لا شك أن العدوان الصهيوني والأمريكي على غزة ومخطط حرب الإبادة والتشريد والقتل منذ بدء العدوان على غزة.
وفي سبيل نصرة ومساندة الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة في مواجهة العدوان الصهيوأمريكي، أعلنت القوات المسلحة اليمنية منع أي سفن أيا كانت جنسيتها من عبور البحرين الأحمر والعربي باتجاه الموانئ الإسرائيلية إذا لم يتم السماح بدخول الغذاء والدواء الكافي لقطاع غزة.
يأتي قرار صنعاء الأخير في إطار الخيارات التصاعدية التي أشار اليها قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي واستخدامه في إطار مشاركة اليمن المباشرة في المعركة إلى جانب الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الصهيوني الأمريكي، في حال لم يوقف عدوانه وحصاره على غزة، يأتي ذلك بعد أن نفذت القوات المسلحة عدداً من العمليات العسكرية على مواقع عسكرية إسرائيلية حساسة في إيلات “ام الرشراش”، حيث كانت الصواريخ والمسيرات اليمنية تقطع مسافة تزيد عن ألف وخمسمائة كيلومتر للوصول إلى الكيان الإسرائيلي، وتعني في ما تعنيه أن مقولة «احتواء الصراع» التي رفعها الأمريكيون كشعار مضلل، تبريراً لانخراطهم المستتر والعلني في العدوان الصهيوني على الفلسطينيين، هذا هو البأس اليمني الذي خلط حسابات الغزاة ورفع كلفة خسائر إسرائيل الطائلة التي يتكبدها اقتصاد العدو كل يوم وكل ساعة جراء العمليات العسكرية التي يقوم بها اليمن إلى جانب الخسائر جراء استمرار الحرب التي تتجاوز 51 مليار دولار حسب توقعات خبراء اقتصاديين من خلال استهدافها القواعد العسكرية “الإسرائيلية” في فلسطين المحتلة وموانئها واستهداف السفن المملوكة لإسرائيليين في البحر الأحمر والذي يعد من اهم ما يواجهه اقتصاد العدو القائم على التجارة,
هاهي اليمن بقواتها المسلحة التي تمثل القوة الضاربة اليوم التي تتحدى الصلف الصهيوني والأمريكي نصرة لإخواننا في غزة تلقن الكيان الإسرائيلي دروساً سواءً كان بالضربات الصاروخية أو الطيران المسير واستطاعت أن تدك وتزلزل أسطورة الجيش الذي لا يقهر .
العالم اليوم في حالة إرباك بعد استهداف القوات المسلحة اليمنية سفناً إسرائيلية، فاليمن اصبح فعلا كابوساً مرعباً لكل قوى الشر والمستكبرين والطغاة وهنيئا لكل يمني باليمن وقيادته ولا عزاء للعملاء والمطبعين وأمراض القلوب.
إن مبادرة اليمن في حظر السفن الإسرائيلية من العبور عبر باب المندب والبحر الأحمر قرار حكيم يؤيده العالم باستثناء ثالوث أمريكا وبريطانيا وفرنسا.
فبعد أن فشل مجلس الأمن الدولي في تمرير مشروع قرار يطالب بوقف إطلاق النار في غزة، استخدمت القوات المسلحة اليمنية الفيتو اليماني ضد مرور أي سفينة وتتبع الكيان الصهيوني أو أي سفينة تتعامل مع هذا الكيان.
اليوم، ينتزع اليمن بجدارة دوره كلاعب أساسي في محور المقاومة مثيراً الارباك لخصومه، بعدما رفع سقف التحدي ، وصولا الى مرحلة حرب السفن ضد البواخر التي ترفع علم الكيان الصهيوني أو تشغّلها شركات إسرائيلية أو تعود ملكيتها لشركات إسرائيلية،
ويبدو أن اليمن البلد العربي الوحيد والعظيم وبجيشه المغوار والبواسل عازم على نقل غرفة التحكم الخاصة بمعبر رفح إلى باب المندب.
وسيكون الأثر الفوري للهجمة اليمنية على حركة التجارة البحرية لإسرائيل الذي سيظهر مباشرة من خلال الارتفاع السريع في كلفة النقل، إما بسبب اضطرارها إلى تجنب استخدام البحر الأحمر وباب المندب واللجوء إلى الاستدارة الطويلة حول أفريقيا للوصول إلى آسيا او من خلال الاعتماد على النقل الجوي وكذا بسبب ارتفاع رسوم شركات التأمين المتعلقة بالسفن الإسرائيلية تحديدا أو التي تنقل بضائع مخصصة لإسرائيل، إضافة إلى زيادة كلفة أجور العاملين على متن السفن، حتى ولو كان تشغيلها يتم من شركات أجنبية.
إن عرقلة حركة الملاحة التجارية في باب المندب والبحر الأحمر سيشكل ضغطا على إسرائيل والعالمـ إذ تمر من خلال هذا المعبر حوالي 21 ألف سفينة سنوياً تمثل نحو 12% من حركة التجارة العالمية، إلى جانب 6 ملايين برميل من النفط يومياً تعادل 9% من إجمالي كمية النفط المنقول بحريا.
ويربط باب المندب، بهذا المعنى، حركة التجارة بين الشرق الآسيوي وغرب آسيا وأوروبا.
ويحتل ميناء أم الرشراش (ايلات)، المطل على خليج العقبة في أقصى شمال البحر الأحمر، دوراً بارزاً في هذه الحركة التجارية وفي ربط إسرائيل بأسواق الشرق الآسيوي، كمنطقة تجارة حرة.
وهنا لا بد لنا أن نشير إلى مسألة الحرب على اليمن من دول العدوان والتي توقفت وفق تفاهمات الهدنه المتجددة والتي لم تفض إلى الحلول الجذرية لإيقاف العدوان ورفع الحصار عن اليمن، لا شك انه سيقود إلى تجدد العدوان على اليمن نفسه، وما إذا كانت أطرافه، وتحديداً السعودية والإمارات، ستصبح هي الأخرى، عرضة مجددا لصواريخ اليمنيين.
هذا ما يجعلنا نترقب التحرك من دول العدوان نحو السلام العادل لا الاستسلام، والسير في تنفيذ مطالب القيادة الرشيدة في صنعاء والشعب اليمني وتلك المطالب المشروعة لا يختلف عليها العقلاء ولن يتنازل اليمن عنها مهما كلف الثمن.