تشليح المحافظات المحتلة

عبدالله الأحمدي

 

من يعتقد أن هناك خلاف بين السعودي والإماراتي بشأن احتلال اليمن، وتفكيك الجنوب، هو غبي لا يفهم في أبجديات السياسة شيئاً.

الجماعة يلعبون أدواراً، والسذّج يصدقونهم.

السعودية هي التي أتت بالإمارات في خطة وضعها الغرب، لاسيما أمريكا وبريطانيا وفرنسا (لصوص النفط والغاز) لاحتلال اليمن، وبالذات مناطق الثروات النفطية والغازية والسواحل والجزر.

السعودية والإمارات تستنسخان مكونات جنوبية جديدة، فإضافة إلى الانتقالي ومليشياته، أنشأت السعودية مكوناً مليشاوياً جديداً دربته في الشرورة المحتلة، وسمته ( درع الوطن ) وجعلت قادته تحت إمرة المرتزق الخائن العليمي. وقد دخلت في الأسبوع الماضي معبر الوديعة قوة عسكرية قوامها 100طقم من هذه المليشيا في طريقها إلى عدن لمواجهة الانتقالي. وتستعد القوى العفاشية الجنوبية بقيادة أحمد الميسري بإعلان مكون ضد الانتقالي تحت رعاية السعودية؛ إضافة إلى مكون مؤتمر حضرموت الذي يقوده ابن حبريش المدعوم من التجار الحضارم المجنسين الموالين للسعودية والذين يدعون مع مؤتمرهم لانفصال حضرموت عن الجنوب واليمن نهائيا.

وإذا كان الانتقالي يدعو إلى فك الارتباط بالوحدة واستعادة الدولة الجنوبية، كما يزعمون ،فإن مؤتمر حضرموت يدعو إلى انفصال حضرموت عن الجنوب واليمن والالتحاق بالسعودية، بل إن هؤلاء ينكرون يمنية حضرموت في معاداة صريحة لحقائق الجغرافية والتاريخ.

القضية في صناعة هذه المكونات ودعمها من قبل السعودية والإمارات هو التأسيس للاقتتال بين الجنوبيين، حتى يضعفوا ويستسلموا، ويرضخوا لما تقرّه السعودية لهم.

هناك مخطط غربي تقوم السعودية والإمارات بتنفيذه، ومعهم المرتزقة المحليين؛ يقضي هذا المخطط باحتلال مناطق النفط والغاز والجزر والموانئ والسواحل، ومحاصرة اليمنيين في الجبال؛ وإشعال فتن لا تنتهي فيما بينهم، لكي يتقاتلون على الأحجار.

ولا مانع من مدهم بعوامل استمرار الحرب والفناء، من سلاح وعتاد إلى ما لا نهاية؛ شريطة ألا ينتصر أحد على الآخر.

قوات الاحتلال الغربي والسعو/إماراتي التي تجثم على صدور الجنوبيين لن تفرّق بين هذا وذاك من اليمنيين. والدم الذي يسفك في الجنوب على أيدي الاحتلال والمرتزقة لن يكف، طالما والمحتل لم يحقق كل أهدافه.

ولا مخرج للجنوبيين واليمنيين جميعا إلا بالوحدة، ورص الصفوص والوقوف بوجه الاحتلال ومرتزقته ومشاريعه العدوانية.

على الجنوبيين أن يتذكروا عدوان السعودية على جنوبهم في العام ١٩٦٧م، حينما اعتدت على الشرورة والوديعة؛ ومازالت تحتلهما، وأضافت اليهما احتلال الخراخير، وأجزاء من حضرموت والمهرة بما مساحته ٤٢ الف كيلو متر مربع بغية الوصول إلى البحر العربي، بل وحاصرت الدولة الجنوبية لأكثر من ٢٥ عاما، ودعمت المرتزقة لتخريب المنشآت الجنوبية.

لقد كان الهالك عفاش أحرص من العصابات الحالية التي تعرض الجنوب للتمزيق، فقد رفض المشروع السعودي في الوصول إلى البحر العربي، رغم الإغراءات المالية والضعف الذي كان ينخر نظامه.

إن أعداء الجنوب ليسوا في صنعاء، بل في الرياض وأبو ظبي والغرب الذي يقف وراء العدوان السعو/إماراتي.

إن حماية تراب الجنوب واليمن بكاملها لن يكون بمدّ أيدي العصابات إلى الريال السعودي والدرهم الإماراتي، بل بإعداد القوة والوحدة ورص الصفوف، وتوجيه كل البنادق باتجاه العدو التاريخي لليمن ومن يقفون معه، أو خلفه.

 

 

 

 

 

قد يعجبك ايضا