الثورة / وكالات
طلب السودان من مجلس الأمن الدولي إدانة الإمارات على خلفية دعمها مليشيات قوات الدعم السريع وتمويل الصراع الداخلي. فيما زعمت أبوظبي أن “نشر المعلومات المضللة والروايات الزائفة يرمي إلى التهرب من المسؤولية» وحثّ ممثل السودان الدائم في الأمم المتحدة الحارث إدريس، مجلس الأمن الدولي على إدانة الإمارات رسمياً والضغط عليها من أجل وقف تزويد قوات الدعم السريع بالعتاد والسلاح وتمويل المقاتلين.
وكان إدريس أكد خلال جلسة خاصة لمجلس الأمن عن الوضع في السودان، أن “إدانة الإمارات صراحة في المجلس يُشكل البداية الصحيحة لوقف الحرب..
مع الطلب منها وقف تزويد المليشيات بالعتاد الحربي والسيارات المصفحة وتمويل المقاتلين وتوفير أدوات التشويش والصواريخ المتطورة مثل (Javelin 148).
كما شدد على ضرورة صدور قرار من مجلس الأمن الدولي يحث فيه أبو ظبي على الإقلاع عن إمداد الدعم السريع بالسلاح وتأجيج الحرب وإثارة القلاقل وتهجير الشعب السوداني.
وأشار إدريس إلى أن استعدادات الدعم السريع للحرب ما كانت لتحدث، لولا أن الإمارات (الراعي الإقليمي لخطة العدوان المسلح)٬ استمرت في تقديم الدعم العسكري واللوجستي لقوات الدعم السريع وحلفائه من المليشيات بجانب الإسناد السياسي والإعلامي والدعائي.
وفي 29 مارس الماضي، قدم السودان شكوى رسمية إلى مجلس الأمن ضد الإمارات متهما إياها بالتخطيط لإشعال الحرب ودعم مليشيات قوات الدعم السريع بمساعدة من تشاد.
وقد ردت الإمارات – بحسب وكالة الأنباء الإماراتية – برسالة وجهها محمد أبو شهاب، سفير الإمارات والمندوب الدائم للدولة في الأمم المتحدة، إلى فانيسا فرايزر رئيسة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة “إن الإمارات العربية المتحدة ترفض رفضاً قاطعاً الادعاءات التي أدلى بها المندوب الدائم للسودان والتي لا أساس لها من الصحة، وتتعارض مع العلاقات الأخوية الراسخة بين بلدينا.
لكن رد الإمارات يبدو غير مقنعاً، فقد أكد تحقيق استخباري هذا الشهر أن الإمارات تدعم الإرهاب في السودان عبر تسليح مليشيات قوات الدعم السريع في البلاد.
وكتب التحقيق الذي نشره معهد واشنطن لسياسات الشرق الأوسط، ناثان كامبل جيمس، وهو عقيد متقاعد من فيلق المخابرات التابع للجيش البريطاني، وقد خدم سابقاً في عدة دول عربية مثل لبنان والسعودية وسلطنة عُمان والعراق.
وأبرز التحقيق محاولة الإمارات المتكررة نفي انخراطها العسكري على الأرض في السودان، والزعم بأن تواجدها في المنطقة له دوافع إنسانية بحتة.
كما كشفت وثيقة مسرَّبة لـ “الأمم المتحدة” عن أدلة “موثوقة” على أن الإمارات تسلّح “قوات الدعم السريع”، مما دفع أبوظبي إلى النفي مجدداً.
وفي الوقت عينه، تساعد الأموال التي تمر عبر الإمارات “قوات الدعم السريع” على شراء المعدات العسكرية التي تمنحها مزايا تكتيكية في الحرب الداخلية.