(داعش والإرهاب) أسطوانة أمريكا والغرب..! 1

طه العامري

 

 

بالأمس كانت (القاعدة، وطالبان)، ذريعة أمريكا والغرب ومبررهم في ما أطلقت عليها (الحرب على الإرهاب، أو مكافحة الإرهاب).. وتحت هذه الذريعة والمبررات تم غزو أفغانستان والعراق، واستباحة سيادة الصومال واليمن وبقية الأقطار والدول في أكثر من قارة ونطاق جغرافي..!
في العراق أجبرت المقاومة قوات الاحتلال الأمريكي على المغادرة بعد سنوات من النهب والسرقة والتدمير وزرع الفتن وإثارة النعرات، ولأنها لم تؤمن بفكرة المغادرة، فقد سحبت بعضاً من معداتها العسكرية من العراق إلى قواعدها في الكويت، وقطر، والأردن، ثم أطلقت تحذيراتها من إرهاب (داعش) وهو النسخة المطور من (القاعدة)..!
و بذريعة مكافحة إرهاب داعش، عادت أمريكا للعراق، وترابط في شمال سوريا، وتستبيح سيادة دول القرن الأفريقي وصولا إلى المحافظات الشرقية في اليمن، فأمريكا تحارب داعش حيث توجد الثروات، وحيث النطاقات الجغرافية الداخلة في طبوغرافيا النفوذ الجيوسياسي..!
إذا توقفنا وتعمقنا في رصد سلوك المكونات أو الجماعات الإرهابية أو التي وضعت _أمريكياً _لتكون بمثابة ذرائع تستمد منها أمريكا شرعية استباحتها لسيادة الدول بذريعة مكافحة الإرهاب، أقول إذا ما تأملنا جيداً في هذا الجانب سنجد أن أمريكا هي (الإرهاب) وهي المعمل الذي أنتج كل هذه المسميات الإرهابية، حكمها حكم الأسلحة البيولوجية التي تنتجها أمريكا في أكثر من مختبر من مختبراتها السرية التي وزعتها على أكثر من دولة في آسيا وأفريقيا والوطن العربي، وما كان أحد يتوقع هذا السلوك الانحطاطي لدولة بحجم ومكانة أمريكا لولا العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، التي كشفت الكثير من الحقائق التي كانت مخفية والمتصلة بسلوكيات ومواقف أمريكا ومن يتبعها من الأنظمة والدول المرتهنة لها.
أمريكا بدورها لم تخف هذه الحقيقة وشهادة السيدة (كلينتون) أمام لجنة الاستخبارات في الكونجرس كافية للتأكيد أن أمريكا هي صانعة الإرهاب وهي من اتخذته ذريعة لاستباحة سيادة الدول والسيطرة عليها والتحكم بقرارها، وأيضا من أجل نهب ثروات هذه الدول..!
ألم تقل (كلينتون) إن أمريكا ومخابراتها هي من أوجدت تنظيم القاعدة وموّلت وأهّلت ودَرّبت كوادره ودعمته بالمال والسلاح..؟!
ألم يعش (أسامة بن لادن) زعيم هذا التنظيم ويتربي في كنف شقيقه (سالم) في أمريكا، و(سالم بن لادن) كان مستشاره وشريكه والأقرب إليه في أمريكا هو (جورج بوش _الأب)!
ولسنوات كان جورج بوش الابن، هو زميل ورفيق أسامة بن لادن..!
وكما جمعت المصالح أسرتي بوش وبن لادن جمعتهما أيضا العلاقة الأسرية التي دامت حتى وفاة سالم بن لادن في حادث تحطم طائرته الخاصة وهو يقوم بحركات بهلوانية جوية حين اصطدمت طائرته بخطوط الضغط العالي الناقلة للتيار الكهربائي، ليدخل أسامة بعد حادثة مقتل شقيقه في أزمة نفسية، إذ كان متعلقا جدا بشقيقه بعد وفاة والده، ليعود للمملكة، ثم خرج من عزلته باتجاه السودان، وهناك التقاه (عبدالله عزام) الذي كان مسؤولا عن المجاهدين العرب في أفغانستان ومنسق العلاقة بينهم وبين المخابرات الأمريكية، وكان عمر عبدالرحمن منسق هذه العلاقة، وهو من قدم (عزام) للأمريكيين، وقد تمكن (عبدالله عزام) من إقناع بن لادن بالسفر لأفغانستان والجهاد فيها ضد أعداء الإسلام..!
وأسعدت هذه الخطوة الأمريكان الذين راحوا يتعاملون مع بن لادن ويتجاهلون (عزام)، وقد بنى الأمريكان موقفهم هذا لعدة اعتبارات منها أن بن لادن صديق قديم ومقرب ومن أسرة صديقة لأمريكا وخاصة لأسرة بوش، وثانيا أن بن لادن كان قد حصل على (200مليون دولار) نصيبه من ثروة والده، وبالتالي لن يكون عبئا على أمريكا التي كانت تجد صعوبة في عملية الإنفاق بصورة مباشرة خشية من تسرب وثائق أو معلومات تؤكد ارتباطها مع جيوب التطرف، التي كانت غالبا ما توجه بعض الأنظمة الخليجية التابعة لها بتمويل مثل هذه الجماعات..!
ومع الانسحاب السوفيتي من أفغانستان وتفجر الصراعات الدامية بين الفصائل الأفغانية (المجاهدة)، تفجر الخلاف بين بن لادن وعبدالله عزام فتمت تصفية الأخير من قبل الأول، ليتمكن بن لادن بعد ذلك من إشهار تنظيم القاعدة وبرعاية ومباركة أمريكية..
يتبع,,

قد يعجبك ايضا