اليهود أعداء الإنسانية الحلقة التاسعة

نبيلة خبزان

 

قراءة وعرض وتحليل كتاب “اليهود وراء كل جريمة”- تأليف:- وليم غاي كار

 

 

اليهود.. من مزاعم الاضطهاد إلى حقيقة التسلط
يتضح مما سبق، أن ستالين عاقب مجموعة كبيرة، من الخونة في معسكره، وقد شكل اليهود جزءاً كبيرا منهم، بعد أن كانوا يلعبون دور عملاء مزدوجين، وذلك ما لم تعترض عليه المنظمة الصهيونية، ولا مؤسسات النقد اليهودية، التي حرص ممثلوها على تدفق مساعداتهم المالية لـ (ستالين)، وبما أن الأمر برمته، لا يعد وكونه مؤامرة عالمية قذرة، وتلك الحرب ليست أكثر من مشروع إجرامي، فإن مخطط المرابين اليهود، قد هدف إلى غايتين هما:-
الأولى:- التخلص من الفائض البشري لسكان أوروبا.
والثانية:- تهيئة الأوضاع السياسية والاقتصادية، لإنشاء جيب استيطاني يهودي في فلسطين، يحافظ على المصالح الاستعمارية لدول أوروبا، وفي مقدمتها بريطانيا، التي وصلت مرحلة الشيخوخة الاستعمارية، وغابت شمس هيمنتها وتسلطها، وأصبحت عاجزة عن تحقيق أدنى مقومات حياتها واستمرارها، لذلك لجأت إلى زعماء الصهيونية العالمية، أرباب المال والربا، الذين وقعوا معها عقد إيجار كيان يهودي وظيفي، تعمل بريطانيا على تمكينه من الاستيطان في فلسطين، بينما يعمل هو جاهداً، على أداء دوره الوظيفي المرسوم سلفاً .
ينقل وليم كار – في هذا الكتاب – بعض المراسلات، التي تمت بين أحد ممثلي مؤسسة (كوهين – لوب)، وهو اليهودي (يعقوب شيف)، في نيويورك، إلى أحد الزعماء الصهاينة، المدعو (فريدمان) بتاريخ سبتمبر 1917م، ما نصه:- “إنني أعتقد الآن جازماً، أنه أصبح أمراً ممكن التحقيق، تأمين مساندة بريطانيا وأمريكا وفرنسا لنا، في كل الظروف، للبدء بهجرة مستمرة واسعة النطاق، لشعبنا إلى فلسطين، ليستقر فيها.. وسيكون من الممكن فيما بعد، الحصول على ضمانة من الدول الكبرى، لاستقلال شعبنا، وذلك حين يبلغ عددنا في فلسطين مقداراً كافياً، لتبرير مثل هذا الطلب..».
وعلى النقيض من رأي (يعقوب شيف)، يرفض رئيس الوزراء الإنكليزي، الميتر اسكويث، هذه الفكرة، كما نقل عنه من سجله اليومي – بتاريخ 18/ 1 /1915م – مؤلف هذا الكتاب، قوله:- “تلقيت للتو من هربرت صامويل، مذكرة بعنوان (مستقبل (فلسطين)، وهو يظن أننا نستطيع إسكان ثلاثة أو أربعة ملايين يهودي أوروبي في ذلك البلد، وقد بدت لي فكرته هذه، كنسخة جديدة من أقاصيص الحروب الصليبية، وأعترف بنفوري من هذه المقترحات، التي تضم مسئوليات إضافية أخرى إلى مسئولياتهم مسئولياتنا».
وفي هذا ما يكفي لتأكيد قيام الصهيونية بتأجير كيان وظيفي يهودي أوروبي، من القوى الاستعمارية العربية، وفي مقدمتها بريطانيا وأمريكا وفرنسا، لضمان مصالح هذه الدول، مقابل تأمين حماية ذلك الكيان الوظيفي، وضمان استيطانه على أرض فلسطين، كحضور وظيفي يستمد شرعية وجوده من مشغليه، على أساس قاعدة التخادم.
ولا ننسى في هذا السياق، التنويه إلى حقيقة سيطرة أرباب المال العالميين اليهود، على جميع الصناعات العسكرية والحربية، بمختلف أنواعها وأقسامها، بما فيها الصناعات الكيميائية، التي هي أساس صناعة الذخائر الحربية والمتفجرات وغيرها، وكان المشرف على معامل (برونر – موند) في إنكلترا، هو (السير فردريك ناتان)، وهو يهودي، كما هو حال صاحبيه مالكي الشركة (برونر وموند)، وكان هؤلاء اليهود الثلاثة، سبب سقوط حكومة (اسكويث)، الرافض لفكرة استيطان اليهود في فلسطين، وصعود حكومة الثلاثي (لويد جورج – بلفور – تشرشل)، التي كان لها الدور الأبرز، في خدمة هذا المشروع الصهيوني الإسرائيلي الاستعماري الغاصب، بالإضافة إلى انتقال مركز المنظمة الصهيونية، من برلين إلى أمريكا، وهو ما يؤكده وليم كار، مستدلا بما ذكره الكاتب الإنكليزي (ل. فراي) في كتابه (مياه تتدفق على الشرق)، حيث قال:- “ومنذ ذلك الحين – أي انتقال مركز المنظمة الصهيونية إلى أمريكا – أخذ نفوذهم يظهر بصورة ملموسة أكثر فأكثر، في جميع دوائر السياسة، في أوروبا وأمريكا، وقد أصبحت (وكالة الهجرة اليهودية) بشكل خاص، في وضع القوة {الذي} يمكنها من إرسال الأموال والاستعلامات، للعناصر التخريبية في كل قطر من أقطار العالم».
وهنا يظهر شاهد آخر، يثبت حجم التمكين والقوة، التي وصلت إليها المنظمة الصهيونية، هو المعلق الحربي الأمريكي (م. ارزبرغر)، الذي كشف عن حجم بعض التحويلات المالية، لإحدى مؤسسات النقد الإسرائيلية، في كتابه (تجاربي في الحرب العالمية الأولى) – كما نقل عنه وليم كار – قوله:- “حولت مؤسسة الإليانس (التحالف) الإسرائيلية يوم 16 آذار/ مارس 1916م، مبلغ (700,000) فرانك فرنسي، إلى محفل الشرق الأكبر في باريس، كما حولت إلى محفل الشرق الأكبر في روما، مبلغ مليون ليرة إيطالي، يوم 18 آذار 1916م، كما هو مسجل في سجلات هذا المحفل، ولست من السذاجة بحيث أتخيل أن هذه المبالغ، دُفعت إلى الممثلين، لتوزيعها على فقراء اليهود فقط! وهي مبالغ ضخمة بعملة العصر، بل من البديهي أن لها غايات أخرى».
وما بين سيطرة اللوبي الصهيوني على مؤسسات القرار في أوروبا، وسيطرة المرابين اليهود على الاقتصاد والصناعات الحربية، فرضت المنظمات الصهيونية الإسرائيلية، عبر وكالة الهجرة اليهودية، مشروعها الاستعماري على العالم، ورغم تمكنها العالي، وقوتها الكبيرة، إلا أنها احتاجت إلى إشعال فتيل حرب عالمية ثانية، ليتسنى لها تنفيذ المخطط، وتحقيق وعد بلفور على أرض فلسطين.

قد يعجبك ايضا