ما يقرب من مليونين ونصف من الشباب اليمني يتوقون لجعل آبائهم فخورين بهم عبر تأمين وظيفة جادة وهناك أيضا مليون طفل تتحلل أجسادهم فعليا بسبب سوء التغذية الحاد وعشرة ملايين يمني الذين يأوون إلى فراشهم كل يوم جائعين وللآسف تستمر الأمور على حالها ولا جديد ,
من اجل ذلك توجه الخبيرة الأممية أمة العليم السوسوة المدير التنفيذي لجهاز استيعاب التمويلات وإصلاح السياسات صرختها : “يجب أن لا يستمر الوضع على ماهو عليه” .
بحسب السوسوة فقد حان الوقت ليجني شعبنا ثمار صبره وهذا ممكن فقط من خلال ضمان نفس مستوى الالتزام من كافة أصحاب المصلحة تجاه الأجندة الاقتصادية بنفس القدر الذي تحظى به الأجندة السياسية. وتخاطب الحكومة والأصدقاء : لقد أزفت اللحظة التي ينبغي فيها التركيز على الاقتصاد.
ولهذا ترى السوسوة أن هناك حاجة كبيرة للمرونة من جانب الحكومة اليمنية وشركاء التنمية الدوليين في مراجعة المخصصات الحالية واتخاذ الخطوات الضرورية لضمان توجيه أموال المساعدات نحو المشاريع التي لها أثر سريع على حياة المواطن وخلق فرص العمل لا سيما للشباب والنساء.
تخصيص
تخوض الجهات المختصة والمنظمات الإنسانية وجهاز الاستيعاب مناقشات ومحاولات حثيثة مع المانحين للتركيز على المشاريع التنموية التي يمكن أن تحقق تنمية مستدامة بمكافحة الفقر والبطالة واستيعاب الشباب العاطلين عن العمل.
ونتيجة لذلك تتجه الحكومة والمانحين بتخصيص الأموال غير المخصصة المتبقية وقدرها حوالي 424 مليون دولار للمشاريع التي لها عائدات استثمارية اجتماعية كبيرة وسريعة.
وتؤكد السوسوة” أن الأولوية في التخصيص للمشاريع والأنشطة المدرجة تحت خطة عمل توظيف الشباب التي تم استكمالها مؤخرا وخطة عمل توسيع الأمن الغذائي التي مدتها خمس سنوات.
وتشير إلى أن اليمن تمضي قدما نحو نموذج الدولة الفيدرالية المتفق عليها في مؤتمر الحوار الوطني ولهذا ترى الخبيرة الأممية ” من الأهمية بمكان أن نضع في الاعتبار الاحتياجات المحلية في مختلف المناطق والتوزيع الجغرافي للمشاريع عند تخصيص التعهدات.
تمكين
تقول أمة العليم السوسوة : يجب أن لا يخطف نقاشنا عن الإصلاحات والاقتصاد وحالة التعهدات الضوء من الأزمة الإنسانية المتفاقمة التي تقض مضاجع البلاد بأسرها لأننا بحاجة كما تؤكد” إلى مد الجسور بين الجهود التنموية والإنسانية ومراجعة نهج الهيئات الدولية في اليمن للتركيز على التنمية المجتمعية المحلية وتشدد على أهمية أن تتركز التدخلات الإنسانية في اليمن على دعم قدرة اليمنيين وتمكينهم من الحصول سبل الرزق والحياة الكريمة.
وبينما تحرز العملية السياسية تقدما يعيش اليمنيون في المدن الرئيسية “والحديث للسوسوة” فترات انقطاع طويلة للكهرباء ووصول متقطع للمياه وأيام طويلة من الطوابير أمام محطات الوقود مع وجود اختلالات امنية وفي المناطق الريفية يزداد تدهور الوضع الهش أصلا
وبحسب السوسوة فإن الحكومة اليمنية بحاجة لتعيين كفاءات تتولى تنفيذ إصلاحات محددة وعلى أن يتم تمكينهم وتزويدهم بتفويض واضح ويطبق عليهم مبدئ المساءلة.
كما أن منظمات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية وهيئات التنفيذ الدولية كلها قنوات مهمة لتقديم المساعدات وتنفيذ المشاريع بالإضافة الى دور الحكومة في تقديم المساعدات الإنسانية وبرامج التنمية يجب أن يتعزز ويجب أن يرى المواطن اليمني حكومته وهي تقدم هذه الخدمات خاصة إذا كنا كما تقول” نريد من هذا المواطن التصويت لصالح الدستور الجديد.
طرق واحد
على الرغم من كل التحديات التي تحدق باليمن يحدوا امة العليم السوسوة” الأمل بمستقبل أفضل.
هو أمل كما تقول يوازي آمال أجدادنا الذين بنوا سد مارب العظيم ونحتوا المدرجات في الجبال وجابوا أصقاع الأرض حاملين رسالة السلام ويوازي آمال الشباب الذين خرجوا في عام 2011 بحثا عن مستقبل أفضل وهم يستمرون في تقديم التضحيات كل يوم لبلوغ هذا الهدف وجعله حقيقة واقعة.
وتضيف : نؤمن إذ نقف في هذا المنعطف الحاسم في التاريخ اليمني يمكننا معا أن نتخذ القرارات الصائبة ونذلل الصعاب التي تواجهنا وهناك طريق واحد أمامنا بحسب السوسوة : هو الطريق للأمام حيث أن دوام هذا الحال يجب أن يكون من المحال.