الفرق بين النفوس الخيرة والنفوس الشريرة

 

طاهر محمد الجنيد


خلق الله الإنسان وجعل فيه استعدادات للخير واستعدادات للشر ((انا هديناه السبيلا اما شاكرا واماكفورا)) وزوده الله بملكة الاختيار حتي يحاسب وفقا لما اختاره بيده وما كسبه من حسنات أو سيئات .
وبنظرة متانية في كتاب الله نجد مصداق ذلك، فالنفوس الخيرة تتباطأ وتتنازل في أفعال الشر. وبالعكس نجد النفوس الشريرة تتزايد في أفعال الشر وارادته وتنفيذه .وهنا يمكن الإشارة إلى نموذجين الأول يمثل قيم الخير ولكن انساق إلى الشر بدافع الانانية والاثرة، وهم اخوة يوسف عليه السلام ((اقًتْلُوَا يَوَسِفَ أو اطِرَحُوَه أرضا يَخلُ لُكِمٌ وَجْه أبيكم وَتْكِوَنَوَا مٌنَ بّْعدِةِ قًوَمٌا صّالُحُيَنَ))الُغًايَة الُاسِتْئثُارَ بّحُبّ الأب دِوَنَ يَوَسِفَ، لُكِنَ ذَلُكِ لُنَ يَكِوَنَ الُابّقًتلُ يَوَسِفَ وَهذَا الُرَايَ الُاوَلُ، ثُمٌ انَتقًلُ الُرَايَ الُيَ الُفَعلُ الأخف .اطِرَحُوَه أرضا يَخلُ لُكِمٌ وَجْه أبيكم. وَهنَا نَجْدِ انَهمٌ ٌخافَوَا ْعلُيَه مٌنَ انَ يَطِرَحُوَه أرضا فَيَسِبّبّ لُه الُهلُاكِ فَانَتْقًلُوَا إلى الُفَعلُ الأخف ((القوه في غيابة الجب يلتقطه بعض السيارة ان كنتم فاعلين )) طالما والأمر انكم تريدون التخلص من يوسف فالقوه في غيابة الجب يلتقطه بعض السيارة.
فقد تدرج الأمر في مؤامرتهم علي يوسف، من القتل، إلى الطرح إلى الالقاء في غيابة الجب، وهذا نموذج لنفوس خيرة قارفت الإثم والخطيئة كأمر عارض. بينما نجد الأمر الآخر فعل ، وحال النفوس الشريرة المستعدة للإجرام فانها تتصاعد في الفعل من الأخف إلى الأشد والأشد، ويمكن الإشارة هنا إلى موقف كفار قريش مع النبي صلوات الله وسلامه عليه واله. فقد اجتمعوا وتداولوا الأمر بينهم وكان أول اقتراح، اسجنوه وامنعوا الناس من الوصول اليه، ورفض الأمر لان له أصحابا يحبونه ويفدونه بأنفسهم، ولو تم حبسه لاجتمعوا وحشدوا معهم من يخلصه من الأسر والسجن. وكان الاقتراح الثاني. انفوه خارج مكة، ورفض الأمر لأن كلامه يؤثر في الناس وسيخرج ويجمع الناس حوله ولا تدري مكة الا وقد دهمهم ودخل عليهم. وكان الاقتراح الذي تم الموافقة عليه اختاروا من كل قبيلة فتا شابا قويا وأعطوه سيفا صارما ويتربصوا له أمام منزله صلى الله عليه وآله، ويضربونه ضربة رجل واحد، ويتفرق دمه بين القبائل، وقد سجل القران الكريم تلك المؤامرة على رسوله صلى الله عليه وآله، قال تعالي ((وإذ يمكر بك الذين كفر واليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)) فقد سمى الله سبحانه وتعالى أبطال المكر مكرا، من باب المقابلة، لأنه سبحانه وتعالى لا يمكر، ولكن يبطل مكر الماكرين وبغي المعتدين. نفسي الفدى له بابي وأمي وجميع أهلي. هكذا تدرجت النفوس الشريرة من الذنب والفعل الأخف إلى الأشد والأشد في حق نبي الرحمة والإنسانية من اختاره الله منقذا ومعلما وهاديا ومبشرا ونذيرا. اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه.

قد يعجبك ايضا