هل سيضيع دم مؤيد حميدي كما ضاع غيره ؟!

يكتبها اليوم/ عبدالله الأحمدي

 

 

أول إجراء اتخذه برنامج الغذاء العالمي إزاء مقتل موظفه في اليمن، هو تعليق نشاط البرنامج في محافظة تعز.
ووصفت مديرة البرنامج حادثة الاغتيال بالمأساة الكبيرة.
ومعنى ذلك أن آلاف الأسر سوف تتضرر من هذا الإيقاف، بل إن مجاعة قادمة في المحافظة المكتظة بالسكان يمكن توقعها بدون شك، لاسيما إذا استمر هذا التعليق لنشاط البرنامج طويلا. وهذا ما تتمناه جماعات الإرهاب التي تريد إمساك السكان من بطونهم، وبرغم أن الجماعات المسيطرة على تعز هي المستفيد الأول من برنامج الغذاء، إلا أنها توشي كلابها الإرهابية على موظفي البرنامج.
والجوع كما تعلمون كافر.
وبالتأكيد فإن الإرهاب محمي من قبل المليشيات المسيطرة على المحافظة وأريافها. وكما ضاع دم مسؤول الصليب الأحمر الدولي؛ اللبناني ( حنا لحود ) الذي اغتيل في منطقة الضباب في ٢١ نيسان/ أبريل ٢٠١٨م من قبل نفس الجماعات الإرهابية، يمكن أن يضيع دم هذا الأردني ( مؤيد حميدي ) طالما والجماعات المسيطرة على المحافظة تتبادل الاتهامات في مقتل الرجل، وتتستر على الإرهاب والإرهابيين والقتلة المجرمين.
الإرهاب لا يفرق بين دم ودم؛ فقد استباح دم اليمنيين، واليوم يستبيح دم ضيوف اليمن من الموظفين الأمميين في محاولة لمحاصرة اليمنيين من كل جانب، وتجويعهم، ومنع إغاثات المنظمات الدولية عنهم، ليتم إخضاعهم بالتجويع.
المتسترون على الإرهاب يحاولون تتويه الناس عن القتلة الحقيقيين؛ وكل ساعة ينشرون صورة لإرهابي هنا، وإرهابي هناك. والقتلة الحقيقيون مخفيون في معسكرات الإرهاب والمليشيات.
إحدى قبائل الصبيحة أصدرت بيانا تبرئ ابنها ( أحمد يوسف الصرة ) المتهم بجرائم إرهابية سابقة، والذي ورد اسمه كمتهم بقتل مسؤول الغذاء العالمي مؤيد حميدي، كما وُزعت صورة أخرى لمتهم اسمه زكريا الشرجبي. ووُزعت صورة لاثنين من المسلحين على متن دراجة نارية؛ قيل إنهما المسؤولان عن قتل رجل الغذاء العالمي.
وإذا كانت الجماعات والمليشيات المسيطرة على المحافظة تحرص على التستر على القتلة والإرهابيين، فما هو الهدف من وراء قتل ضيوف اليمن الذين يقدمون الخدمة لليمنيين ؟!
هناك تعبئة ضد المنظمات الدولية من قبل شيوخ التكفير في مدينة تعز التي أصبحت مرتعا لمن هب ودب من الإرهابيين القادمين من خارج المحافظة، والذين يتمتعون بحماية المليشيات المسيطرة على المدينة وأريافها الجنوبية. فأنت لا تدخل مسجدا، ولا تمر بجانب مسجد إلا وتسمع التحريض ضد فئات عديدة منها المنظمات الدولية المتهمة بنشر التنصير، وإفساد الفتيات- بحسب زعم هذه الجماعات.
وهناك معسكرات في كثير من المناطق تحتضن الإرهاب تتبع كلاً من عمار عفاش، وابو البعساس اللذين يعملان لحساب دولة الإمارات، وتحت إمرة تارك عفاش. ومعسكرات تتبع جماعة الإخوان، وكلهم يتنافسون على قتل المواطنين.. والإرهاب يدهم لتنفيذ القتل.
جرائم الإرهاب في حق الأجانب، لاسيما الموظفين الأمميين تضع محافظة تعز في صورة محافظة يستوطنها الإرهاب. وتلك علامة خطر تمنع الكثير من الناس عن القدوم إلى المدينة، أو التعامل مع أبنائها، وربما تقوم دول بحظر دخول أبناء تعز اليها باعتبارهم إرهابيين خطرين.
المليشيات المسيطرة على المحافظة من خوفها جلبت كل من هب ودب من الإرهابيين، ومن كل جنسية، ومن المحافظات الأخرى. والكثير من القادمين الى المحافظة هم موضوعون كعلامة خطر، لارتكابهم جرائم في حق السكان في محافظات أخرى.
وإذا كانت اليمن تعيش محنة الحرب والعدوان، فإن تعز تعيش أكثر من محنة، وعلى رأسها الإرهاب، وعليها أن تعايش محنها، حتى يستيقظ أبناؤها لتخليصها من هذا الخطر..

قد يعجبك ايضا