنجازًا بالنسبة لهم”.
وتابع “من المهم أن نفهم التهديد الحقيقي الذي يتراكم مقابل أعيننا هو الحرب الكبرى: وفقًا لتقديرات الخبراء، ستشمل حوالي 5000 طائرة بدون طيار وصاروخ من مختلف الأنواع على “غوش دان” (منطقة الوسط التي تتضمن “تل أبيب”) من مناطق مختلفة في الشرق الأوسط. من دون أن نلاحظ، منذ أكثر من تسعة أشهر من الحرب، فإن الجيش “الإسرائيلي” بأكمله بشكل عام وسلاح الجو بشكل خاص يقفان على أقدامهما. وإننا على وشك إنهاء عام مكثف يضر بقدرة الجيش “الإسرائيلي” على خوض حرب واسعة النطاق ومتعددة الساحات وبكثافة أعلى بكثير في كثير من النواحي”.
وأردف “فجأة يكتشفون عددًا غير قليل من الفجوات بين التهديدات والحلول عندما يطرحون سؤالًا بسيطًا – على أيّ تهديد تم بناء سلاح الجو في العقد الأخير؟ حرب أوكرانيا – روسيا طرحت العديد من التساؤلات والعبر التي يجب تقليصها بأسرع وقت.. فجأة تكتشف وجود عدد لا بأس به من الفجوات بين التهديدات والحلول عندما تطرح سؤالاً بسيطًا – ما التهديد الذي تم على أساسه بناء القوات الجوية في العقد الماضي؟ إن الحرب الأوكرانية الروسية تثير العديد من الرؤى والدروس التي يجب التقليل منها في أسرع وقت ممكن. من المؤكد أن الحلول ليست كلها من خلال المشتريات والتطورات الجديدة. في الماضي البعيد، سمعت اللواء طال روسو يعارض السياج على الحدود المصرية، قائلًا: كل “شيكل” أملك أفضل استثماره في الهجوم بدلًا من الدفاع”.
وبحسب بوخبوط، التهديد التالي أصبح هنا: محلّقات وطائرات بدون طيار من مختلف الأنواع. التهديد التالي يتطور، والتحدي الكبير للجيوش الغربية الحديثة هو الأسراب، القدرة على مهاجمة منطقة كبيرة بشكل جماعي.
حتى الآن، لم أسمع أن خطة الجيش “الإسرائيلي” المتعددة السنوات، المتأخرة منذ فترة طويلة، تركز على هذه التهديدات في الأطر الصحيحة. الجيش “الإسرائيلي” 2024 سيواجه صعوبة في كسر مفهوم وبناء شيء جديد. في بناء القوة في مواجهة التهديدات المستقبلية والتخلي عن التهديدات التي أصبحت من الماضي.
ويخلص إلى أن الحرب في قطاع غزة يجب أن تستمر حتى تفتيت قوة حماس، معتبرًا أن القتال في هذه الحالة سيشمل إنتاج واقع أمني جديد، تبعًا لإعادة الأسرى، بحيث إنه إذا انبثق علينا “الشرّ” من الشمال – لن نضطر إلى تقسيم القوات في عدة ساحات كما هو الحال اليوم، وسيكون الاهتمام في مكان واحد من أجل ضربه بقوة
توقّف المحلّل العسكري الصهيوني يوآف زيتون عند العملية التي نفّذتها القوات المسلحة اليمنية اليوم ضدّ أحد الأهداف المعادية في “تل أبيب”، فذكر أنه لم يصدر أيّ إنذار عن الانفجار الكبير الذي أرعد سماء “تل أبيب”، فجر الجمعة، وسُمع دويّه لمسافات بعيدة، مشيرًا الى أن الطائرة المسيّرة تسبّبت بمقتل “إسرائيلي” و إصابة آخرين. وتابع: “من رد الجيش “الإسرائيلي” يمكن أن نعرف أن هذا لا يقلّ عن خلل عملاني خطير”.
وقال زيتون: “يبدو أن لا رادار تابع للجيش على الأرض، أو في الجو أو في البحر رصد الطائرة المعادية من أجل تفعيل صفارات الإنذار في محاولة لمنع إلحاق الضرر بأصول إستراتيجية دولية- على بُعد عشرات الأمتار من مبنى الممثلية الأميركية في “تل أبيب””- واصفًا ما حدث بـ”العمى المُطلق في وقت تكون فيه جميع المنظومات متأهّبة والجاهزية مرتفعة”، مبيّنًا: “لا يدور الحديث عن مناطق ملاصقة للحدود، حيث إن وقت التحذير هناك أقصر بكثير”.
بحسب زيتون، الحادثة تطرح أسئلة صعبة حيال التعامل مع مثل هذه التهديدات بحجم آخر في حرب شاملة ضد حزب الله، وربما أيضًا في ساحات إضافية.
وأشار زيتون الى أن إحدى الصعوبات في كشف الطائرات المسيّرة التي لدى حزب الله هي أنها تحلّق على علوّ منخفض وبشكل بطيء، ولكن أيضًا على مسافة طيران قريبة من جنوب لبنان مباشرة إلى أهداف “إسرائيلية” قريبة من الحدود. ولذلك من الصعب كشفها والتحذير منها للاحتماء، لكن لمسافات أطول يكون ذلك ممكنًا بسبب طول مدة الطيران في الجو. ولهذا السبب اِنفجرت الطائرة المسيّرة من دون كشفها وتحذير مدرسة في “إيلات” قبل حوالي نصف سنة، بالقرب من الحدود مع الأردن ومصر”.
