باغتني أحد الزملاء بسؤال مفاده.. لماذا لا يوجد سوق الانتقالات في بلادنا كباقي دول العالم؟.. كان ردي بشكل انفعالي وسريع.. وهل لدينا رياضة أصلا؟!.. ظل هذا السؤال في بالي يبحث عن إجابة، وقلت ما المانع أن يكون لدينا سوق محلي للانتقالات بين الأندية الرياضية على قدرنا فقط ومنه الانتقال إلى سوق الانتقالات عالمي أو إقليمي كطموح مستقبلا؟
طوال فترة طويلة لم أسمع أن نادياً محلياً تعاقد مع لاعب محترف ووقع عقداً للعب مع ذلك النادي، وهذا عيب كبير تقع فيه الأندية واتحاد كرة القدم اليمنى إلا إذا كانت هذه التنقلات والتعاقدات تتم بالسر.
من المعروف أن سوق الانتقالات أو فترة الانتقالات تكون خلال فترة الموسم الكروي، يسمح خلالها بانتقال لاعبي كرة القدم بين الأندية وتسجيل اللاعبين الجدد، وينقسم سوق الانتقالات إلى فترة انتقالات صيفية وتكون قبل بداية الموسم وفترة انتقالات شتوية وتكون في منتصف الموسم، وخلال ما بعد الموسم.. أما في بلادنا لا قبل ولا بعد ولا بين الذهاب والإياب ولا قبل ولا بعد الأكل.
حقيقة كلنا نتحسر على الرياضة وما وصلت إليه من تدهور في بنيتها التحتية والخدمات واللاعبين والإمكانات والمهارات والمواهب وغياب أي دور حقيقي لانتشال واقع الرياضة اليمنية، حاولت أبحث عن عدد اللاعبين اليمنيين المحترفين في الخارج، لم أجد سوى عدد ضئيل جداً لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة بزيادة لاعبين اثنين، اليمن التي نسبة الشباب فيها يزيد على نحو 70% من إجمالي السكان وفيها كوادر ومهارات تصل إلى النجومية العالمية ولكن لا تجد من يكتشفها ويسوقها ويظهرها إلى العالمية أو الإقليمية.
يفترض أن الأندية إذا كانت تعشق الرياضة ومن وتحب المتعة ولها فكر استثماري حقيقي، لكانت لديها مئات المواهب الرياضية ذات الإمكانيات الفنية والبدنية، تصقلهم وتقوم بتسويق تلك المواهب الرياضية للأندية على مستوى القارتين الآسيوية والأوروبية وهي من أساسيات ومهام الأندية والتي تعد بمثابة المدرسة ومصنع إنتاج للمواهب، ومع ذلك الأندية غائبة تماما عن تلكم المهمة.
رسالتي الثانية وبعيدا عن البيع والشراء للاعبين والاحتراف، ورغم حال الرياضة اليمنية وخيبة الأمل التي تخيم على الشارع الرياضي بسبب النتائج السلبية للمنتخب، إلا أن قلوبنا تتحرك بوصلتها لا إراديا مع المنتخب الوطني الذي يستعد هذه الأيام ويحضر في معسكره الخارجي بمدينة الدمام بالسعودية، استعدادا للمواجهتين المرتقبتين بالجولتين الأخيريين للمرحلة الثانية من التصفيات الآسيوية المزدوجة المؤهلة لكأس العالم 2026م وكأس آسيا 2027م، أمام منتخبي البحرين والنيبال يومي 6 و11 يونيو الجاري.
أمنياتنا للمنتخبين الأول والشباب تحقيق نتائج إيجابية وسنظل دائما مع المنتخب الأول، وننسى كل سلبيات الماضي، وسنظل نؤازر المنتخبين حتى يكرمنا الله بنتائج تفرحنا وتفرح الجماهير الرياضية المتعطشة للانتصارات ونخرج من دائرة ومربع الهزائم المدونة على حائط المنتخبات الوطنية، كل التوفيق والسداد لمنتخبينا الأول والشباب في مهمتهما.
ورسالتي الثالثة للنادي الأهلي الصنعاني الذي ينتظر استحقاقاً خليجياً، ولكن السؤال.. لماذا لم يقم النادي الأهلي الصنعاني بالبدء في استعداداته للمشاركة في بطولة الأندية الخليجية؟ قيادة النادي واتحاد كرة القدم يعيشون في سبات رغم إبلاغهم بالمشاركة وموعدها، يا هؤلاء ألا تعلمون أنكم ستلعبون مع أندية قوية جدا كالأندية السعودية التي يلعب معها عشرات اللاعبين المشهورين والمحترفين عالميا وبقية الأندية في دول الخليج كل ناد أقوى من الآخر والنادي الأهلي لم يتجمع لاعبوه حتى اليوم؟. هذا الحال هو حقيقة حال الرياضة اليمنية وخيبة الأمل في من يديرونها، والسلام ختام.