البارحة مرّت الذكرى الـ 35 لإعلان قيام الدولة الفلسطينية، ففي 15 نوفمبر 1988 أعلن الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات من العاصمة الجزائرية “قيام الدولة الفلسطينية المستقلّة وعاصمتها القدس الشريف”، في ما عُرف بـ”وثيقة الاستقلال”.
في هذا اليوم الذي فيه تخلت منظمة التحرير الفلسطينية عن تحرير فلسطين كل فلسطين « من البحر إلى النهر» وبداية توالي التنازلات حتى وجد نفسه الرئيس الفلسطيني محاصراً في داره من قبل الجيش الصهيوني في رام الله لمدة ثلاث سنوات مع اندلاع الانتفاضة الثانية عام 2000م حتى غادرها مسموماً للعلاج ومات في باريس في 11 نوفمبر 2003م.
وبعد هذا التنازل والذهاب إلى مفاوضات أوسلو وتوقيع الاتفاق ومن ثم اتفاق دايتون عام 1997م تواصلت خطايا منظمة التحرير الفلسطينية أو بالأصح فصيل حركة فتح، وبلغت الخطايا مداها حين ظنت بأن أمريكا يمكن أن تكون راعية وتتمتع بالنزاهة والموثوقية، والحقيقة التي أثبتتها الأيام أن المنظمة وقعت في فخ الحوار والتفاوض مع طرف واحد صهيوني يقود البيت الأبيض والكيان الصهيوني المحتل في نفس الوقت.
ولولا نشوء حركة مقاومة تكونت من فصيل جديد خرج من رحم انتفاضة الحجارة الأولى عام 1987م متمثلاً بحركة المقاومة الإسلامية حماس ، وخروج عدة فصائل فلسطينية من إطار منظمة التحرير كالجبهة الشعبية ومن ثم ظهور حركة الجهاد الإسلامي ، فلولا هذه المقاومة التي رفضت اتفاق أوسلو واختطت طريق الكفاح المسلح ومقاومة المحتل ، لكانت القضية الفلسطينية قد تلاشت واندثرت منذ زمن بعيد.