الصبر الاستراتيجي تجلى في شخص الرئيس العربي بشار حافظ الأسد ، وتمثل ذلك في الحكمة والصبر ليس على المحنة والمصيبة الكبيرة التي نزلت والتآمر على سوريا وشعب سوريا من أمريكا والغرب والصهاينة، ولكن بالصبر على الأشقاء الأشقياء من بعض الدول العربية والإسلامية التي أرادت لسوريا وشعبها ورئيسها الدمار والخراب ، وساعدت تلك الدول، بل وسارعت إلى تمويل الجماعات الإرهابية المارقة والخارجة عن النظام والقانون السوري والإنساني والديني، في ما يسمى بالربيع العربي المدمر للشعوب والدول التي طالها ذلك الربيع والتآمر في العام 2011 م ومنها الحبيبة سوريا.
وكان من تلك الدول المغذية والداعمة للفتنة في سوريا على سبيل الذكر ” السعودية ، قطر ، الإمارات ، تركيا ” ودول عربية أخرى قد شاركت بصمتها لتنفيذ خطة التدمير على القطر العربي السوري الشقيق والغالي على كل قلب عربي حر ، حيث تداعت تلك الدول العربية والأعجمية على سوريا ،كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها ، ولكن خابوا وخسروا، فقد كان الأسد في منتصبا يذود عن وطنه وشعبه بكل أنفة وبسالة منقطعة النظير ، لم يرف له جفن ولم تهتز له شعرة أو ينحني له رأس ، ولم يأبه بذلك الجمع الغفير من الدول المعادية له ولشعبه ، المتآمرين على سوريا الأصالة والتأريخ والخيرات الظاهرة والباطنة ، وبعد أن فضح الله سرهم ونجواهم وخاب وخسر كل من ناصب سوريا وشعبها ورئيسها العداء ، حتى أنهم علقوا عضوية سوريا في جامعة الدول العربية مدة أثنى عشر عاماً بدون وجه حق غير تنفيذ المخطط الامريكي الصهيوني لتدمير سوريا ، فلم تكن سوريا مطبعة مع اسرائيل أو حليفة ومتآمرة على العرب والمسلمين حتى يتم تجميد عضويتها ويفرض عليها عزلة عربية، بل ويفرض عليها عقوبات اقتصادية وعسكرية من قبل الدول العربية ، بل على العكس من ذلك سوريا دولة مناهضة للعدو المحتل لأرض فلسطين وجزء من الأراضي السورية ، قد احتضنت قادة المقاومة الفلسطينية في أرضها عقوداً ومدتهم بما يلزم من وسائل الدعم المادي واللوجستي ، ومع ذلك نالها ما نالها من العداوة والتآمر !!
غير أنه وبعد كل هذا الصبر العظيم لسوريا شعبا ورئيسا في مقارعة الأعداء ، والنصر المبين على الإرهابيين وقتلة الأطفال والنساء ، وسارقي خيرات الشعوب بلا حياء ، هاهي اليوم سوريا تعود إلى مكانها الطبيعي، وتحضر القمة العربية المنعقدة في السعودية ودورتها الثانية والثلاثون ، وقد تدثرت بثوب العزة والكرامة والنصر على الأعداء ، لتكون قمة عربية سورية بامتياز ، والحقيقة أن القمم السابقة التي غيبت فيها سوريا كانت قمماً بلا روح، ولا قيمة. ويكفينا في هذه القمة أن نستمع ونستمتع بكلمة الرئيس بشار الأسد، أفصح الملوك والرؤساء بلاغة وكلاما، وأصدقهم حديثا .