الثورة /
في خطابه حول طوفان الأقصى أكد قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي – يحفظه الله – ان نشأة الكيان الغاصب، كانت قائمةً على الإجرام، وعلى القتل اليوم، على الاعتداءات بكل أشكالها، وعلى الاغتصاب للأرض، وعلى المصادرة للحقوق، وعلى ممارسة الاختطاف والقتل والتعذيب ضد الشعب الفلسطيني .
وأضاف : الدول الغربية بشكلٍ عام أباحت للعدو الصهيوني الإسرائيلي اليهودي كل شيءٍ في فلسطين، أباحت له أن يقتل الشعب الفلسطيني، أن يقتل الرجال والنساء، أن يقتل الكبار والصغار، أن يتفنن في قتلهم وإعدامهم بكل الوسائل، بدمٍ بارد، أو في السجون، بكل الوسائل، أراد أن يقتلهم بالغارات الجوية، فليفعل، أراد أن يقتلهم بإطلاق النار المباشر عليهم، فليفعل، أراد أن يقتل النساء، فليقتل، لا مشكلة، لا حقوق للمرأة في فلسطين، أراد أن يقتل الأطفال، فليفعل، أراد أن يقتل الناس وهم في منازلهم، في مساكنهم نائمين، فليفعل، أطلقوا يده ليرتكب كل أشكال وأنواع الجرائم، ليحتل الأرض، ليسيطر على الممتلكات الخاصة، ليهدم البيوت والمنازل، ليقلع أشجار الزيتون، ليصادر الأراضي على أصحابها بدون وجه حق، ليصادر استقلال شعب، وحرية شعب، وليحتل وطناً بأكمله، على شعبٍ كامل؛ لأنهم أرادوا للعدو الصهيوني أن يكون رأس الحربة لهم في المنطقة العربية والإسلامية، لاستهداف أمةٍ بأكملها، وليكون وكيلاً لهم، وذراعاً .
التقرير التالي يسلط الضوء على أبرز جرائم الكيان الصهيوني منذ نشأته وإلى اليوم:
الثورة / قضايا وناس
المجازر الصهيونية بحق الفلسطينيين بدأت قبل إعلان قيام الكيان الصهيوني ، فقد ارتكبت العصابات الصهيونية في فترة الانتداب البريطاني، مذابح بشعة ، ومنها مذبحة دير ياسين التي شهدها غرب القدس يوم 9 أبريل 1948، ونفذتها الجماعتان الصهيونيتان: الإرجون وشتيرن .
أتت هذه المذبحة بعد أسبوعين فقط من توقيع معاهدة سلام بين أهالي القرية ورؤساء المستوطنات اليهودية المجاورة، في خرق واضح للأعراف الحربية، بل إن مقاتلي الإرجون وشتيرن نفذوا العملية ليلاً والساكنة نيام، ورغم بسالة المقاومة، فالتعزيزات التي وصلت للقوات الصهيونية من القيادة، جعلتها تحكم قبضتها على هذه القرية، ففجّرت كل منازلها، وقتلت غالبية سكانها بمن فيهم الأطفال والنساء والشيوخ، لتكون الحصيلة ما بين 250 و360 ضحية .
لم تكتفِ العناصر الصهيونية بالقتل، بل تجاوزتها للتعذيب البشع ولتقطيع الأطراف واغتصاب الفتيات أمام أهاليهنّ. وقد بنى الصهاينة قرية جديدة فوق القرية القديمة التي احتلت منذ تلك السنة، كما أطلقوا أسماء مقاتلي الإرجون على شوارعها، عرفاناً لما قدّموه من ترويع للفلسطينيين تسبّب في نزوج الكثير منهم عن قراهم خوفاً من تكرار المجزرة.
مذبحة اللد
انتفض سكان مدينة اللد القريبة من رام الله على الغطرسة الصهيونية فما كان من الوحدات الصهيونية التابعة لقوات البلماخ الخاصة بمنظمة الهاجاناه إلّا أن اجتاحتها في 11 يوليو 1948، وأخرجت جميع الرجال الذين يتجاوز عمرهم 16 سنة، لتعدمهم بالرصاص الحي، وبعد ذلك بدأت تطلق الرصاص على كل من يتحرك، فكانت النتيجة تناثر الجثث في الشوارع.
ولم تأبه العصابات الصهيونية بمحاولة احتماء الأهالي بمسجد، بل اقتحمته بزعامة القيادي الصهيوني إسحاق رابين، واستمرت في تقتيل الساكنة إلى أن وصلت الحصيلة إلى قرابة 426 شهيداً.
مجزرة خان يونس
لم يكن الجيش الصهيوني ليكون أقلّ وحشية من العصابات الصهيونية، لا سيما وأنه تكوّن في غالبيته من منتمين لهذه المنظمات، لذلك كانت مجزرة خان يونس شاهدة على دموية هذا الجيش، ففي الثالث من نونبر 1956، اجتاحت القوات الصهيونية محافظة خان يونس بقطاع غزة، وقتلت أزيد من 500 فلسطيني .
