يخرجون بأجساد هزيلة وأمراض معدية وعاهات جسدية ونفسية

أسرى فلسطينيون عائدون من الموت .. يروون للعالم هول وفضاعة سجون الاحتلال الاسرائيلي

 

 

الثورة / قضايا وناس

بأجساد هزيلة وأمراض معدية وعاهات جسدية ونفسية يخرج الأسرى الفلسطينيون من سجون العدو الإسرائيلي وأخرهم الأسير الفلسطيني معزز عبيات الذي تم الإفراج عنه منتصف الأسبوع الماضي من سجن النقب ” عوفر ” .
فبعد تسعة أشهر كاملة من الاعتقال والتعذيب الوحشي عاد الأسير معزز عبيات أحد أبناء بيت لحم، ولاعب كمال الأجسام، بجسد هزيل وبحالة صحية متعبة ليروي لهذا العالم أهوال سجن “عوفر” والذي شكل وما يزال عنوانا بارزاً على جرائم التعذيب والتنكيل بحق الأسرى الفلسطينيين منذ بدء حرب الإبادة الجماعية في أكتوبر الماضي .
قصة الأسير معزز عبيات بدأت كما يرويها في الـ 26 من أكتوبر 2023 م، عندما اقتحمت قوات الاحتلال منزله في منتصف الليل وأخذته من بين أطفاله إلى أحد مراكز الاعتقال حيث تم تعريته من الملابس وعصب عينيه، والاعتداء عليه بالضرب المبرح بالعصي الحديدة طيلة يومين ومن ثم تم اقتياده إلى سجن النقب “عوفر” حيث مورست بحقه جميع أنواع التعذيب .
من ضمن فصول التعذيب الذي مازال يتذكرها الأسير عبيات جيدا ما تعرض له في تاريخ الـ4 من ديسمبر نهاية العام المنصرم حيث أتى اليه أحد السجانين وأخبر ه بانه مطلوب للتحقيق العسكري ” أو ما يسمى بتحقيق الشباك في ” عوفر” وبعد عصب عينيه ،وتكبيل يديه وأرجله بسلاسل حديدية، وربط سلاسل حديدية من يديه إلى قدميه تم أخذه للتحقيق .
لم تكن جلسة تحقيق- كما يقول الأسير عبيات- وانما كانت جلسة تعرض خلالها لضرب مبرح استمر لساعات، وهو مكبل اليدين والرجلين على بساط حيث كان يدوس عليه السجانون بأحذيتهم ويرقصون على جسده الهزيل ومنهم محقق الشمال الصهيوني الكابتن سالم الذي كشف للأسير عبيات عن هويته أثناء التعذيب .
ومن ضمن صور التعذيب التي تعرض لها الأسير عبيات إدخاله داخل سيارة وإغلاق نوافذها ثم ضخ الغاز بداخل السيارة وخنقه حتى يشارف على الموت .. إضافة إلى تصويره أثناء التعذيب وهو عاري من الملابس تماما وهي عادة يمارسها السجانون الصهاينة بحق الكثير من الأسري .
ذات الحال خرج به الأسير الصحفي الفلسطيني معاذ العمرانه من سجن النقب قبل خروج الأسير عبيات بأيام قليلة حيث بدت عليه ملامح الأعياء بعد فقده جزءاً من وزنه وإصابته بأمراض جلدية حالت دون مصافحته لعائلته عند خروجه .
من ضمن الأسري الذين خرجوا بحالة صحية متعبة أيضا الأسير بدر دحلان الذي لم يعرف زوجته وابنته بعد خروجه من السجن وكان وقتها بحسب رواية والده يهرب كلما سمع صوت نباح كلب، ما يدلل على استخدام الجنود الصهاينة الكلاب في تعذيبهم للأسرى الفلسطينيين .
كذلك من ضمن الأسرى الذين تعرضوا للتعذيب الوحشي الأسير الفلسطيني فاروق الخطيب الذي خرج وقد فقد نصف وزنه، والأسير سفيان أبو صلاح.

9200 أسير يتعرضون للتعذيب المستمر
بحسب نادي الأسير الفلسطيني يتعرض نحو 9200 أسير فلسطيني لتعذيب وحشي وغير مسبوق ممن تم اعتقالهم بعد الـ 7 من أكتوبر إلى جانب الحرمان من كل مقومات الحياة التي كفلتها القوانين الدولية وهو ما يخلق حالة من الخوف من ارتقاء المزيد من الشهداء تحت التعذيب .
مدير جمعية الأسرى والمحررين الفلسطينيين محمد زغلول أكد ان الأسرى الفلسطينيين يعانون كل أنواع التعذيب داخل المعتقلات الصهيونية ويتعرضون للتجويع المستمر بشكل متعمد.
وبحسب زغلول فقد تم مصادرة كل مقتنيات الأسرى من داخل الغرف حيث يتم الاعتداء عليهم بشكل وحشي مما أدى إلى استشهاد 19 شهيدا، داخل السجون جراء الاعتداء والضرب المبرح بالإضافة إلى حرمانهم من الغذاء والدواء والماء.
وبحسب الإحصائيات الصادرة عن نادي الأسير الفلسطيني فقد وصل عدد المعتقلين الإداريين حتى بداية الشهر الجاري إلى نحو 3900 معتقل، بينهم نساء وأطفال .

قد يعجبك ايضا