وخلص زيتون إلى أنه ليس هذا ما ينبغي أن يكون عليه الحال في اِختراق طائرة مسيّرة نحو عمق “إسرائيل”، على بُعد عشرات أو مئات الكيلومترات من الحدود، من دون أن تُكشف ليُحذّر المستوطنون على الأقلّ.
من جهته، اعترف المتحدث باسم جيش الاحتلال بالعجز، وأفاد: “في التحقيق الأولي؛ تبيّن أن الانفجار في “تل أبيب” ناجم عن سقوط هدف جوي، ولم تفعّل صفارات الإنذار”. وأضاف: “الموضوع قيد التحقيق المعمّق. قوات كثيرة تعمل الآن في المكان. سلاح الجو عزّز دوريات الطائرات العاملة في حماية السماء. ليس هناك تغيير في تعليمات الجبهة الداخلية.
انفجار ضخم
وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، تفاصيل الشهادات المروعة من تل أبيب عقب انفجار الطائرة المسيرة، حيث تحطمت ألواح زجاجية، وتناثرت الأدوات داخل المنازل، واهتزت المباني في وسط المدينة بعد الانفجار الذي هز شارع بن يهودا.
وقال مائير، وهو مستوطن كان في المكان: “رأينا الطائرة المسيرة تحلق فوق رؤوسنا، ثم حدث الانفجار الضخم، فيما أضاف أهارون، شاهد عيان آخر: “كان الانفجار مفاجئًا ومدمرًا، ولم نشعر بهذا الرعب منذ وقت طويل”، وفق ما أوردته “يديعوت”.
وكشف الإسعاف الإسرائيلي، بحسب ما سمح بنشره حتى الآن، عن مقتل إسرائيلي وإصابة 10 بجروح وشظايا من جراء الانفجار الذي وقع في مبنى عند زاوية شارع “بن يهودا” وشارع “شالوم عليكم” في “تل أبيب” بالقرب من مبنى مُلحق بالسفارة الأميركيّة، بالإضافة إلى حالة من الهلع أصابت المستوطنين في المدينة، نتيجة صوت الانفجار الضخم الذي وصلت أصداؤه إلى الضفة الغربية.
وانتشرت مشاهد توضح لحظات الانفجار وما بعده، حيث أوضحت المشاهد صوت محرك المسيرة قبل الاصطدام بالمبنى، كما تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن أكثر من مسيرة استهدفت المنطقة
وبحسب ما أكّد الصحافي سامر خويرا للميادين، فقد وقع الانفجار في أحد أضخم شوارع “تل أبيب” وفي منطقة أمنية تعج بالأبراج والسفارات والدفاعات الجوية الإضافية، لا سيما القنصلية الأميركية التي تبعد عشرات الأمتار عن مكان الانفجار.
وقد أُعلن عن تضرر مكاتب تابعة للقنصلية الأميركية في “تل أبيب” من جراء انفجار الطائرة المسيرة.
وعقب العملية، أعلن مكتب رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، أنّ الأخير “قد يلغي سفره إلى الولايات المتحدة بعد استهداف تل أبيب.
خبير عسكري: إسرائيل في مأزق
قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء ركن محمد الصمادي إن استهداف القوات المسلحة اليمنية قلب مدينة تل أبيب بطائرة مسيَّرة يعد من أخطر العمليات التي تتعرض لها “إسرائيل” منذ 7 أكتوبر الماضي.
وأوضح الصمادي -خلال تحليله المشهد العسكري في المنطقة- أن هجوم الجيش اليمني نوعي ويضع إسرائيل في مأزق، كما أنه يحمل دلالات استخبارية وعملياتية، إضافة إلى تأثيره في الحرب النفسية، والذي بدا واضحا من خلال الرعب الذي عم المجتمع الإسرائيلي.
وأشار إلى أن دخول المسيّرة أجواء “إسرائيل” ووصولها إلى قلب تل أبيب يعتبران حالة جديدة بعدما استهدف الجيش اليمني سابقا منطقتي إيلات وحيفا.
وبشأن أوجه القصور التي حدثت، بيّن الخبير العسكري أن إسرائيل في حالة حرب ويفترض أن تكون درجة الاستعداد لديها في حالتها القصوى لمنظومات الرادارات والدفاع الجوي.
وأضاف “عادة في المدن وقلب العواصم هناك مناطق يكون فيها الطيران ممنوعا ومناطق أخرى يكون فيه الطيران محظورا بشكل تام”.
وبشأن التبعات المتوقعة لهذا الهجوم، قال الصمادي إن جيش الاحتلال توعد بالرد، لكنه استدرك بالقول إنه “ليس من مصلحته اتساع حالة الحرب في الإقليم في ظل عمليات الاستهداف من جبهات حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن والمقاومة الإسلامية في العراق”.
ويعتقد أن شعارات الاحتلال تقع ضمن الحرب النفسية، مشيرا إلى أن نظرية الردع الإسرائيلية كُسرت وتآكلت، خاصة مع تعهد اليمنيين بمواصلة الهجمات في حال استمرت الحرب “الإسرائيلية” على قطاع غزة.