لا يكاد يمر شهر إلا وتطالعنا فيه الأخبار الآتية من السعودية بمتغيرات ومستجدات وأحداث ومواقف جديدة سيئة ومؤسفة نتيجة سياسة النظام السعودي الخالية من الحكمة والمسؤولية والإنسانية، وفوق ذلك واهم منه الفارغة تماما من قيم ومبادئ الدين الإسلامي الحنيف، ففي الوقت الذي يدعي فيه النظام السعودي زوراً وبهتاناً أنه (خادم الحرمين الشريفين) إلا أن المواقف والمعطيات العملية غير الأخلاقية والتي تتنافى مع تشريعات الإسلام تفضحه وتكشف زيف وبطلان ادعائه، ولو جئنا لنتحدث عن سياسة النظام السعودي السلبية والإفسادية والإجرامية سنجد أنها لا تعد ولا تُحصى سواء على مستوى الداخل السعودي أو على مستوى الدول المجاورة التي تستهدفها السعودية بل وعلى مستوى الأمة العربية والإسلامية بشكل عام، فالجميع متضرر ومستهدف من طغيان السياسة الفرعونية التي ينتهجها النظام السعودي ولكن المستجدات الراهنة هي أسوأ وأفظع مما سبق لأنها تسيء إلى الدين وإلى الأمة بكلها وتستهدف الهوية الإيمانية والتاريخية لهذه الأمة. كانت السياسة السعودية سيئة وطاغوتية منذ اليوم الأول الذي تربع فيه عبد العزيز آل سعود على عرش الحكم في نجد والحجاز ولكنها مع مرور الأيام تفاقمت وازدادت سوءً وطغياناً بحق الإسلام والمسلمين بداية من شعب الجزيرة العربية إلى آخر عربي ومسلم في هذا العالم في كل بلد لأن النظام السعودي جعل من نفسه مطية للأمريكان والصهاينة لتمرير مخططاتهم الاستعمارية والإفسادية التي تستهدف المسلمين، والمؤلم أنه يفعل ذلك باسم الإسلام وباسم الحرمين الشريفين مستغلاً بذلك نفوذ سلطانه وملكه على الجزيرة العربية التي تضم مكة المكرمة والمدينة المنورة ومستغلاً أيضاً الثروة النفطية الهائلة التي أودعها الله في باطن الجغرافيا التي يحكمها ومسخراً لها في سبيل تعزيز ملكه ونفوذه وبقائه في الحكم والأسوأ من ذلك في سبيل تحقيق الأطماع الاستعمارية الغربية والمخططات الصهيونية التي تستهدف الأمة الإسلامية في دينها ودنياها. ما يقوم به النظام السعودي الفاسد خلال هذه المرحلة من أعمال إجرامية وإفسادية وعلى كل المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية والفكرية والإعلامية والفنية والتي تستهدف الدين الإسلامي والهوية الإيمانية للأمة هو بمثابة حرب شاملة على الإسلام والمسلمين تخدم بالدرجة الأولى اليهود والنصارى أمريكا وإسرائيل لأن ذلك العهر والانحلال والفساد والفجور الذي يهدف إلى تجريد أكبر قدر من الشريحة الاجتماعية الشبابية في الجزيرة العربية تحت عنوان الترفيه والوسطية والاعتدال هو عبارة عن عمل شيطاني خبيث وخطير يفتك بالأمة بكلها وليس فقط بمجتمع نجد والحجاز لأنه يمارس في بلاد الحرمين الشريفين بلاد النبوة ومهبط الوحي الإلهي القرآني، وهذا من أكبر أنواع الفساد في الأرض الذي يحمل الأمة كل الأمة مسؤولية أمام الله تعالى وأمام الدين الإسلامي وأمام القرآن الكريم وأمام الرسول محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، أضف إلى ذلك انه يحمل الأمة مسؤولية تجاه نفسها في دينها ودنياها وآخرتها فإما أن تنهض بمسؤوليتها وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر أو تنتظر الخزي في الدنيا والعذاب في الآخرة. لقد وصل النظام السعودي بالمجتمع في الجزيرة العربية إلى مستوى مدوٍ من السقوط التام بل يمكن القول انه يرمي به إلى قعر جهنم من الآن حيث لم يقتصر العمل الإفسادي الذي ينتهجه النظام السعودي على نشر الرذيلة والانحطاط بل وصل إلى تغيير المناهج التعليمية وفق ما يتوافق مع المخططات اليهودية والنصرانية الخبيثة مع أن تلك المناهج لم تكن من قبل كما كان ينبغي لها أن تكون عليه ولكن الهدف اليوم من تغيير المناهج يعمل على إنشاء جيل عربي مرتد عن دينه مطيع لأهل الكتاب يُقبل أقدام أعداء الإسلام من منطلق تربوي لا علاقة له أبداً بتعاليم الإسلام ولا بهدي القرآن الكريم، وما حصل ويحصل الآن وقبل الآن في السعودية ليس سوى مقدمات للمزيد من السقوط الشامل في حفرة من النار حيث لم يعد خافيا على أحد الزيارات السياسية الأمريكية والصهيونية للرياض والتي تهدف إلى إعلان رسمي يفصح فيه النظام السعودي عن تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني بشكل واضح وصريح ومكشوف، وهذا يعني أن المستقبل القريب سيشهد متغيرات كبيرة تستهدف الأمة الإسلامية بكلها وبرعاية وتمويل من السعودية وإذا لم تتدارك الأمة نفسها وتقم بدورها وتنهض بمسؤوليتها وتضع حداً لهذا فإن لله تعالى سنناً وقوانين كونية ثابتة ومحقة وعادلة من أهمها قوله تعالى (ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون).