تمر علينا الذكرى التاسعة والعشرون ليوم ٧/٧ الدموي الإرهابي؛ يوم الانقلاب على المشروع الوحدوي السلمي الديمقراطي بالحرب والعدوان على الجنوب. ذلك المشروع الذي ناضلت من أجله الحركة الوطنية اليمنية بأجيالها المتعددة عشرات السنين. وبذلت الغالي والنفيس من أجل تحقيقه.
في مثل هذا اليوم من العام ١٩٩٤م أنجزت قوى التخلف الاجتماعي والإرهاب انقلابها على مشروع الشعب اليمني. ووأدت أحلامه في الوحدة والتحرر، والتقدم الاجتماعي والدولة المدنية؛ بعد أن سفكت دماء الوحدويين بالاغتيالات والإرهاب الذي استجلبته من كل مكان في العالم.
لقد استباحت قوى التخلف الاجتماعي والإرهاب أرض الجنوب الوحدوي، ونهبت منجزاته، واستولت على أراضيه، وأقصت قواه عن السلطة، وقتلت المواطنين على الهوية. استقوت عصابة ٧/٧ بشقيها القبلي والإخونجي الوهابي على الشعب اليمني واستجلبت أكثر من ستين ألفا من الإرهابيين الأجانب لغزو الجنوب، واحتلاله.
نهبت تلك العصابة كل ما كان على أرض الجنوب، حتى مقابر الشهداء لم تسلم من بلطجة عصابات العسكر وشيوخ الأقطاع والإرهاب، وحتى بيوت العبادة، لاسيما الكنائس التي خلفها الاستعمار تم الاستيلاء عليها من قبل الغزاة.
بعد الانقلاب على الوحدة وغزو الجنوب تناسلت حروب عصابة ٧/٧ في طول البلاد عرضها. وكان عفاش وعصاباته هم الذين يشعلون الحروب، ويغذونها بأدوات الموت والدمار، ويمدون أطرافها بسلاح الدولة وأموال الشعب، كما حدث في الجوف بين قبيلتي همدان والشولان، إذ كان عفاش يدعم القبيلتين للاقتتال في ما بينهما.
كان عفاش وعصاباته الإرهابية يحلم بالقضاء على القبيلة اليمنية من خلال تغذية الحروب في ما بينها، ثم يرتاح من القبائل، لأنه ذمي بدون قبيلة.
أشعلت عصابة ٧/٧ الدموية الإرهابية مئات الحروب في طول البلاد وعرضها؛ منها ستة حروب ضد مواطني صعدة قادها المجرم علي محسن بدعم سعودي.
مجرم الحرب المرتزق علي محسن الأحمر قاد تلك الحروب الستة من أجل إرضاء العدو السعودي الذي يمده بالأموال، ويمنيه بحكم اليمن.
وكان يتسلم يوميا عشرة ملايين ريال سعودي من أجل استمرار هذه الحرب.
قتل النساء والأطفال، وهدم البيوت واحرق المزارع، واغتال أشرف الناس. وفي الأخير تلقى هزيمة نكراء. واليوم يتسول بين مكة والحرم.
صادرت العصابة المنقلبة على الوحدة الحريات العامة والخاصة، وبدلت نظام الحكم الذي اتفق الناس عليه في دولة الوحدة، وبدلت الدستور، وصادرت حقوق المرأة، وأعادت البلاد إلى عصر الحريم.
اغتالوا السياسيين، واعتقلوا النشطاء وفرخوا الأحزاب والمنظمات الجماهيرية والاتحادات، وعطلوا الحياة السياسية بالتزوير للانتخابات، ودمروا الإبداع والثقافة، وجوعوا المبدعين، وحاربوا القطاع الخاص، وباعوا القطاع العام على أولادهم ونسائهم والمقربين منهم بأبخس الأثمان.
وتقاسموا النفط وموارد البلاد في ما بينهم. وباعوا الموانئ. وعمموا الفساد في طول البلاد وعرضها، وجوعوا الناس برفع الأسعار والجرع الاقتصادية لدعم جيوبهم، وشراء العطور وملابس الموضات وموديلات السيارات الفارهة لنسائهم وأولادهم. وهربوا الأموال إلى الخارج، وافلسوا بالبلاد ولجأوا إلى مشاريع البنك الدولي في التدمير والإفقار والتبعية. ومن تكلم أو انتقد أو عارض سلطوا عليه الإرهاب. كان الإرهابيون يخرجون من دار الرئاسة، ويتسلحون في فرقة علي محسن. وتتم تعبئتهم في جامعة الزنداني.
ووصلوا بالبلاد إلى طريق مسدود. وحينها خرج الشعب عليهم بثورة عارمة تآمر عليها الداخل والخارج.
وحين الثورة هربوا وسلموا البلاد للعدوان، بل اصطفوا مع العدوان لمحاربة البلاد وقتل أبنائها، وتدمير ما بقي من منجزات لم يقدروا على بيعها. وأكثر من ثماني سنوات من العدوان والحرب والدمار واليمنيون يعانون من عبث العدوان والمرتزقة الذين هربوا إلى المراقص والبارات يعاقرون الخمور، واليمنيون يعانون المجاعات، وبعضهم يأكلون من براميل القمامة.
ونتيجة كل ذلك تعيش البلاد أوضاعا كارثية، وتتقاسم العصابات والاحتلال أراضيها وثرواتها.
ويصرخ مرتزق في وجهك؛ فين العدوان؟