مراحل ومواد تحضير مجهولة.. وزيوت مستخدمة لأكثر من مرة للمقليات
أكشاك وعربات الأطعمة المكشوفة.. خطر يتربص بصحتنا
أطباء: نستقبل العديد من حالات التسمم والإسهال الحاد يوميا نتيجة تناول هذه الأطعمة
حماية المستهلك: الأطعمة المكشوفة والمعروضة على الطرقات تشكل كارثة وخاصة تلك التي تفتقر لأبسط مقومات النظافة
تعد الأطعمة والفواكه المكشوفة من ألد أعداء صحة الإنسان ومصدرا رئيسيا للعديد من الأمراض والأوبئة ولا سيما في فصل الصيف ومع ارتفاع درجة الحرارة وتواجد الحشرات والغبار بكثرة، حيث تشكل معضلة كبيرة تهدد حياة شريحة كبيرة من المواطنين الذين يعتبرونها وجبة مرغوبة ومحببة نتيجة لغياب الوعي لدى المجتمع بمخاطر هذه الأطعمة على صحة الإنسان.
الثورة /
البداية مع الأستاذ فضل مقبل منصور -رئيس جمعية حماية المستهلك الذي يقول: إن الأطعمة المكشوفة والمعروضة على الطرقات تشكل كارثة وخاصة تلك التي تفتقر لأبسط مقومات النظافة، حيث تعمل على تدهور الصحة المجتمعية العامة.
وأضاف: إن الأطعمة المكشوفة على متن العربات المتحركة أو الثابتة، ظاهرة تزداد تواجدا في ظل أوضاع اقتصادية صعبة وغياب دور الجهات التنفيذية المختصة في الوقت الذي تطلق فيه الجمعية عبارات التحذير للمستهلكين بعدم تناول تلك الأطعمة والفواكه.
وتابع: أن الأطعمة المكشوفة المعروضة تمر بمراحل تحضير مجهولة المواد وكذا الجهل بكيفية التحضير، فالمستهلك لا يعلم مدى صلاحية الزيوت المستخدمة في تحضير المقليات ولا يعلم ما إذا كان من يقوم بتحضيرها نظيفا وخالياً من الفيروسات ويعتني بنظافة أدوات التحضير، إذ تقول الدراسات إن هناك مواد مسرطنة تتواجد في الزيت المكرر الذي أستخدم على المدى البعيد أي مسبقا ولأكثر من مرة.
وأشار إلى أن الجمعية منذ فترة طويلة عملت على إحداث ضجة توعوية للمستهلك عن طريق برامج وإعلانات وبروشورات عبر مختلف الوسائل الإعلامية سواء فيما يخص هذه المشكلة أو المشاكل الأخرى التي يعاني منها المستهلك اليمني، حيث لا يخفى على أحد مدى خطورة تناول الأطعمة المكشوفة من على العربات المتحركة أو الثابتة في الشارع خاصة تلك التي تفتقر لأدنى مقومات النظافة.
وبين مقبل أن الأطعمة المكشوفة تسمح بانتقال البكتيريا والفيروسات عن طريق الحشرات أو عن طريق البيئة المحيطة الملوثة وتسبب هذه البكتيريا والفيروسات أمراضا عدة كلها تصنف في مربع الأمراض الخطيرة على صحة الإنسان ولعل أبرز هذه الأمراض التسمم الغذائي، كما أن المتناول للأطعمة المكشوفة يبقى عرضة لفيروس الكوليرا المنتشر بكثرة في هذه الأيام، كما يتعرض أيضا الأطفال لأمراض الحصبة وشلل الأطفال والنزلات المعوية.
الدكتور جمال عبدالمغني -أخصائي طوارئ وحالات حرجة يقول: إن هذه الأطعمة والفواكه المكشوفة مصدر للكثير من الأمراض كونها غالباً ما تكون مجهولة المصدر ولا نعلم كيف تم غسلها وهل تم غسلها وتحضيرها بماء نظيف، ولهذا فإنها قد تكون مسببة لمرض الكوليرا، لأن المياه غير النظيفة تعتبر مصدراً من مصادر الكوليرا، ثانيا في حال كان الطعام مقلياً أو مطبوخاً، فالسؤال هنا هو: هل الزيت الذي تم استخدامه في تحضير هذه الوجبة نظيف أو أنه تم استخدامه منذ وقت لا نعلم أيضا متى استخدم؟ ولهذا فإن المشكلة تكمن في عدم وجود أي بيئة مناسبة لتحضير وتجهيز هذه الأطعمة حتى يجعلها صالحة للاستخدام.
وأشار عبدالمغني إلى أن بعض الباعة يقومون باستخدام الزيت لأكثر من أسبوع وعندما تراه تجده أن لونه قد تحول إلى اللون الأسود الداكن وهو ما يجعل هذه الأطعمة للأسف خطيرة على صحة الإنسان ومضرة بدرجة كبيرة على من يتناولها، وبصفتي طبيباً تواجهني العديد من حالات التسمم الغذائي الحاد وكذلك العديد من حالات وباء الكوليرا في الفترة الأخيرة والسبب هو تناول الأطعمة المجهولة والمكشوفة سواء عبر الباعة المتجولين أو أكشاك الوجبات السريعة.
