الثورة / إسكندر المريسي
يسعى العدو الصهيوني في الظرف الراهن إلى توسيع عملياته العسكرية على مدينة رفح جنوب قطاع غزة ضمن الخطة التي أعلنها وزير دفاع الكيان اللقيط وسط صمت مريب من قبل المجتمع الدولي الذي لم يحرك ساكنا إزاء تلك النوايا العدوانية التي يمارسها العدو بحق المدنيين الفلسطينيين.
حيث قدر البنك الدولي «أن قرابة 45% من المباني السكنية في قطاع غزة دمرت بشكل كامل، أي أن قرابة مليون شخص فقدوا منازلهم كليا في القطاع».
فحسب البنك الدولي، فقد دمر 34 ألف منزل بشكل كامل، جراء العدوان المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من شهر أكتوبر، من بين 55 ألفا بنسبة تدمير تصل لنحو 60% تقريبا.
وقد تعمدت قوات الاحتلال في حربها غير المسبوقة على قطاع غزة تدميرا ممنهجا طال كافة مناحي الحياة، من أحياء، ومربعات سكنية، ومدارس، ومستشفيات، وبنوك، وأسواق، ومخابز وغيرها، حيث سوت أحياءً كاملة في أنحاء متفرقة في قطاع غزة بالأرض بتفجيرات، متعمدة وليس فقط بالقصف الجوي، حيث كشفت صور أقمار صناعية المناطق التي تعرضت لدمار كلي أو شبه كلي في بيت حانون، والشجاعية،
وفي السياق ذاته قالت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، أمس السبت، إن العمليات العسكرية في مدينة رفح، التي أعلن عنها وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، لن تكون مبررة وسيكون معظم الضحايا من الأطفال والنساء.
وأشارت بيربوك أيضًا إلى أنه من المستحيل في الوقت الحالي استبدال منظمات وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا) على خلفية تحقيق في تورط موظفيها في هجوم حركة حماس الفلسطينية على إسرائيل في 7 أكتوبر الماضي، حيث لا تستطيع المنظمات الأخرى تقديم المساعدة دون ضمانات أمنية من جيش الدفاع الإسرائيلي. يحتاج سكان غزة إلى الغذاء والماء والدواء.
وتابعت بيربوك: «لقد أوضحنا للإسرائيليين أنا وشركاؤنا أنه بعد هذه الحوادث المذهلة في الأونروا، يجب استخلاص استنتاجات واضحة حتى يكون من الممكن استمرار المساعدات الإنسانية.
كما حذرت وزارة الخارجية والمغتربين من التداعيات الكارثية لهجوم جيش الاحتلال على مدينة رفح، جنوب قطاع غزة، واعتبرته «إبادة لنحو 1.5 مليون فلسطيني، أو في مسعى لتهجيرهم».
وترى الوزارة، في بيان، صدر امس السبت، أن المجتمع الدولي يثبت عجزه وفشله يوميا ليس فقط في وقف الحرب، إنما أيضا فشله في الضغط على دولة الاحتلال لإدخال المساعدات الإنسانية لسكان قطاع غزة وتوفير احتياجاتهم الأساسية وتجنيبهم ويلات الحرب، بما يؤكد من جديد أن الوقف الفوري لإطلاق النار لا بديل عنه لحماية المدنيين.
وأوضحت أنه بالرغم من تزايد التحذيرات والمطالبات الأممية والدولية بشأن الأبعاد الخطيرة المتواصلة لتعميق وتوسيع الكارثة الإنسانية في صفوف المدنيين في قطاع غزة، واستمرار حرمانهم من أبسط احتياجاتهم الإنسانية وتعرضهم للمزيد من القصف والقتل والإبادة، يواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأركان ائتلافه الحاكم مراوغاتهم وحملاتهم التضليلية لكسب مزيد من الوقت لإطالة أمد الحرب، واستكمال المجازر، وجرائم القتل والتدمير والنزوح المتواصل نحو تهجير المواطنين بالقوة.
كما تنظر بخطورة بالغة لتصريحات وزير جيش الاحتلال وغيره من المسؤولين الإسرائيليين باقترابهم من بدء حلقة جديدة وبشعة من الإبادة في رفح ومنطقتها، بما يعرض حياة أكثر من 1.5 مليون فلسطيني لخطر كبير ومحقق.
وأشارت إلى أن قوات الاحتلال تواصل ارتكاب المزيد من الجرائم والمجازر بحق المدنيين في جميع مناطق قطاع غزة من شماله إلى وسطه إلى جنوبه، بمن فيهم النساء، والأطفال، والمرضى، وكبار السن، في أبشع أشكال التطهير العرقي خلّف حتى الآن وفقاً لإحصائيات اليونيسف 17 ألف طفل على الأقل في قطاع غزة غير مصحوبين أو منفصلين عن ذويهم، هذا بالإضافة للأعداد المتزايدة من الشهداء والمعتقلين والمفقودين.