من الواضح جدًا لكل العالم أن أمريكا بارعة بالتمثيل وإنتاج المسرحيات ونسج خيوط المؤامرات وحبكها حبكًا دقيقًا ، ولم تكن مسرحية الحادي عشر من سبتمبر البداية ، وكذلك فيلم ذريعة حماية الملاحة الدولية لن يكون النهاية، وإنما هي ضمن سلسلة طويلة من المؤامرات لا يمكن حصر حلقاتها ؛ وذلك بغية توسيع نفوذها وضمان استمرار سيطرتها على العالم وحماية إسرائيل، وعندما لم تستطع أمريكا توفير هذه الحماية لكيان العدو من الصواريخ والمسيرات اليمنية وحماية السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر ؛ لجأت إلى خطة جديدة عنوانها (حماية الملاحة الدولية من تهديد القوات البحريّة اليمنية ) ، وهي في هذا الصدد ستحاول أن تحشر المجتمع الدولي تحت هذا العنوان ، وهذا ما ظهر جليًّا في بيان مجموعة الدول السبع الصناعية ، وللعلم إن بيان هذه الدول لم يستند على معطيات ميدانية كافية وإنما أخذ بالرواية الأمريكية والإسرائيلية التي أخفت عجز أمريكا وفشلها. إن من يهدد الملاحة الدولية هي التحركات الأمريكيّة المريبة في البحرين الأحمر والعربي ، وكذلك القواعد الأمريكيّة والإسرائيلية المنتشرة في الساحل الإفريقي والسواحل الأرتيرية المطلة على باب المندب، أما القوات البحرية اليمنية فتهديدها مقتصر على السفن التابعة لكيان العدو الإسرائيلي ، وقد أعلنت ذلك بشكل واضح عبر ناطقها العسكري ( العميد يحيى سريع )، ولن تتوقف إلا بتوقف العدوان الإسرائيلي على غزة بشكل كامل. على الولايات المتحدة الأمريكية ومجتمعها الدولي إدراك أن أي حماقة يقدمون عليها ضد السواحل اليمنية هي التي يمكن أن تهدد أمن الملاحة الدولية بشكل فعلي، فصنعاء لا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي تحرك يستهدف اليمن ، فالقانون الدولي يكفل للدول ذات السيادة الدفاع عن نفسها ضد أي غزو خارجي، وبالنسبة لما قامت به القوات البحرية اليمنية من احتجاز السفينة الإسرائيلية في البحر الأحمر لا يدخل ضمن القرصنة الدولية. من خلال ما ذكرناه نجد أن القوات البحرية اليمنية هي صمام الأمان لأمن الملاحة الدولية ، وهي الطرف الوحيد القادر على توفير هذه الحماية في حال توقف العدوان الإسرائيلي على غزة، ومادام هذا العدوان مستمراً فلا يمكن لأمريكا ولا لمجتمعها الدولي منع العمليات اليمنية ضد كيان العدو الإسرائيلي لا في البحر الأحمر ولا في البحر العربي ، وأن إيقاف العدوان على غزة هو الطريق الوحيد والوسيلة المتاحة التي تستطيع إيقاف عمليات التهديد للملاحة الدولية وحماية إسرائيل من العمليات اليمنية القادمة.