* محمد القعود
ذلك الطفل الذي يقاسمني نفسي وأمسي ويومي وغدي ولغتي… ويمارس طغيانه الدائم عليَّ… سيجد مفاجأة لم يكن يتوقعها.. يتوقعها مني بالذات..!!
لقد قررت أن أعلن استقلالي عنه – وأن أتخلص من سيطرته على حياتي ومشاعري ولغتي ورؤاي..!!
قررت أن أكون أنا المتحدث عن نفسي، لا هو..!!
قررت أن أودع «محاولاته» ومفرداته وعوالمه في هذه الصفحات التي آن لها أن تفارقني..
وآن لي أن أتحرر من ذلك الطفل، ومن لغته وأحلامه وذكرياته وعوالمه المختلفة..
آن لي أن أتحرر من رؤاه وملامحه وأنفاسه ومساراته..
آن لي أن أترك كتاباته على هذه الصفحات..
آن لي أن أفك أسري من ذلك الطفل الذي يأبى أن يعترف بأن السنين تمر.. وأن الأسى ينمو وأن سطوره تخصه وحده.. ولا علاقة لي به ولا بلغته..
آن لي أن أكتب لغتي الجديدة.. أن أكتب نفسي وأمارس رؤاي وأهندس أحلامي التي أريدها.
آن لي أن أعلن براءتي من لغةٍ لا رصيد لها في بورصة القسوة!!
من مقدمة مجموعة “ الوردة بلا قبيلة «.