في المحاضرة الرمضانية السابعة للسيد القائد (عليه سلام الله ورضوانه) للعام 1444هـ ، تحدث حول مميزات شهر رمضان انه الشهر الذي أنزل فيه القرآن الكريم، وهذا يعني الصلة والعلاقة بين القرآن وصيام رمضان، وهذا يعني انه المنهج للهداية للتقوى ، وتحقق التقوى تعني الوقاية من النتائج السيئة، وشهر رمضان فيه ليلة القدر الذي أنزل فيها القرآن، وهي ليلة عظيمة الشأن، وليلة مرتبطة بتدبير الله لشئون الناس، وهذا يوضح تدبير الله لشئون عباده، وفيها يفرق كل أمر حكيم. والقرآن الكريم نزل في ليلة القدر من الله لسعادة وفلاح عباده، والقرآن الكريم كتاب عظيم الشأن ودلالة عظمته انه كتاب الله، وإلا أردنا ان نستوعب عظمة القرآن الكريم، انه من الله خالق هذا الكون بكل ما فيه وهو الرب الإله وهو ربنا واليه مصيرنا، وكلما تذكرت عظمة الله سبحانه في هذا العالم الفسيح سوف تدرك أهمية القرآن وعظمته متصلاً به تدبير الله لنا، وهو صلة بيننا وبين الله سبحانه وطريقة تعاملنا وارتباطنا مع القرآن تؤكد طريقة ارتباطنا بالله، و مصيرنا في الدنيا والآخرة يترتبط بطبيعة علاقتنا بهذا الكتاب العظيم، في الاتجاهين فيما احتواه كتاب الله الحق من الهدى والخير لنا، وبما يتصل بواقعنا وطبيعة حياتنا..
من عظمة القرآن الكريم انه المعجزة الكبرى والخالدة لصدق رسالة نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وهو في إعجازه فيه هداية للناس إلى طريق الحق، وأحكام آيته وما فيه من النور والهدى، وفيه خلاصة الكتب الإلهية، وهو كتاب مصدق ومهيمن على ما سبقه من كتب الله، وبقي مصونا في نصه ولم يحرف، وبقي متوارثا بين الأجيال، وهناك حرب شرسة ضد القرآن منذ نزَوله، محاربة لما يهدي اليه وما يدعو اليه، وأهل الباطل يرون فيه مشكله على ضلالهم، لكن بقيت بركاته ونوره قائما، وله قدسيته العظيمة بين الملائكة، ومن شأن الإنسان الذي يُقرأ القرآن عليه أن يؤسس على علاقة وثيقة به ، ويعني لنا كتاب الهداية والنور والذي ينقذنا من الظلال والضياع، والإنسان بدون القرآن سوف يمتلئ الإنسان بالضلال في الوعي والمواقف، و الضلال له جهات كثيرة لنشره والسيطرة على الناس فكريا وثقافيا، والقرآن الكريم يهدينا للفوز والسعادة ويحصننا من الضلال، والناس بحاجة للاهتداء به، وأول عامل للوصول إلى جهنم هو الضلال، والقرآن الكريم هو النور، والبديل عنه هو الظلام، والظلاميون يسيرون بالناس إلى الشقاء بعيدا عن الاهتداء بالقرآن، ولا تتحق التقوى الا بالقرآن والارتباط به في مسيرة الحياة، و ثقافتهم وعقيدتهم ومواقفهم وتصوراتهم قرآنية مستمدة من القرآن ، و هذا هو حال المتقين..
القرآن الكريم في أثره التربوي، هو تزكية للنفس وسمو للأخلاق والروح ، و تطهير للنفس والمشاعر والوجدان ، وهو شفاء ورحمة للمؤمنين، وهذا اهم ما يمكن أن نستقيده من القرآن الكريم، له أثره العظيم في العلاقة الإيمانية بالله العلي العظيم، وفي الإحساس بالقرب من الله والسمو النفسي وقيمة العلاقة المطمئنة بالله سبحانه وتعالى، وذكر الله أول ما فيه هو القرآن الكريم، ويهدي الطمأنينة في تحرك الإنسان بهذه الحياة، ويمنح الله من خلال القرآن الإنسان الخشوع والطمأنينة العظيمة والأُنس والثبات في حياته ، وهذه حالة راقية جدا، لمواجهة اكبر التحديات، والقرآن هو أساس الرسالة الإلهية وهو أساس التقوى، من خلال إيماننا انه كتاب الله، وبقدسيته، وعلى المستوى العلمي ان يكون لدينا اهتمام كبير في تلاوته وإتقان قراءته، و في شهر من أهم العبادات هو تلاوة القرآن، ويجب أن لا تفوتنا الفرصة المهمة في هذا الشهر، بالاهتمام بقراءته وتلاوته وتدبره، وعلى الإنسان ان يحرص على تلاوة القرآن أو الاستماع له، والتزكية للنفس والحفاظ على الروحية الإيمانية، ولهذا قد جعل الله سبحانه إلزامية قراءة القرآن بالصلاة، فالقرآن فيه قربة من الله، وهذه فضيلة القرآن والأجر على تلاوته أجر عظيم وكبير، والإنسان المبتعد عن القرآن يتأثر سلبا، ويجب التدبر بالقرآن والتركيز به بدون شرود ذهني، للاستفادة والانتفاع..
مسئوليتنا تجاه القرآن الكريم هي الاتباع له على كافة المستويات ، لنقي أنفسنا من عذاب الله، ويوم الحساب يحاسبنا الله على أساس كتابه وأتباعه والالتزام العملي به، وبركته بما فيه من العلوم يحيط الطمأنينة بالنفس، وعلينا أن ندرك مخاطر الابتعاد عن القرآن، ففي الدنيا يأتي العذاب على شكل الشقاء، وفي الآخرة النار والعياذ بالله، والحال خطير والوزر ثقيل والحمل سيئ، على مستوى التوجه العام يذهب بالإنسان إلى نار جهنم، وعلى المستوى التفصيلي والعملي أيضا ، فاذا أعرض الإنسان في هذا المستوى عن القرآن، وهذه حالة خطيرة جدا على حياة الإنسان وخاصة في مسألة المواقف و الرغبات والشهوات والمخاوف، الإنسان مصيره مرتبط بمدى ارتباطه بالقرآن وفي ذلك الخير والفلاح والفوز. ونحن كأمة إسلامية نشهد هذه الأيام حربا على كتاب الله، وقد تكررت حالات إحراق المصحف، وجرائمهم تلك تشكل خطورة عليهم، وأولها التورط في الفساد الأخلاقي والمثلية والارتباط بالشيطان، يقودهم في ذلك اللوبي الصهيوني اليهودي، يسعى لتفريغهم من إنسانيتهم، وهذا يسبب لهم الكثير من المشاكل والأزمات ومجتمعاتهم غارقة في الأزمات الأخلاقية والتفكك، وكلما غيبوا الرسالة الإلهية كلما توحشوا وانحطوا، والواقع يشهد، لأن الوعيد الإلهي وعيد صادق، ويجب أن يكون لنا موقف نحن المسلمين، فالعداء للقرآن هو عداء للإسلام كله، والموقف الإسلامي ليس مكلفا، ولكن له تأثير كبير على أعدائهم. فالغرب صنمه الأكبر هو المال، وإذا توحدت الأمة الإسلامية في دعوة جامعة لمقاطعة بضائع تلك الدول التي تحُرق فيها المصاحف وهذا هو الموقف الصحيح والفاعل، ليحترموا هذه الأمة، والواجب هو التوجه نحو القرآن، أثر القرآن في بركاته وصلته بالله عظيمة جدا..