جيشهم منهك ومتآكل مأزق الصهاينة في غزة يهدد بتمزيق كيانهم

 

الثورة / متابعات

بلغ مأزق الحرب على غزة في كيان العدو حدا يهدد بتمزيق كل نسيجه السياسي والعسكري وسط تصاعد ضراوة الخلاف بين المسؤولين الأمنيين وعائلات الأسرى لدى المقاومة.
وما كان في السر خرج إلى العلن من الانقسامات الحادة في الكيان المؤقت، وبحسب الأوساط الصهيونية “الوضع مقبل على أيام قاتمة وقاسية جدا، فكل شيء يتفكك وينهار ونتنياهو ليس لديه خيارات كثيرة حتى ولو حل حكومة الحرب”، وتابعت “مأزق الحرب وعدم تحقيق أي هدف ومطالب اليمين وخاصة قضية تجنيد المتدينين وعدم وضوح الرؤية للخروج من مستنقع الحرب ومستنقع الخلافات القائمة على البحث عن منظومة حكم مستقر لإعادة الوحدة إلى المجتمع والنظام السياسي كفيلة برسم مستقبل مليء بالسواد في إسرائيل”.
من جهته، قال اورن زيني وهو (قائد سابق للواء جنين في جيش الاحتلال) “سأقول أمرا متطرفا وأنا أريد أن أقدم الصورة التي تظهر لدينا أمام العدو حيث يجلس السنوار ورفاقه في أحد الانفاق وهم ينظرون إلى الجيش الإسرائيلي وهو يدخل ويخرج من القطاع وهو يرى ان هناك من يغادر الحكومة وهذا الطرف يهاجم ذلك الطرف وهذا يعني انه لا توجد وحدة موقف هذا الوضع يخدم العدو”.
بدوره، قال سافي عوفاديا (مراسل سياسي للقناة 12 الصهيونية) إن “تهديد بني غانتس بالانسحاب من طاقم الحرب ليس الامر الوحيد المقلق لنتنياهو”، وتابع “الأمر الذي يقلقه هو النقاش في المحكمة العليا حول قانون تجنيد المتدينين ولا يوجد أفق لحل هذه المشكلة”، وأضاف “يكفي ان يقرر طرف واحد من المتدينين القول إن هذا الوضع لا يناسبنا ما يمكن ان يفكك الائتلاف الحكومي”.

7 جبهات
إلى ذلك توقع المحلل العسكري في القناة 13، ألون بن دافيد، أن الكيان “في بداية حرب طويلة ومتعددة السنين”، لكن “الحكومة الإسرائيلية تبذل كل ما بوسعها من أجل ضمان أن نقضي مدتها معزولين وأضعف مما مضى”.
واعتبر بن دافيد أن “غزة هي الأصغر بين مشاكلنا من دون الاستخفاف بها”، مشيرا إلى أن تل أبيب تواجه سبع جبهات: حماس في غزة، حماس في الضفة الغربية، حزب الله في لبنان، المقاومة في اليمن وسوريا والعراق، إضافة إلى حرب مباشرة بين إيران والكيان.
وأضاف: إن هذه الجبهات السبع هي “التحدي الذي سيرافقنا لسنوات ويحتم علينا أن ننظر بشكل مختلف إلى مكاننا في المنطقة، إلى بنية جيشنا وإلى توزيع الموارد القومية. ومسألة احتلال رفح، التي حولها رئيس الحكومة (بنيامين نتنياهو) ووزراء الأقوال الغبية في حكومته إلى صخرة وجودنا، لن يخفف بأي حال تهديد الجبهات الأخرى”.
وبحسبه، فإن إسرائيل لم تقرر بعد إذا كانت ستحتل وسط وغرب رفح، التي بموجب التقديرات الإسرائيلية يتواجد فيها رهائن إسرائيليين على قيد الحياة، “وأي عملية عسكرية هناك من شأنها تشكيل خطر عليهم بنيران الجيش الإسرائيلي”.
واعتبر أنه سواء احتلت إسرائيل رفح أم لا، “سيتعين على الجيش الإسرائيلي في السنوات القريبة العمل بشكل متواصل في غزة كي يمنع إعادة نمو حماس مجددا”، بادعاء أن قوات حماس “هُزمت في الحرب ولا تعمل حاليا كجيش منظم. لكن طالما أن فرقتين عسكريتين إسرائيليتين لا تزالان غارقتان في غزة، لا يوجد لدى إسرائيل أي احتمال لإحداث تغيير في الوضع في الجبهة الشمالية”، بينما “إنهاء العملية العسكرية المكثفة في غزة يمكن أن يفتح فرصة لمفاوضات حول تسوية مع حزب الله”.
وتابع أن “أي اتفاق مع حزب الله لا يمكنه ضمان أمن سكان الشمال، لكن بإمكانه منح الجيش الإسرائيلي وقتا للاستعداد للحرب القادمة. فجيشنا منهك من أشهر القتال الكثيف الثمانية ومتآكل، وقبل أن نقفز إلى الحرب القادمة علينا أن ننعشه ونعززه”.

قد يعجبك ايضا