رياضتنا والكشاف المفقود

حسن الوريث

 

ليس كل من ابدع في ملاعب كرة القدم يستطيع أن يكون مدربا متميزا وليس كل من كان نجما في المستطيل الأخضر لديه القدرة على أن يكون إداريا رياضيا ناجحا أو ناقدا رياضيا واعلاميا أو محللا أو معلقا رياضيا ممتازا، فهذه ملكات لا يمتلكها إلا البعض الذي بمزيد من التدريب والتأهيل والصقل يمكنه أن يبدع في هذه الجوانب كما أبدع في الملاعب وامتع الجماهير الرياضية وهناك نوع قليل من الرياضيين يمتلكون موهبة اكتشاف اللاعبين وبالطبع فهذا النوع الذين يطلق عليهم الكشافون تعتمد عليهم الأندية والأكاديميات الرياضية اعتمادا كبيرا في رفدها بالنجوم وخاصة صغار السن الذين مازالت مواهبهم تتشكل ولا يستطيع كشفها إلا اصحاب مواهب عالية واحساس كبير.
كانت هذه المقدمة مهمة وضرورية لنتعرف على اهمية من يطلق عليهم في قاموس الرياضة بالكشافين حيث لا يكاد يخلو أي ناد رياضي في العالم من هؤلاء الذين يعتمد عليهم في اكتشاف المبدعين وتقديمهم الى تلك الأندية لتهتم بهم وتستكمل المهمة في صقل مواهبهم ومهاراتهم وتطويرها وتقديمهم للعالم كنجوم متميزين يشار لهم بالبنان لكن أحدا لا يكاد يتذكر او يعرف من هو الذي اكتشف هؤلاء النجوم.
وعن الكشافين وأهمية وجودهم كان محور حديثي مع الصديق العزيز التربوي القدير الاستاذ محمد زبارة عندما شاهدنا بعض الشباب وهم يمارسون لعبة كرة القدم في إحدى الحارات هنا في العاصمة صنعاء واتفقت معه على أن هؤلاء كغيرهم من آلاف الشباب المبدعين الذين يذهبون دون أن يجدوا من يكتشفهم ويقدمهم الى الأندية الرياضية لتهتم بهم وتستكمل المهمة في صقل مواهبهم ومهاراتهم وتطويرها وتقديمهم للعالم كنجوم متميزين يشار لهم بالبنان وهذه الفئة تكاد تكون مفقودة وغير موجودة لدينا في اليمن وان وجدت فهي بشكل طوعي وغير منظم ولا يحصل صاحبها على اي مقابل والمحظوظ منهم هو الذي يحظى بفرصة ليكون مدربا مغمورا في فئة الناشئين والبراعم فقط وهذا في اعتقادي ناتج عن قصور لدى الأندية بأهمية الكشافين في رفدها بالموهوبين والمبدعين بحيث انها تعتمد على من يأتيها منهم للتسجيل في النادي ولا تبحث هي عنهم وفي أحسن الأحوال تعتمد على اقامة بعض البطولات الموسمية للفئات العمرية المختلفة لاكتشاف المواهب وهذا الأمر نادر جدا جدا بينما مهنة الكشاف في بلدان العام وظيفة معتمدة مقابل أجور وحوافز وقواعد ووفقا لعقود عمل بل انها ضمن وظائف وهياكل الاندية والأكاديميات الرياضية في العالم.
إن مهنة الكشاف تطورت وصار لها قواعد واصول ومهام ولم تعد تقتصر على الأندية فقط، بل إن كل أكاديمية رياضية لديها وفي هيكلها وظائف لهؤلاء الكشافين الذين تعتمد عليهم في رفدها بالموهوبين الصغار لتصنع منهم نجوما كباراً تستفيد منهم هي وتقدمهم الى العالم ليستمتع بنجوميتهم وابداعاتهم والاكيد ان غالبية النجوم الذين نراهم حاليا في الأندية والمنتخبات على مستوى العالم كان يمكن ان لا نشاهدهم او نراهم ونتمتع بمواهبهم لولا أولئك الكشافين الذين ينتشرون في كل مكان للقيام بمهمة الاكتشاف، اما انديتنا اليمنية فليس لديها الإدراك الكافي لأهمية هؤلاء الكشافين ولا تهتم بهم اطلاقا ولا تعرف القيمة الحقيقية لأن يكون لديها كشافون يبحثون عن الموهوبين والمبدعين ويقدمونهم لها، كما تفعل اندية العالم التي تتفنن في البحث عن أنجع الأساليب لاكتشاف مواهب رياضية وفق أحدث وأفضل التقنيات لاكتشاف أبطال المستقبل، حيث أن اكتشاف المواهب الواعدة أصبح أولوية في العديد من الدول من خلال إنشاء البرامج المتخصصة لتحديدها وصقلها منذ نعومة أظافرها، كما انها تهتم بالكشافين وتعقد لهم المؤتمرات والندوات واللقاءات لمناقشة افضل الطرق لاكتشاف الموهوبين والمبدعين وكيفية تطوير وصقل مواهبهم وابداعاتهم.

قد يعجبك ايضا