تمر الرياضة اليمنية بظروف صعبة جدا منذ ما يقارب العشرة أعوام الممتدة بأعوام الحصار والعدوان، وخلال هذه الأعوام لم تشهد الرياضة اليمنية أي تطور أو تقدم، عدا بعض الإنجازات المحققة باستحياء أو نتيجة لمجهودات فردية أو جماعية من اللاعبين، وفي مجال رياضة كرة القدم تعطل الدوري العام للدرجة الأولى والثانية والثالثة، وظهرت منافسات كروية محلية لبعض الجهات كالملتقيات الصيفية والشتوية لنادي وحدة صنعاء، وبطولات اتحاد الشركات ووزارة الشباب والرياضة، ومنافسات كرة القدم للحارات والاحياء الشعبية.
خلال هذه الأعوام حاول اتحاد كرة القدم الصمود والظهور على المستوى الخارجي، عبر المنتخب الأول ومنتخب الناشئين هذا الأخير الذي تسطر مشهد إنجازاته المدرب الوطني، وكان الاتحاد قد اسند الجهاز الفني لمنتخب الناشئين للمدرب الوطني، الذي أثبت كفاءته وجدارته في إدارة وتدريب منتخب الناشئين وحقق معه بطولتي غرب آسيا 2020م و2023م، أما المنتخب الأول فكان حظه سيئاً جدا وخسائره متتالية رغم حرص الاتحاد على توفير مدرب اجنبي، لكن دون دراسة أو دراية وادراك لما يحتاجه اللاعب اليمني الذي يعاني نفسيا من اختلال الوضع السياسي والاقتصادي والعسكري لليمن نتيجة للحصار والعدوان، وسط هذا الكم الهائل من الأحداث غير المستقرة والتغيرات المزعزعة لمستوى الأنشطة والفعاليات، كما أن كثيراً من قيادات الحركة الشبابية والرياضية غير مهتمة بتطوير وتنمية الأنشطة الرياضية، أصر العديد من المدربين الوطنيين على تأهيل انفسهم وتطوير مستواهم، إضافة الى تاريخهم المشرف والكبير في تدريب وتأهيل منتخب الشباب والناشئين، وجهودهم المشهود لها في إنجاح مهمة المدرب الأجنبي، عندما توليهم مهام مساعد مدرب، فكانت لنا درجة عالية من الاستغراب والاستنكار لموقف الاتحاد المتهرب من منح الثقة للمدرب الوطني، نتيجة لرغبة البعض في السعي وراء الفتات من نسبة الفائدة المالية المتحصل عليها بعد توقيع كل عقد مع المدرب الأجنبي، وتطبيق مقولة رئيس الاتحاد الكثير يرغب في وجود مدرب اجنبي حتى وإن كان مستواه اقل من مستوى المدرب الوطني، الذي يعد مناسبا بكل المقاييس خصوصا في هذه المرحلة الصعبة التي تمر بها اليمن، وهو -أي المدرب الوطني- الاجدر بفهم الحالة النفسية للاعبين، والاجدر بفهم امكانياتهم البدنية والمادية والاجتماعية، كونه الأقرب الى محيطهم الاجتماعي.
فهل فعلاً المدرب الوطني مظلوم؟ أم أن إمكانياته الفنية لا تمكنه من تدريب منتخب بلاده أو الاستمرار معه؟ لذلك نراه الضحية الأولى عند كل تعثر أو مطب، لدرجة أصبح معها تغيير المدربين الوطنيين واللجوء للمدرب الأجنبي هو الطريقة الأسهل والأسرع لإسكات الشارع الرياضي والحصول على رضاه، في هذا الكم من المعلومات والحديث أو التحيز للمدرب الوطني، يجب علي ان أكون منصفا بذكر بعض عيوب ومزايا المدرب الأجنبي، فالمدرب الأجنبي في الأغلب يبحث عن معادلة الأداء والنتيجة وتسجيل الإنجازات لأنه يطمح لتدريب فرق أو منتخبات أفضل بشروط ومبالغ مادية أكبر، كما أنه يتميز بفهمه لخطط وطرق اللعب الأوروبية الأفضل في العالم كونه تعايش معها والتحق بالعديد من الدورات الخاصة بها وقام بتطبيقها في أجواء أفضل من تلك التي يتعايش معها المدرب الوطني الذي ينال شهاداته التدريبية بطرق متعددة، لذلك نجد المدرب الأجنبي قارئاً جيداً للمباريات، ولكن في ذات الوقت لدى المدرب الأجنبي عيوب من شأنها ألا تسمح له بالنجاح، فبعضهم يتعامل بتعالٍ مع مساعديهم ومع اللاعبين، أيضاً بالإضافة لعدم فهم طبيعة اللاعب المحلي، لأنه يتعامل معهم بنظام الاحتراف الكامل ويطالبهم بتطبيقه وينسى أو يتناسى أننا نعيش بوهم اسمه الاحتراف ولدينا الاسم فقط منه وليس لدينا تطبيقه، كما أنه يفضل الاعتماد على اللاعب الجاهز ونراه يطلب اللاعبين المحترفين متناسياً اللاعبين المحليين، كما أنه لا يعتمد على اللاعبين الشباب أو الناشئين، لكنني حقيقة أجد نفسي متفائلاً هذه الأيام وانا أرى المدرب الجزائري نور الدين ولد علي يصول ويجول في ملعب وحدة صنعاء، محاولا اكتشاف مواهب وقدرات من تم طلبهم للالتحاق بمعسكر المنتخب، كل التوفيق والنجاح لمنتخبنا الوطني الأول بقيادة المدرب الجزائري ومساعده الكابتن الخلوق محمد سالم الزريقي.