عابرون

محمد المساح –
عابرون.. نعبر جسور الكلام كما تعبر القلب الأغنيات بإيقاعاتها الموسيقية واللحنية¡ تثير فيه الأماني والشجون ونحن عابرون.. ننفعل نشتبك في الكلام¡ وتأخذنا الدوائر.. في دورانها الذي لا يمل ولا يتعب¡ وفي ذلك الدوران.. منا من تأخذه على الحافات ينظر ويتابع¡ والبعض من تأخذه نشوة الفرح.. فيترك جسده تحركه الإيقاعات الراقصة واللحنية.. وحين تفعل به نشوة الرقصة حتى تمالكه التعب يتوقف حتى يسترد أنفاسه والبعض منا يتغلغل داخله رنين الكلمات.. وجاذبية الألحان فيعطي لنفسه خفة الريشة ويطير.. تأخذه الفضاءات البعيدة.. وهناك يمكث ولا يفكر بالعودة أبدا◌ٍ..
عابرون نتوغل في دروب أنفسنا تلك الدروب التي تلتف انحناءات في الأعماق والأغوار وتترك مياسم الوقت والزمن جروحا◌ٍ وندوبا◌ٍ.. وتظل تلك الدروب مفتوحة تمتد بلا نهاية نتردد إزاء أبعادها ونحاول القياس قبل الشروع في ارتيادها لا نفكر في الحقيقة كثيرا◌ٍ في الحسبان.. فندقق في المسافة وكم وكيف نقيس تلك المسائل لا نأخذها في الحساب.. ما دام العبور ملزما◌ٍ وبلا خيارات..
عابرون في الكلام.. في الأغنيات عابرون دائما◌ٍ في الحزن والشجن¡ كثيرا◌ٍ ما نتوقف لا نملك الجرأة في النظر إلى الخلف.. نظل محدقين.. في الأمام تلفنا الأيام والليالي.. وكل يأخذ أقداره داخله.. ويعبر ونستمر عابرين.. في ذلك العبور الدائم الذي لا يتوقف في الكلام.. وفي الأمنيات وفي الحياة.

قد يعجبك ايضا