خلّفت هذه المذبحة جرحاً عميقاً في الذاكرة الفلسطينية لأنها أودت بحياة منضمين إلى مختلف الفصائل الفلسطينية المقاتلة، فضلاً عن مقاتلين عرب شاركوا أصحاب الأرض معركتهم ضد الاحتلال، وقد استمرت المجزرة لتسعة أيام كاملة.
مذبحة الحرم الإبراهيمي
بعد إجرام المنظمات والجيش، أتى الدور على مواطن إسرائيلي، باروخ جولدستين، ليقتل 29 فلسطينياً كان يصلّون الفجر أيام رمضان شهر فبراير 1994، بعدما وفّر له الجيش الإسرائيلي الذخيرة والتدريب، كما ساعده في إنجاز مهمته بإغلاق أبواب المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل.
الذخيرة الكثيرة التي كان يملكها هذا اليهودي المتطرف ومفاجأته للمصلين من الخلف، كانت سبب ارتفاع عدد القتلى إلى هذا الرقم الكبير، لدرجة أنه جرح كذلك 150 مصلياً قبل أن يُقتل من طرفهم بعدما نفذت ذخيرته.
عُرف هذا الطبيب بمعاداته للعرب والمسلمين، وقد كان عضواً في حركة كاخ العنصرية التي تم حلّها نهائياً بعد هذا الحادث، للمشاكل الكثيرة التي أثارتها لإسرائيل نفسها.
مجزرة جنين
توغّل الجيش الصهيوني في مخيم جنين شهر أبريل 2002 بالضفة الغربية من أجل القضاء على المقاومة الفلسطينية التي كانت تقلق راحة الاحتلال، واشتدت المعركة داخل المخيم بشكل صعّب المأمورية على الجنود الصهاينة، الذين ارتكبوا أعمال القتل العشوائي واستخدموا الدروع البشرية، كما منعوا وسائل الإعلام والأطقم الطبية من الدخول للمخيم.
بعد 15 يوماً من الحصار المتواصل والقصف الجوي، تمّ تدمير المخيم بالكامل بعد مقتل أزيد من 23 جندياً صهيونياً باعتراف كيان العدو، أما في الجانب الفلسطيني فقد قُتل 58 فلسطينياً حسب تقرير الأمم المتحدة .
مجزرة صبرا وشاتيلا
في عز الحرب الأهلية اللبنانية، وبعد الهجوم الإسرائيلي على بيروت وخروج مقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية من المخيمات بوساطة عربية، استغلت ميليشيا القوات اللبنانية الوضع، لترتكب مذبحة ضد ساكنة مخيم صبرا وشاتيلا، تحت غطاء الجيش الصهيوني الذي وفّر لهذه القوات ما تحتاج إليه من أجل مباشرة انتقامها من الفلسطينيين بعد مقتل أحد رموزها، وهو بشير الجميل، لمواقفه المتقاربة مع إسرائيل.
ما بين 16 و19 سبتمبر 1982، تسلّلت مجموعات من مقاتلي الميليشيات إلى هذا المخيم المتواجد جنوب بيروت، وألقت القوات الصهيونية القنابل الضوئية تسهيلاً لعملية القتل، ليبدأ المقاتلون اللبنانيون بذبح الساكنة أطفالا ورجالاً ونساءً دون أن يعلم أحد في الخارج بحقيقة ما يجرى، حتى مرّت تقريباً 48 ساعة، لتخرج أخبار المذبحة الرهيبة التي راح ضحيتها قرابة 3 آلاف فلسطيني ولبناني من المتعاطفين مع القضية الفلسطينية.
الحرب على غزة
خرق الجيش الصهيوني الهدنة الموقعة بينه وبين حركة المقاومة الفلسطينية حماس، ليبدأ غاراته على قطاع غزة في ديسمبر 2008، وقد خلّف القصف الجوي والبحري والأرضي قرابة 1400 شهيد فلسطيني، بينما وصل عدد الجرحى إلى 5300، بينما كانت الخسائر جد محدودة لدى الطرف الصهيوني .
استعملت القوات الصهيونية الأسلحة المحرمة دولياً في عمليات القصف، ولم تفرّق بين المدنيين ورجال المقاومة، كما لم ترضخ لكل الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار، وقد استمرت هذه العملية العسكرية من 27 ديسمبر إلى 18 يناير، حيث تعتبر العملية العسكرية الأعنف في عدد الضحايا الفلسطينيين منذ 1948م .
قطاع مغلق
لإسرائيل تاريخ طويل في عزل قطاع غزة الذي تعرض لإغلاقات عديدة خلال الثلاثة عقود الماضية، لكن الحصار المشدد الذي بدأت بفرضه عقب فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية عام 2006 كان شكلًا غير مسبوق من أشكال العقاب الجماعي، حين أعلن كيان العدو قطاع غزة “منطقة مغلقة” وقررت فرض عقوبات إضافية على النظام الذي كانت تتولى حركة حماس إدارته، ففرضت القيود على دخول الوقود والبضائع وحركة المواطنين من وإلى القطاع .
