أضحت تعز موطناً للإرهاب والإرهابيين القادمين من كثير محافظات؛ فتسمع عن ألقاب مثل الصنعاني والذماري والماربي، والريمي والوافي والناقص؛ وغيرهم من شذاذ الأفاق الذين لفظتهم مجتمعاتهم واحتلوا مدينة تعز، ثم انتشروا إلى بعض أريافها؛ مستغلين مسالمة أبنائها والفوضى الضاربة التي تجتاح المحافظة، والانفلات الأمني فيها. بل إن المحافظة أصبحت محطة تفريخ وحضانة للإرهاب بكل أنواعه وأصنافه.
لم يكتف الإرهاب بقتل اليمنيين، بل تعدى ذلك إلى قتل غيرهم من القادمين إلى المحافظة. لم يمهل القتلة مؤيد حميدي ورفاقه أن يذوقوا لقمة غداء في مطعم الشيباني في مدينة التربة، بل تغدوا بهم قبل الغداء.
تتناقض تصريحات قادة العصابات في تعز بشأن القبض على قتلة مسؤول برنامج الغذاء العالمي مؤيد حميدي.
مدير ما يسمى بإدارة الأمن المدعو منصور الأكحلي قال إنه تم القبض على عشرة من القتلة والمتهمين في هذه الجريمة، بينما قال منتحل صفة المحافظ المدعو/ نبيل شمسانه إنه تم القبض على عشرين من القتلة والمتهمين. جاء ذلك أثناء حوار نبيل شمسانه مع مسؤول خلية الأزمات في برنامج الغذاء العالمي؛ وبحضور منصور الاكحلي. معذور هذا الرجل ربما كان مسطولا حين كان يدلي بهكذا تصريح كاذب. وفي الأخير سيكتشف الناس أن لا عشرة ولا عشرين تم القبض عليهم؛ وكله هدرة لتتويه الرأي العام. وأكاذيب درج عليها المرتزقة، لتغييب الحقيقة، والتستر على المجرمين والقتلة كما جرت العادة لديهم.
لجنة التحقيق في جريمة إطلاق الرصاص على المحتفلين في ميدان الشهداء بمناسبة عيد الأضحى أدانت مدير مكتب الثقافة المرتزق عبدالخالق سيف، والصحفي عبدالله فرحان. الأول بسبب إقامته الحفل، والثاني بسبب منشوراته التي فضحت الجريمة. ثم أصدرت تلك اللجنة تقريرها النهائي بأن الجريمة واطلاق النار كان عرضيا !!
مازالت عقلية المكايدة وتمييع الحقائق وإنكارها التي ورثها خدم عفاش تعيش في دمائهم، ولا يستطيعون منها فكاكاً.
ونأمل ألا تشكل لجنة في قضية للتحقيق في مقتل المسؤول الأممي.
وكما تم التستر على قاتل مسؤول الصليب الأحمر (حنا لحود) وهو ابن أحد قادة المليشيات في تعز. سيتم التستر على قتلة (مؤيد حميدي) والتستر على القتلة وتمييع الحقائق عادة درجت عليها الجماعات الإرهابية في تعز في كل جريمة.
جثة المغدور به عبدالسلام النعمان لازالت في ثلاجة مشفى خليفة في تربة ذبحان منذ عام. وقاتله مطلق العنان بحماية مليشيا الجبولي. والحال كذلك بالنسبة لقتلة المواطن (ديهان) في معبق، فهم بحماية نفس المليشيا.
والجريمة الكبرى هي إبادة بيت الحرق في بئر باشا في تعز التي لم نعلم مصير القتلة الذين ارتكبوا تلك الجريمة. أما قضية مقتل الدكتور أصيل الجبزي والتمثيل بجثته فتلك قصة أخرى.
وعلى العموم، فكل جرائم القتل التي جرت في تعز لم يُقدم أي من مرتكبيها إلى القضاء، ولم يصدر فيها حكم قضائي، بل إن القضاء نفسه مهدد بالقتل والتصفية إن حاول إقامة العدل.
نحن إزاء عصابات إرهابية تمتهن القتل الممنهج، وتمحو آثار الجريمة وتخرج على الناس بتصاريح وقحة تستنكر تلك الجرائم.
خطر الإرهاب في تعز لا يشمل اليمن فحسب، بل إن خطره يتعدى ذلك إلى الجوار، فإقامة إمارة إرهابية في تعز سوف يهدد الملاحة في البحر الأحمر والسلم في الجزيرة والخليج وأفريقيا. وعلى العالم أن يتنبه لذلك، ويعمل على القضاء على تلك البؤرة الإرهابية قبل أن يستفحل خطرها.