ظهر على مواقع التواصل الاجتماعي مقال سلبي لا يتصف بأي معيار من معايير الأخلاقيات المهنية التي يشترط توافرها في العمل الإعلامي الصحفي بكل شفافية، وشكل هذا المقال أو وجهة النظر صدمة كبيرة في أوساط عمالقة الإعلام الرياضي وتلامذة الإعلام الرياضي، وذلك لان محتوى هذا المقال حمل في سطوره التعصب الشخصي، وتحمل في كلماته الهجوم السيئ والمسيء، واظن أن كاتبه بات يبحث عن سطور الاعتذار والتبرير لما كتبه، بحثا عن مخرج يعيده إلى مكانته القيمة والعملاقة التي عُرف بها، فهو شخصية إعلامية رفيعة وقلمه مهني حر شريف، حبره ينزف كلمات وعبارات وسطور تتصف دائما الأخلاقيات والمهنية الإعلامية والشفافية المطلقة، لقد تسرع وتهور وخرج عن المسار الراقي الذي عُرف به، لم ألتقيه سوى مرة واحدة أعتقد في العام 1996 أو 1995 في النادي الأهلي وبحضور الهامة الإعلامية اليمنية الدكتور حسين العواضي، بعدها اغتربت للدراسة، واغترب هو للعمل أو للدراسة.
ما صدر عنه يحتاج منه للمراجع والتراجع والاعتذار، لتبقى أجواء الزمالة والصداقة والأخوة والإنسانية صافية بين شركاء العمل الرياضي، على اعتبار أن الكاتب والمقصود بالكتابة هم اطراف رئيسية في اتحاد كرة القدم، وأيضا حتى لا يفقد اتحاد الكرة ما تبقى من ثقة جمعيته العمومية بعد أن فقد الكثير نتيجة لتدهور مستوى تقديمه للبرامج والأنشطة الرياضية وسواء إدارته للاتحاد، وكذلك حتى لا تهتز ثقتنا في شخصيات نراها ذات خلق وقيم وسلوكيات لا يُشق لها غبار.
تحكيم العقل مطلوب وأساسي، والحرص على سمعة الاتحاد العام لكرة القدم والرياضة اليمنية واجب على الجميع، كما أن الواجب الايماني والوطني يحتم على الجميع عدم التمادي والتطاول والحفاظ على سمعة اليمن على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي العالمية، فالوطن أولا.
ومن هذا المنطلق وجب أن نذكركم بالماضي الجميل للإعلام الرياضي اليمني الذي أداره عمالقة من أصحاب الأقلام النزيهة ذات الأسطر المسطرة لأخبار إعلامية مهنية شفافة، تمتلك اعلى درجات الأخلاقية ومعايير السلوكيات التربوية والقيم الحميدة التي أثرت فينا وتركت بصمات كبيرة ليصبح هؤلاء العمالقة مدرسة من مدارس الإعلام الرياضي اليمني، لقد كانت وما تزال كتابات الإعلامي المخضرم عبدالله الصعفاني ذات طابع نقدي بناء بعيداً كل البعد عن الهجوم والإساءة، كذلك كانت كتابات الأستاذ القدير مطهر الاشموري، وكل كتابات الإعلاميين القدامى كان ثوبها العمل المهني الشفاف وطابعها أخلاقيات الإعلام الحر المتزن، ساحتنا الإعلامية الرياضية اليمنية مكتظة بالعمالقة المخضرمين أصحاب الأقلام النزيهة والكلمة الصادقة، مساحة هذا المقالة لا تتسع لذكرهم جميعا، لكن للتذكير بهم وذاكرتكم اقدر واجدر على ذكر أسمائهم وأسماء الكثير من الإعلاميين الشباب الذين يستشعرون المسؤولية ويحترمون المهنية الإعلامية.
كثيرا ما تهربت من التطرق لهذا الموضوع، وتحاشيت الكتابة فيه، رغم أن لدي رغبة كبيرة جدا في الكتابة حول هذا الموضوع، خاصة عندما اطلع على بعض الكتابات المتداولة في مواقع التواصل الاجتماعي والتي كثيرا ما تخلو من أخلاقيات وسلوكيات العمل الصحفي الشفاف والشريف، ولذلك أرى أن من الواجب التذكير بهذه الأخلاقيات لعل ذلك يعيد الكثير إلى حالة التوازن والكتابة بمصداقية ومهنية خالية من الإساءة والسخرية وكيل الاتهامات.