انتصار جديد للمقاومة الفلسطينية

عبدالفتاح البنوس

 

 

نجحت حركة الجهاد الإسلامي في إدارة معركة ثأر الأحرار، ضد كيان العدو الصهيوني بطريقة متميزة شكلت مصدر قلق ورعب لكيان العدو الصهيوني الذي ظن أن سياسة الاغتيالات واستهداف المنازل ستمنحه النصر، أو ستوقف رد المقاومة البطلة وخصوصا عقب استشهاد القادة جهاد الغنام وخليل البهتيني وطارق عز الدين وإياد الحسني وأحمد أبو دقة ، غرفة العمليات المشتركة للمقاومة الفلسطينية التي قادتها حركة الجهاد الإسلامي بكل ثقة واقتدار نجحت في إفشال مخطط العدو الصهيوني الرامي لضرب الجبهة الداخلية لحركات المقاومة الفلسطينية من خلال استهداف حركة الجهاد الإسلامي وقياداتها ومواقعها ، ولكن وحدة الفصائل الفلسطينية أصاب العدو في مقتل ، فظهر متخبطا وهو يشاهد صواريخ المقاومة تنهمر بغزارة على مستوطناته والمدن المحتلة، متجاوزة منظوماته الدفاعية التي بدت عاجزة عن إيقافها .
الرعب الصهيوني زادت وتيرته، عقب وصول صواريخ المقاومة إلى مدينة القدس المحتلة وصولا إلى أوفاكيم شرقا، وهي المرة الأولى التي تصل فيها صواريخ المقاومة إلى هذا المدى ، على الرغم من الاستعانة بما يسمى بمنظومة مقلاع داوود والتي تحاكي في قدرتها منظومة الباتريوت الأمريكية ، وهو الأمر الذي أصاب الصهاينة بالرعب، وذهبوا للاستعانة بحلفائهم العرب للتدخل من أجل التهدئة ووقف إطلاق النار، بعد أن أدركوا بأن القدرات العسكرية للمقاومة الفلسطينية باتت تشكل تهديدا خطيرا عليهم، ولا سبيل للاستمرار في عدوانهم الهمجي وخصوصا عقب تصريحات الناطق باسم سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي بقدرة المقاومة على توسيع دائرة النار مهما طال أمد المعركة .
لقد وجد الصهاينة أنفسهم في موقف صعب أمام ضربات المقاومة الفلسطينية المسددة التي وصلت للعمق الصهيوني لأول مرة ، فكانت التهدئة هي الخيار الأنسب لهم ، ليسجلوا في سجلهم العسكري هزيمة جديدة تضاف إلى سلسلة هزائمهم العسكرية التي تعرضوا لها على يد أبطال المقاومة الفلسطينية واللبنانية ، في الوقت الذي أضاف فيه أبطال المقاومة الفلسطينية الأفذاذ نصرا جديدا يضاف إلى سجل انتصاراتهم المؤزرة على كيان العدو الصهيوني بعد ملحمة بطولية سطروها بكل شجاعة وإقدام، رغم فارق القدرات والإمكانيات التي تصب في مصلحة العدو الصهيوني .
نعم لقد انتصرت غزة وكل فلسطين ، والجهاد الإسلامي وكل حركات المقاومة الفلسطينية في معركة ثأر الأحرار وأوصلوا رسائل عدة للكيان الصهيوني ، يعكف الأخير على قراءتها وتحليلها ، بعد أن خابت ظنونه بحسم المعركة في وقت قياسي، بعد تحقيق الأهداف التي أعلنها ، رسائل هامة حملتها معركة ثأر الأحرار، أهمها وأبرزها التأكيد على تطور وتنامي قدرات المقاومة الفلسطينية وامتلاكها القدرة على استهداف العمق الصهيوني والرد على الجرائم والانتهاكات التي يمارسها ، وعليه بعد اليوم أن يراجع حساباته قبل أن يفكر في ارتكاب أي حماقات جديدة ، فالمقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي، ولن تنتظر مبادرات للتهدئة ولا وساطات لوقف إطلاق النار ، فالرد سيكون مزلزلا وعلى الكيان الصهيوني أن يتحمل تبعات ذلك .
بالمختصر المفيد، انتصار المقاومة الفلسطينية في معركة ثأر الأحرار، مدعاة للفخر والاعتزاز تستوجب علينا جميعا التوجه بالحمد والشكر لله عز وجل على عونه وتأييده ، ويحتم علينا ذلك المضي قدما في خط ومسار المقاومة والنضال، اذا ما أردنا تحرير الأرض واستعادة الحقوق وحماية المقدسات وصون الشرف والحفاظ على العزة والكرامة ، فلا خيار سوى المقاومة لتحرير فلسطين وكافة المناطق المحتلة من دنس الصهاينة وغزاة العصر ، وإفشال المشروع الصهيو أمريكي الذي يستهدف المنطقة بأموال سعودية إماراتية، وبأدوات نتشارك معها في العروبة والإسلام .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم.. وعاشق النبي يصلي عليه وآله .

قد يعجبك ايضا