الأطماع الاستعمارية الأمريكية في اليمن لا تقتصر فقط على قيادة تحالف العدوان وإمداده بالأسلحة الأمريكية المختلفة التي دمرت البنية التحتية اليمنية وقتلت الشعب اليمني خلال أكثر من ثمان سنوات بل تشمل مخططات استعمارية تهدف إلى بناء قواعد عسكرية أمريكية على تراب اليمن وتحديداً في محافظة حضرموت وبعض المواقع الاستراتيجية في المحافظات اليمنية الجنوبية، وهذا شيء واضح ومكشوف يعرفه أغلب اليمنيين لهذا تعمل الإدارة الأمريكية على عرقلة أي جهود تبذل من أجل إحلال السلام في اليمن سواء جهود أممية أو إقليمية ودولية لأنها تريد أن يبقى اليمن في حالة صراع وحصار اقتصادي وحرب أمنية وعسكرية وتناحر داخلي لكي يتسنى لها الاستمرار في بناء وتشييد قواعدها العسكرية الاستعمارية فهي تدرك أنها لن تتمكن من تحقيق ذلك في حال تحقق السلام في اليمن وعمّ الأمن والاستقرار، لأن الشعب اليمني يرفض تواجدها العسكري على تراب وطنه لهذا تعرقل أي جهود تبذل من أجل تحقيق السلام في اليمن.
حرب عدوانية استعمارية خبيثة يواصل تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي شنها على اليمن واليمنيين بمختلف الطرق والأساليب القائمة على المكر والخداع والأطماع الاستعمارية، حرب اقتصادية وعسكرية وأمنية وسياسية وإعلامية مضى من عمرها ثمان سنوات لكنها اليوم قائمة ومستمرة وتشق طريقها بأساليب شيطانية مخادعة تلبس فيها دول تحالف العدوان ثوب السلام الأبيض وتمارس باسم الهدنة والسلام أعمالاً استعمارية سوداوية قاتمة، تعزف دول العدوان على أوتار السلام في وسائل الإعلام أمام الرأي العام العالمي والإقليمي والدولي ولكنها في الميدان اليمني الجغرافيا والإنسان تحفر بمعول الاحتلال الجزر والموانئ والمطارات والمواقع الجغرافية اليمنية من خلال أعمال ومواقف عسكرية برية وبحرية، تؤسس لاستعمار بعيد الأمد وتستكمل تنفيذ مخططاتها التي بدأتها منذ عام 2015م، وفق الأهداف الاستعمارية التي شنت العدوان على اليمن على أساسها وإن كانت رفعت عناوين أخرى زائفة أثبتت الأيام والسنين زيفها وكذبها إلا أنها اليوم تواصل مشوارها بطرق أخرى أكثر خبثاً وخطورة، تحت شعار (آن الأوان لإحلال السلام في اليمن)، والواقع العملي عكس ذلك وإن ضجت وسائل الإعلام بالحديث عن المفاوضات بين صنعاء والرياض فالمعطيات الميدانية تكشف الحقيقة.
الحصار الاقتصادي قائم ومستمر والولايات المتحدة الأمريكية تواصل بناء قواعد عسكرية لقواتها في حضرموت والنظام السعودي يمارس عدوانه الإجرامي في المديريات الحدودية بمحافظة صعدة ويستهدف المدنيين بشكل شبه يومي، إذ لا يكاد يمر يوم إلا وهناك عشرات الضحايا من المدنيين جراء استهداف قوات العدو السعودي للقرى والمناطق الآهلة بالسكان في شدا، ورازح، والظاهر، وباقم، وغمر، بينما الإمارات تستمر في بناء قواعد عسكرية في الجزر اليمنية وتستمر في شراء مرتزقة يوالونها وينفذون مخططاتها في المحافظات الجنوبية وتفعل ذلك في المخا بقيادة العميل الخائن طارق عفاش وبريطانيا تواصل عملها الاستيطاني الاستعماري في محافظة المهرة، كل هذا الكم الهائل من الأعمال العدوانية الاستعمارية ليس سوى جزء بسيط مما تمارسه وتقوم به دول تحالف العدوان خلال هذه المرحلة، فيما الحديث عن السلام في اليمن في مختلف وسائل الإعلام يكاد يجعل الوهم حقيقة.
صنعاء وقيادتها وشعبها تدرك جيداً طبيعة التحركات الأمريكية الاستعمارية خلال هذه المرحلة وتراقب بدقة تفاصيل المخططات الأمريكية التي تعرقل السلام بل وتتحرك باسمه لتمرير مخططاتها الاستعمارية التي تهدف إلى بناء قواعد عسكرية أمريكية وبريطانية وإماراتية وأجنبية في مختلف المناطق والمدن والمواقع الاستراتيجية اليمنية، وصنعاء وقيادتها وجيشها ترفض ذلك جملة وتفصيلا وتطالب بوقف العدوان وفك الحصار وإنهاء مظاهر الاحتلال وسحب كل القوات الأجنبية من اليمن بشكل كامل لهذا تفاوض وتفتح مساحة كافية وفرصة كبيرة لتحقيق سلام شامل وعادل في اليمن، ولكن في حال استمرت أمريكا وأدواتها في المماطلة وفي عرقلة جهود السلام فإن صنعاء وشعبها وقواتها المسلحة لن تقف مكتوفة الأيدي وسوف تتحرك بقوة وتفعَّل خياراتها العسكرية والأمنية الاستراتيجية لدحر الغزاة والمعتدين وطردهم من اليمن بعون الله تعالى ،الذي له الأمر من قبل ومن بعد وإليه ترجع الأمور.