الضفة الغربية.. الرصاص لم يعد حكراً على الإسرائيلي

 

• 36 مجموعة مسلحة مقاومة تعمل في الضفة لمواجهة المحتل

• العدو يعترف في 2023م بتضاعف حوادث إطلاق النار ثلاثة أضعاف مقارنة بــ 2021م

الثورة /إبراهيم الوادعي

انتهت جولة القتال الأخيرة في مخيم نورشمس بهزيمة إسرائيلية واضحة، الاقتحام لمخيم نور شمس مساء الخميس الماضي تحول إلى معركة شرسة امتدت لخمسين ساعة، وانتهت دون تحقيق الهدف، بل سكبت إسرائيل دما في شوارع وأزقة المخيم.
معركة شرسة منذ الخميس خاضتها قوات خاصة للعدو الإسرائيلي في مخيم نورشمس بطولكرم تنتهي دون تحقيق الهدف، فها هو أبو شجاع قائد كتيبة طولكرم سرايا القدس في اليوم التالي لانتهاء جولة القتال الأخيرة مرفوعا على الأكتاف يتحدى إسرائيل التي تتكتم على خسارتها بعيد انسحابها واكتفت بإعلان إصابة ثمانية جنود.
على مدى ثلاثة أيام فرضت سلطات العدو الإسرائيلي الأمنية والاستخباراتية طوقاً أمنياً على المخيم وباشرت قوات خاصة اقتحامه لتدور رحى معركة في أزقته وشوارعه، لم يتوقع العدو قساوتها وضراوتها، وصمود المقاتلين الفلسطينيين فيها، ومستوى التسليح الذي ظهروا به قياساً بالاقتحامات السابقة .
ليست هذه المرة الأولى التي يقتحم فيها مخيم نور شمس، لا يكاد يمضي أسبوع دون أن يُقتحم المخيم من قبل قوات العدو، ودون أن تندلع اشتباكات على أطرافه أو داخل إحيائه، وحال مخيم نور شمس هو ذات الوضع الذي تشهده مخيمات الضفة ومدنها.
تكاد مخيمات الضفة وبلداتها تمضي على ذات الوتيرة من المواجهة وتطور وسائل القتال مع العدو الصهيوني، في يناير2023 اضطر جيش العدو الصهيوني إلى شن عملية عسكرية كبيرة للتوغل في مدينة جنين ومخيمها في الضفة الغربية الفلسطينية المحتلة.
وبعد أن كانت درباً من النزهة – حد وصف جنود صهاينة – خدموا في الضفة الغربية، تتحول الاقتحامات الصهيونية للبلدات والمخيمات الفلسطينية هناك يوما فآخر إلى مغامرة غير محسوبة العواقب.
تُعد الضفة الغربية موطن ومبعث انتفاضتي الحجارة الأولى في ديسمبر 1987م، والانتفاضة الثانية اندلعت في اندلعت في سبتمبر 2000م، لكن دماء جديدة من شبان وفتية، بعبقرية لافتة استطاعت أن تسترجع فلسطين وعياً من البحر إلى النهر، ترسم وجه الضفة المقاوم اليوم.
من واقع يوميات المواجهة مع العدو الإسرائيلي يمكنك استشفاف ذلك بوضوح من أساليب المواجهة التي تتطور يوما فآخر، والعبوات التي تعطل الاقتحامات كل حين، وأنواع السلاح الذي يظهر بيد الفصائل المقاومة، ومجموعات مقاتلة لا ترتبط بأي فصيل بل بفلسطين كل فلسطين، استعادتها هدف يوحد الجميع.
إلى وقت قريب كان الرصاص الذي يسمع ازيزه اليوم في الضفة الغربية حكرا على جيش العدو الإسرائيلي والمستوطنين، حتى عام 2023م كانت هناك 18 مجموعة مقاومة مسلحة أعلنت عن نفسها في الضفة الغربية، نذكر منها مع تاريخ انطلاقها بتنفيذ أولى عملياتها المعلنة ضد العدو الصهيوني:
• كتيبة جنين – سرايا القدس 7/9/2021،
• لواء الشهداء – كتائب شهداء الأقصى 9/2021،
• سرايا القدس – كتيبة نابلس 24/5/2022،
• سرايا القدس – كتيبة طوباس 17/7/2022،
• سرايا القدس – مجموعات قباطية 28/8/2022،
• عرين الأسود 2/9/2022، سرايا القدس – مجموعات برقين 21/9/2022،
• سرايا القدس – مجموعات جبع 27/9/2022،
• كتيبة بلاطة – كتائب شهداء الأقصى 5/11/2022،
• شباب الثأر والتحرير – كتائب شهداء الأقصى 18/12/2022،
• كتيبة طولكرم (الرد السريع) كتائب شهداء الأقصى 29/1/2023،
• كتيبة مخيم عقبة جبر 4/2/2023م،
• كتيبة مخيم الفارعة 9/2/2023،
• كتيبة الضياء – يعبد 4/4/2023،
• كتيبة الفجر – كتائب شهداء الأقصى 4/4/2023،
• كتيبة مخيم الجلزون 5/5/2023، مجموعات الفارعة – سرايا القدس
• سرايا القدس – كتيبة طولكرم 23/ 3/2023م، والتي خاضت الاشتباكات الأخيرة في مخيم نور شمس لمدة 3 أيام وهزمت الجيش الإسرائيلي .
• كتائب المجاهدين – كتائب الضفة المحتلة 22/4/ 2024
