بعد 100 يوم من الحصار وحرب الإبادة.. سكان غزة يموتون عطشاً
المرصد الأورومتوسطي: مأساة مروعة وشحة كارثية في مياه الشرب في القطاع
اليونيسف: الحصول على مياه نظيفة وكافية في غزة يعد مسألة حياة أو موت
الثورة / افتكار القاضي
بعد أكثر من 100 يوم على حرب الإبادة الوحشية في قطاع غزة، من قبل كيان العدوان الصهيوني، واطباق الحصار عليه بشكل كامل، وحرمان سكانه حتى من الحصول على مياه الشرب النظيفة ومن ابسط حقوق الحياة، بهدف اجبار المواطنين على الهجرة والنزوح خارج القطاع بعد نزوح غالبيتهم من شمال ووسط غزة الى جنوبها، او الحكم عليهم بالموت جوعا وعطشا ..
وفي هذا الصدد قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان في بيان له أمس إنّ مناطق مدينة غزة وشمال القطاع تواجه مأساة مروعة ناتجة عن الشح الكارثي في مصادر المياه الصالحة الشرب، ومنع وصولها، بما يمثل حكماً بالإعدام الفعلي.
وأكد أن حرمان غزة من المياه يشكل جريمة حرب، بالإضافة إلى كونه من أشكال الإبادة الجماعية التي ترتكبها «إسرائيل» ضد السكان المدنيين في القطاع منذ السابع من أكتوبر من العام الماضي.
وأشار الى أن العطش يغزو مناطق مدينة غزة وشمالها بشكل صادم، بسبب قطع إمدادات المياه عن قطاع غزة والقصف الإسرائيلي المنهجي والمتعمد لآبار ومصادر المياه، إلى جانب نقص الوقود اللازم لتشغيل محطات تحويل وتوزيع المياه.
فيما قال المفوّض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني الاحد الماضي، «إنّ جسامة الموت، والدمار، والتهجير، والجوع، والخسارة، والحزن في غزة في الأيام الـ100 الماضية يلطخ إنسانيتنا المشتركة».
وكانت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، كاثرين راسل حذرت من أن عدم توفر مياه آمنة سيؤدي إلى وفاة مزيد من الأطفال قريبا بسبب الأمراض.
وقالت إن «الحصول على كميات كافية من المياه النظيفة هو مسألة حياة أو موت. الأطفال في غزة لديهم بالكاد قطرة ماء للشرب».
استخدام مياه ملوثة
ويضطر الأطفال وأسرهم في غزة إلى استخدام المياه من مصادر غير آمنة شديدة الملوحة أو التلوث. الأمر الذي يهدد عددا كبيرا من الأطفال بالموت بسبب انعدام مياه الشرب النظيفة، وانتشار الكثير من الامراض والاوبئة.
ولاذ أكثر من 1.4 مليون شخص من سكان غزة المُهجرين إلى الملاجئ أو بالقرب من المرافق التي تديرها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا). وخصوصا جنوب غزة هربا من القصف الصهيوني المستمر الذي أثر بشكل كبير على شبكات إنتاج المياه ومعالجتها وتوزيعها في معظم مناطق القطاع،
يقول أبو شقفة إنه نزح مع أسرته من مدينة غزة إلى دير البلح (وسط)، هربا من الغارات الشديدة ومن تهديدات جيش الاحتلال. وأنه كان يعتقد أن الظروف الأمنية والمعيشية ستكون أفضل حالا، حسبما يدعي جيش الاحتلال، لكنه فوجئ أن الأحوال لا تقل سوءا، حيث لا يتوفر الطعام، ولا الشراب، ولا الأمن.
ويضيف أبو شقفة للـ «الجزيرة» انه بينما كان ينتظر دوره «غزة تعاني من نقص المياه قبل الحرب، فما بالك الآن؟ نحن نازحون، ولكن فوجئنا بعدم وجود مياه ولا أي شيء يمت للحياة بصلة.
ويصف أبو شقفة وضع المياه في القطاع بأنه على حافة الهاوية، وأكد أن غزة تعيش كارثة».
ويشير إلى أن سكانا كثيرين باتوا يخلطون المياه المالحة بالمُحلاة كي يزيدوا من كميتها، في سعيهم للبقاء على قيد الحياة. ولكن خلط المياه، يزيد من تلوثها وقد يؤدي إلى الإصابة بالأمراض والأوبئة.
تفشي الامراض
وقالت اليونيسف إن الأطفال المهُجرين مؤخرا في جنوب محافظة رفح لا يحصلون سوى ما بين 1.5 و2 لتر من الماء يوميا، وإن خدمات المياه «على شفا الانهيار». علاوة على ذلك فإن مئات الآلاف من المُهجرين – نصفهم من الأطفال – ما زالوا «في حاجة ماسة» إلى الغذاء والمأوى والأدوية والحماية.
وتعرض غالبية مرافق المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية في غزة للأضرار أو للتدمير، حيث حذرت اليونيسف من أن تأثير هذا الوضع على الأطفال مثير للقلق بشكل خاص لأنهم أكثر عرضة للإصابة بالإسهال والأمراض وسوء التغذية.
وأوضحت اليونيسف أنه تم تسجيل ما يقرب من 20 ضعف المتوسط الشهري لحالات الإسهال المبلغ عنها بين الأطفال دون سن الخامسة، بالإضافة إلى زيادة حالات الجرب والقمل وجدري الماء والطفح الجلدي وأكثر من 160 ألف حالة من التهابات الجهاز التنفسي الحادة.
ومنذ بداية العدوان والحصار الصهيوني الغاشم على غزة أعاق نقص المياه وتلوثها الحصول على خدمات الصحة العامة بشدة، وأدى إلى تفشي الكثير من الامراض والأوبئة لدى الآلاف من سكان قطاع غزة وخصوصا الأطفال .