واكد الدكتور عبدالمغني أن قلة الوعي لدى الناس بمخاطر هذه الأطعمة وأضرارها تسبب بحدوث الكثير من الضحايا نتيجة لعدم توعية الناس بهذه المخاطر ، ولهذا فإنه يتحتم عليَّ كطبيب أن انصح المواطنين بعدم تناول هذه الأطعمة سواء لهم أو لأطفالهم الذين يشتهون هذه الأكلات حتى يتمكنوا من الحفاظ على صحتهم وحتى لا يكونون عرضة للكثير من الأمراض والأوبئة، لما تحتويه هذه الأطعمة من بكتيريا وجراثيم ضارة، مبينا أن الكثير من حالات الاسهالات المائية يكون سببها الطعام الجاهز والمكشوف والفواكه والخضروات غير المغسولة جيدا والتي غالباً ما يتناولها الناس في الأسواق والطرقات .
وقال: عندما يأتي إليَّ المرضى وأسألهم عن بداية هذه الأعراض التي يشعر كل منهم بها، غالبيتهم يقولون إنها منذ أن تناولوا طعاماً في الشارع أو أكلوا سمكاً من عربة في إحدى الجولات أو الأسواق، ولهذا فان غالبية الحالات المرضية سببها تناول أطعمة مكشوفة، وغالبا ما يطلب مني المرضى النصيحة حول كيفية تجنب هذه الأمراض، ودائما ما أحذرهم من تناول أي طعام مكشوف لا يعلمون كيفية تحضيره وكذلك على مستوى الفاكهة والخضروات يجب أن تغسل بماء نظيف ولعدة مرات كونها قد تتعرض أيضا لمواد ملوثة وسامة تتسبب بالأمراض والأوبئة للمواطن.
وأوضح عبدالمغني أن مادة الرصاص مثلاً هي إحدى الملوثات التي قد يتعرض لها الغذاء المكشوف في الأسواق وهي من المواد الخطيرة جدا وتأثيرها كبير جداً على الأطفال بسبب أنها تؤثر على نموهم، مبينا أن التسمم الذي يتعرض له الأشخاص جراء تناولهم هذه الأطعمة والفواكه يندرج تحت نوعين، الأول غذائي ينتج عن الأطعمة والمشروبات وعدم الاعتناء بشروط نظافتها، وآخر كيميائي ينتج عن المعادن الثقيلة كالزئبق أو الرصاص أو المبيدات الحشرية المستعملة في رش الفواكه والخضار وتبدا علامات التسمم بالظهور خلال 48 ساعة من تناول الأطعمة الملوثة، وهنا يبرز الدور الكبير للتوعية المستمرة سواء في المنزل أو في المدرسة لتجنب شراء هذه المأكولات أو المشروبات وضرورة توضيح مخاطرها والأذية التي تلحقها بصحتنا وبالتالي لا بد من التأكيد على ضرورة الابتعاد عنها واستبدالها بأطعمة صحية.
يقول المواطن خالد المرهبي إنه يرفض تناول أحد من أولاده هذه الأطعمة ولكن ما باليد حيلة ،فغالبا ما يشترونها دون علمه وبالتأكيد الطفل أو الشاب لا يدرك مدى خطورتها والأضرار التي قد تتسبب بها، صحيح أنها رخيصة الثمن تناسب الوضع حاليا ولكن ضررها سوف يجعلك تخسر صحتك وتتحمل تكاليف العلاج والفحوصات لا سمح الله.
وتساءل المرهبي: لماذا لا توجد رقابة صحية على هذه الأطعمة والفواكه المكشوفة أو على الباعة أنفسهم، كونهم خارج نطاق الرقابة ولا يتقيدون بأدنى شروط النظافة سواء على مستوى الأطعمة وجودتها ومستلزمات تحضيرها أو على مستوى غسل الخضروات والفواكه والعصائر التي يبيعونها ولن يستطيعوا تطبيق الشروط الصحية لأنه غير متاح لهم تطبيقها وهم يبيعونها من على عربات أيضاً.
شايف الحكمي يقول: لا أخفى عليكم أن هذه الأطعمة والفواكه لها زبائنها الكثر ويرغبون بها بشدة، وقد تكون لهم أسبابهم في ذلك، أولا من ناحية التكلفة وأيضاً هناك من يضطر لشرائها إما لعدم تواجد هذه الأطعمة في محال ذات جودة أفضل أو أن الفواكه لا تتوفر في المحال بالسعر الذي يجدونه في العربات المكشوفة.. المهم أنه توجد شريحة كبيرة من الناس يشترونها وسواء علموا بأضرارها أو لم يعلموا والمشكلة لا توجد توعية ولا حملات إعلامية لتوعية الناس بهذه الأخطار التي تحدق بهم إذا تناولوا هذه الأطعمة والفواكه.
ويضيف الحكمي أنه تعرض قبل شهرين لحالة إسهال حاد مرفقة بحمى شديدة وتقيؤ وعند ذهابه إلى الدكتور وبعد إجراء فحوصات تبين أن سبب ذلك الاسهال والتقيؤ هو نتيجة تناوله أطعمة من إحدى العربات المتجولة حين اشتهت نفسه تلك الوجبة السريعة التي تحضر في إحدى الجولات المزدحمة، مشيرا إلى أنه لم يكن يدرك أضرار ومخاطر تلك الأطعمة إلا بعد أن عاش معاناة المرض ومخاطره المزعجة.