وظهرت كذلك مجموعات مرتبطة بأسماء شهداء، مثل مجموعة الشهيد تامر الكيلاني في نابلس التي تتبناها كتائب أبو علي مصطفى التابعة للجبهة الشعبية، إضافة إلى كتيبة العياش في جنين، وكتيبة عقبة جبروا اتخذت فصائل المقاومة الفلسطينية خطاً عاماً يدعم وجود هذه المجموعات المقاومة والمبنية على أساس توزيع جغرافي ؛ إذ صرح الشهيد صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي للحركة، بالقول: «أي عمل مقاوم في الضفة «حماس» إما تقف وراءه أو تدعمه أو تحميه ، وتورد مصادر أن الرجل كان همزة الوصل بين الجمهورية الإسلامية في ايران وحزب الله ومجموعات المقاومة في الضفة ويؤدي دوراً كبيراً في تنمية وتطوير العمل المقاوم في الضفة وبشكل اكثر انفتاحا ، ويعد ذلك احد اهم أسباب اغتيال الرجل من قبل العدو الصهيوني في الضاحية الجنوبية لبيروت ..
وهنا لا يمكن المرور على دور الشهيد الحاج قاسم سليماني وهو صاحب مقولة “لنعلم على إدخال السلاح إلى الضفة، ويكفي أن يرمى جانب الطريق، والشهيد عماد مغنية، كواضعي خطة العمل الشاملة لتستعيد الضفة الغربية دورها المقاوم والرائد عبر إنشاء مجموعات وكتائب متصلة ومنفصله في ذات الوقت باعتبار ذلك الأنسب لواقع كالذي تعيشه الضفة، حيث القبضة الإسرائيلية القوية وأجهزة السلطة وسياسة التنسيق الأمني القائم مع العد الإسرائيلي – شاهدنا حوادث آخرها قبل أيام عند محاولة أجهزة أمن السلطة اعتقال مقاومين من كتيبة طولكرم، واعتقال مقاومين تابعين لكتيبة بلاطة شهداء الأقصى، وبالتالي وفقا لهذا التسلسل الأفقي وافتقاد التسلسل الهرمي الواحد يصعب أسقاطها والقضاء عليها من قبل العدو الصهيوني وأجهزته الأمنية والعسكرية، وترهق أي جهاز استخباري وامني يتعقبها، وقامت الجمهورية الإسلامية بإمداد المجموعات المقاومة بالضفة بالسلاح مهما كانت الأثمان، حيث يشكل الأردن أكبر عائق أمام تسليح الضفة الغربية .
في خطاب سابق له أكد السيد علي الخامنئي مرشد الثورة الإسلامية في إيران أن العمل بدأ في الضفة. ورغم التحديات والعقبات ، فقد بدأت تظهر بوادر ارتفاع في وتيرة الأعمال المقاومة بحلول عام 2021، وعندما نقارن الوضع عام 2023 بالعامين السابقين، فقد شهد ارتفاعاً ملحوظاً في أعمال المقاومة والاشتباكات المسلحة في مدن الضفة ، وخلال الربع الأول من 2024م هناك زيادة ملحوظة ، ومن الجدير بالذكر أن عدد الصهاينة الذين قُتلوا عام 2021 بلغ 4 فقط، في حين قتل 31 مستوطناً وجندياً صهيونياً خلال عام 2022 ، وخلال النصف الأول من عام 2023م تم تنفيذ 6704 عمليات مقاومة شملت للمرة الأولى عمليتا إطلاق صواريخ، وإسقاط طائرات استطلاع.
وباستعادة الصورة من ديسمبر 1987 تاريخ انطلاقة الانتفاضة الأولى، إلى مواجهة مخيم نورشمس طولكرم أبريل 2024م، يمكن القول، من الحجارة إلى السكين فالبندقية تذخر الضفة عدتها للمنازلة، وتعجز الاقتحامات الصهيونية اليومية والاغتيالات أن توقف تلك الاندفاعة، مصدر عسكري في جيش العدو الإسرائيلي قال لبي بي سي أن عمليات إطلاق النار خلال العام الماضي في الضفة تضاعفت ثلاث مرات مقارنة بالأعوام السابقة، سجل الجيش الصهيوني في العام 2021 ما يقارب 50 عملية إطلاق نار وسجل 350 حادث مماثل في عام 2023.
وبالعودة إلى قضية الـ 20 صاروخ كاتيوشا التي قبضت عليها السلطات الأردنية وتسبب ذلك بأزمة دبلوماسية مع لبنان قبل سنوات عالقاً في الأذهان، يومها أشار السيد حسن نصر الله إلى أن وصول صاروخ كاتيوشا بمعدل 20 كيلو متر إلى الضفة، يعادل في قوة الردع صواريخ المقاومة في غزة والتي يصل مداها إلى 250 كيلومتر، ويمكن لكلاهما تهديد تل أبيب .
بالأمس 22 أبريل ألفين وأربعة وعشرين أعلنت كتائب المجاهدين عن ولادة أول مجموعة لها في الضفة تحت مسمى كتائب المجاهدين الضفة المحتلة، ومن هذا المنطلق فللقلق الصهيوني ما يبرره، فالضفة بتضاريسها وجغرافيتها المتوسطة قلب فلسطين تختصر الكثير مما تحتاجه غزة لإنجاز التحرير.

قد يعجبك ايضا