عام 2007، شددت إسرائيل حصارها على قطاع غزة بعد أن استطاعت حركة حماس السيطرة عسكريًا على القطاع، حيث منعت السلطات الإسرائيلية إدخال المحروقات بكافة أنواعها من بنزين وغاز وديزل، ولم تسمح بإدخال الكثير من السلع، كاللحوم والدواجن والبسكويت، وقلصت مساحة الصيد في بحر غزة، وأغلقت جميع المعابر الحدودية .
إلى جانب ذلك، عملت سلطات الكيان الصهيوني على ترسيخ سياسة عزل قطاع غزة، من خلال فصله عن الضفة الغربية فيما سمي ب “سياسة الفصل”. ترتب على ذلك تقييد دخول وخروج الفلسطينيين من وإلى قطاع غزة، بما في ذلك منع المرضى الغزيين من تلقي العلاج في مستشفيات الضفة الغربية وإسرائيل، ومنع الطلاب الجامعيين في غزة من تلقي الالتحاق بجامعات الضفة الغربية، كما جرى منع العديد من الأكاديميين والطواقم الطبية والخبراء من التنقل، بالإضافة إلى حرمان الغالبية العظمى من العائلات داخل وخارج القطاع من الالتقاء ولم الشمل .
الهجمات العسكرية الصهيونية على قطاع غزة خلال الحصار
شنت القوات الصهيونية على قطاع غزة خلال الخمسة عشر عامًا الماضية أربع هجماتٍ عسكريةٍ واسعة النطاق خلال الأعوام 2008-2009، و2012، و2014، و2021، إلى جانب عشرات الهجمات الجوية والبرية والبحرية المتفرقة .
عملية الرصاص المصبوب 2008
بدأت بتاريخ 27 ديسمبر 2008 واستمرت لمدة 21 يومًا، لتنتهي في 18 يناير من عام 2009 .
في اليوم الأول من الهجوم، شنت نحو 80 طائرة حربية صهيونية على نحو متزامن مجموعة من الغارات على العديد من المقار الأمنية والحكومية التابعة لحركة حماس. استمرت الهجمات الجوية والمدفعية والبحرية مدة 8 أيام، وتطور الهجوم بعد ذلك إلى دخول القوات البرية الصهيونية إلى قطاع غزة، بما يشمل مجموعات كبيرة من الدبابات والجنود المشاة والوحدات الخاصة .
خلال الهجوم، ألقت القوات الصهيونية قرابة مليون كيلو جرام من المتفجرات على قطاع غزة، متسببة بتدمير نحو 4,100 مسكن بشكلٍ كلي و17,500 آخرين بشكلٍ جزئي، بالإضافة إلى قتل نحو 1,436 فلسطينيًا، وإصابة حوالي 5,400 آخرين، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء .
عملية عامود السحاب 2012
بدأت بتاريخ 14 نوفمبر 2012، واستمرت لمدة 8 أيام، لتنتهي في 21 نوفمبر2012 .
خلال نحو أسبوع من الهجمات العسكرية، قتلت القوات الصهيونية نحو 162 فلسطينيًا، وأصابت نحو 1,300 آخرين، كما دمّرت من خلال غاراتها نحو 200 منزل بشكلٍ كامل و1,500 آخرين بشكلٍ جزئي .
عملية الجرف الصامد 2014
بدأت بتاريخ 8 يوليو 2014، واستمرت مدة 51 يومًا لتنتهي في 26 أغسطس 2014 .
يعد هذا الهجوم من أشد الهجمات العسكرية على قطاع غزة، إذ وثّق الفريق الميداني حينها تنفيذ القوات الصهيونية نحو 60,664 غارة برًا وبحرًا وجوًا، أسفرت عن مقتل 2,147 فلسطينيًا، العديد منهم ينتمون لنفس العائلة، وجرح 10,870 آخرين، إضافة إلى تدمير 17,123 منزلًا، منها 2,465 منزلًا دمر بشكلٍ كلي .
عملية حارس الأسوار 2021
بدأت العملية بتاريخ 10 مايو 2021 واستمرت لمدة 11 يومًا، لتنتهي في 21 مايو 2021 .
تميّز هذا الهجوم بتركيز جيش العدو هجماته الجوية والمدفعية على البنية التحتية في قطاع غزة، ولا سيما الشوارع وآبار المياه والمرافق العامة، إلى جانب المقدرات الاقتصادية والإنتاجية، ما سبّب خسائر مادية فادحة في هذه القطاعات .
أسفر الهجوم عن مقتل 254 فلسطينيًا، بينهم 66 طفلًا و39 امرأة و17 مسنًا، إضافة إلى إصابة نحو 1,948 آخرين بجروح مختلفة .
وأخيراً العدوان الصهيوني والإبادة الجماعية لسكان غزة واستهداف الأحياء السكانية والمدراس والمساجد الذي بدأ السبت الماضي إثر عملية طوفان الأقصى ومازال مستمراً الى اليوم . اليمنيون في قلب القضية: