كانت الزكاة في نظام السفارات والعمالة والفساد العفاشي حكرا على المقربين والأوغاد وجمعية الطالح، وما بقي منها يخصص لشراء الخمور والعطور للنساء والمحظيات. والجزء الآخر تستأثر به جمعيات الإخوان لتصرف على أعضاء الحزب والجماعات الإرهابية. وما بقي يخصص لشراء الأحزمة الناسفة التي يتخصص بها جماعة القاعدة وداعش التي خرجت من جُحر التنظيم الإرهابي الدولي. لم تكتف جمعيات الإرهاب بأموال صدقات الداخل، بل غررت على الجمعيات الخيرية في الخارج، وابتزت أموالها باسم الفقراء والمعدمين وكفالة الأيتام. أحدهم ويُدعى المليكي، يحمل لقب دكتور، غرَّر على جمعية عطاء المرأة الكويتية التي تدعم الأيتام؛ غرَّر عليها بإنشاء جامعة لصالح الأيتام في تعز، ولكنه فيما بعد أنكر تلك الجمعية. وكتب الجامعة باسمه. والقضية منظورة في محاكم تعز.
الزكاة لدى جماعات الفساد تحولت إلى مصدر للإثراء غير المشروع.
ولأول مرة في اليمن نسمع ونرى أن الزكاة تصرف في مصارفها الشرعية؛ بعد أن كانت تذهب بعيدا عن هذه المصارف.
في آخر كل شهر رمضان نرى طوابير من الفقراء والمحتاجين أمام مكاتب البريد والصرافين يتسلمون مخصصات سنوية من هيئة الزكاة، كانوا يحلمون بها سابقا.
والشهادة لله وللتاريخ، فإن الزكاة بهيئتها الحالية التي قامت على أنقاض الفساد العفاشي/ إخوان تصل إلى كل مديريات اليمن. ويستفيد منها معظم الفقراء والمحتاجين في البلاد كمساعدات إسعافية للفقراء والمرضى والمعسرين، وأسر الشهداء والجرحى والمفقودين والمتضررين من الكوارث.
البلد فيها خير كثير، لكن حكام العهود الفاسدة أضاعوا كل خيراتها، وأنفقوها على المباذل والمفاسد.
لقد كانت النوايا سيئة للحكام الأشرار تجاه الوطن والمواطن. قيل في المثل ( نية الحاكم ولا خصب الزمان ) لم يكن عندهم نية لفعل الخير، أو مساعدة الناس، أو حتى مساعدة البلد كانوا مهتمين بأنفسهم وبالمطبلين لهم من أتباعهم.
قيل في الأزمان السابقة لو أعطي الناس زكاتهم بحق لما بقي فقير أو محتاج في الأمة.
مشاريع التمكين التي تتبناها الهيئة نرجو أن تكون المرحلة الأولى من مشروع إنتاجي أكبر تقوم به الهيئة لتشغيل العاطلين عن العمل من الفقراء، ومساهمة في الإنتاج ودعم الاقتصاد الوطني.
يقال أحيانا: إن الصدقات تديم الفقر؛ بمعنى أن الفقراء يركنون ويتكاسلون عن العمل.
ولا بد أن توجد المشاريع المحفزة لهم على العمل والإنتاج. وتتحول الأسر الفقيرة إلى أسر منتجة، وتتعفف عن أخذ الصدقات بلا عمل.
خذوا من تجربة الجمهورية الإسلامية في ايران؛ ومن تجارب دول إسلامية، مثل ماليزيا. نجحت في تحويل الزكاة إلى مشاريع إنتاجية ضخمة، تدر الملايين إن لم يكن المليارات، وقضت على مسألة الفقر والبطالة أيضا.
أموال الزكاة تحولت إلى أسواق ومولات وشركات ومصانع، ورفدت الاقتصاد بموارد ضخمة من المال، وحتى العملات الأجنبية من خلال تصدير منتجاتها إلى الخارج.
وكل عام وأنتم بخير وأعيادكم مباركة.