الاسرة /خاص
الأسبوع الماضي، أحيا اليمنيون الذكرى السنوية الثالثة بعد المائة لمجزرة النظام السعودي بحق نحو ثلاثة آلاف حاج يمني ارتقوا شهداء بنيران الحقد السعودي في جريمة نكراء عُرفت بمجزرة تنومة وسدوان في عسير المحتلة في العام 1341للهجرة.
حرائر اليمن كان لهن حضور في إحياء هذه الذكرى الأليمة من خلال جملة من الوقفات والفعاليات التي نظمتها الهيئات النسائية الثقافية العامة في العاصمة صنعاء ومختلف المحافظات وأكدن فيها أن إحياء ذكرى مجزرة تنومة وسدوان، يعكس مستوى الوعي بالتاريخ الأسود للنظام السعودي المجرم.
مشيرات إلى أن مشاعر الغضب الشديد مازالت تشتعل، ونار الحزن تتقد في قلوب اليمنيين كافة؛ إزاء كلِ المجازر التي ارتكبت بحقهم منذ تأسيس النظام السعودي الإرهابي الذي دشن أيامه الأولى بسفك دماء الاف اليمنيين الأبرياء والعزّل وهم في طريقهم لأداء فريضة الحج في ذلك التاريخ ليواصل إجرامه وانتهاكاته بحق أبناء الشعب اليمني حتى اليوم و شددت المشاركات في فعاليات ذكرى مجزرة تنومة على ضرورة معاقبة المجرمين، وتحرير الحرمين من نظام بني سعود، واستمرار الصمود والثبات ورفد الجبهات في مواجهة العدوان.
الفعاليات النسائية تطرقت كذلك إلى الدور الكبير الذي تضطلع به الأسرة والأمهات في التربية الجهادية لأبنائهن وتعريفهن بالجرائم المتواصلة التي يقترفها النظام السعودي إلى يومنا وأن العمل الجهادي والتحلي بمبادئ التضحية والفداء هو السبيل الوحيد لمواجهة الطغيان السعودي المتواصل.
موضحات بأن حرائر اليمن زوجات وشقيقات وأمهات، اثبتن خلال التسع السنوات الماضية من العدوان الغاشم أنهن بجد مدارس عظيمة في الثبات والصمود والإيمان بعدالة القضية والانتصار لمظلومية هذا الشعب، لتثبت المرأة اليمنية للعالم كله إنها أيقونة النصر ورمز الصبر والتضحية والفداء وقد تجلى ذلك في البطولات التي سطرها اليمنيون في ميادين البطولة وجبهات العزة والشرف فمنهم من امتطى صهوة الجهاد وسارع لنيلِ رضوان الله، هائما في ساح العشق الإلهي مقدما روحه قرابين فداء لله ولإعلاء كلمته وللوطن الغالي وكرامة أبنائه، ترك خلفه قلوباً باعت لله وقبلت بأن تسلمَ تلك الأنفسُ التواقة لميدان النزال وخوض غمار تلك المعارك الدامية التي لن تنتهي إلا بنصر مؤزر أَو شهادة عظيمة. ومنهم من ينتظر بلوغ هذا الشرف العظيم، لتستمر قوافل العطاء المؤمنة بأن العيش بكرامة لا يمكن أن يتاح إلا حيث مواكب الشهداء وحيث تسقى الأرض الطيبة بدمائهم الطاهرة
وفي كُـلّ ذكرى تسمو أرواح الشهداء حتى وإن تزايدت أعدادهم، ويظل العزم قابعاً في متراس الإرادَة لا يتزحزح ولا ينثني، فمن دفع بمجاهد، دفع بالبقية، وتستمر قوافل العطاء ونحيا كرماء حينما تسير مواكب الشهداء في هذه الذكرى التي ليست سوى رمزاً للعمل بوصايا العظماء، فلم يكن لدينا ذكرى كهذه لو لم يصنعوا مجدها بعنفوانهم ويرووا أرض جهادها بدمائهم.
وسيلة النجاة
تؤكد العديد من أمهات وزوجات شهداء اليمن الأبرار في هذه المناسبة والذكرى التي تؤلم كل إنسان يمني أن نعمة الهداية هي أهم وأجل نعمة يحصل عليها الإنسان؛ لأَنَّها الوسيلة إلى النجاة والرضوان بإذن الله وتوفيقه، وهذا ما أنعم الله به علينا من خلال المسيرة القرآنية والتي كانت لنا بفضل الله بمثابة المنقذ والمخلص من حالة التيه التي كنا نعيشها، حيث مكنت الجميع من استشعار وعيهم بمسئولياتهم تجاه دينهم وتجاه أمتهم ليجني الوطن وأبناؤه ثمار هذه المسيرة عزة ونصراً وكرامة.
موضحات إن الشهداء هم أكثر الناس استفادة من المسيرة القرآنية والتي حباهم الله بفضلها الهداية والجهاد في سبيل الله وهو الباب الذي لا يفتحه الله إلا لخاصه أوليائه”، وإن ما أنعم الله به على الشهداء لا حصر له ولا عد، ولكن يكفيهم فوزاً أن اصطفاهم الله لهذه المكانة العظيمة وأصبحوا جوار الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أُولئك رفيقا، بعد أن مكنوا بلادهم وشعبهم من العزة والكرامة بفضل تضحياتهم وبطولاتهم وانتصاراتهم التي أذهلت العالم وجعلت جيوش العالم وطغاة الكون يخضعون صاغرين ومنهزمين أمام بطولة وفداء أبطالنا الميامين.
تقول أم الشهيد ماجد عبدالله الذيب في حديثها لـ”لأسرة” لقد أعادوا أمجاد اليمن التليدة وحققوا بفضل تضحياتهم الأمن والأمان لشعب اليمن رغم حجم وضخامة المؤامرات الكونية عليه ،موضحة أن تضحيات الشهداء ودماءهم زرعت فينا روح التضحية والجهاد والعزيمة والصبر والإباء والإحسان والأخلاق والمضي على ما مضوا عليه، ومصدر الهام وتحفيز للاقتصاص لدماء اليمنيين منذ مذبحة تنومة وحتى اليوم.