إنهم المرابطون.. ومن مثلهم؟

إحترام المُشرّف

 

 

لنتحدث عنهم، عن هؤلاء الذين نظروا فوجدوا أمامهم نموذجين، أحدهما: من تقلدوا المناصب وتطاولوا في البنيان، والآخر: هم الشعث الغبر الذين اختلطت دماؤهم بتراب أرضهم، إنهم من نظروا للنموذجين وتفكروا وتدبروا واختاروا وكانوا موفقين في اختيارهم.
لنتكلم عنهم قبل أن ينتقلوا إلى روضات من سبقهم أين كانوا ومن أين أتوا ومن خلفوا وراءهم؟ فهم من يستحقون أن نتكلم عنهم وهم من يستحقون أن نمدحهم ونثني عليهم.. من هم هؤلاء؟
إنهم السادة والقادة والشرفاء والصادقون والأولياء إنهم هم الزاهدون والنجباء من عباد الله، إنهم من صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا .
لقد عرفتم من نعني ومن هذا نعتهم وتلك صفاتهم، إنهم المجاهدون الحامون للأرض والعرض المرابطون في الجبهات، إنهم من فراشهم الأرض ليحموا من هم على الأسرّة نائمون ولحافهم السماء ليكتمل الدفء لمن يخافون برد الشتاء.
المرابطون هم من تركوا العيش الرغيد وارتضوا بالخبز الجاف، هم من تركوا المدن والقرى، ليحموا أهلها وسكانها، هم من جندو أنفسهم لحماية الأرض ولم يمنوها بمناصب الدنيا، هم من يجيدون عمل التحصينات والمتارس ولا شأن لهم بتشييد القصور والمباني.
هم من يتقنون المناورات مع العدو ولا يلتفتون لمن يعقدون الصفقات، هم من تخلوا عن أحذيتهم ومشوا حفاة في جبهات العز ولم تغرهم العربات الفارهة، هم من عرفوا أنهم هم الملوك لا غيرهم وملك غيرهم فان، وهم العظماء وعظمة غيرهم إلى زوال.
المرابطون في سبيل الله هم القادة في معسكرات الرجال والذين يتخرج من متارسهم من نالوا الفوز العظيم وتقلدوا وسام الشهادة الذي ليس له ما يضاهيه من الفخر،
إنه وسام الخلود والبقاء وعدم الموت والفناء وانتقلوا إلى روضاتهم فرحين مستبشرين بما نالوا منتظرين لإخوانهم الذين ما زادهم تشيّع من سبقهم إلا إصرارا وعزيمة وثباتا أن يكملوا ما بدأوا به، الذين ارتقوا وهاهم مازالوا في رباطهم مرابطين.
الشُهداء فازوا وتجاوزوا مرحلة الاختبار، هم أحياء في وجداننا، أحياء في قلوبنا، في مشاعرنا، لن ننساهم، ولن ننسى مآثرهم، لن ننسى مواقفهم، لن ننسى صبرهم ومصابرتهم، لن ننسى ما كانوا عليه من الروحية العالية.
والمرابطون مازالوا في هذا الطريق الطويل والذي نهايته كلها شرف وفخر إما نصر وفتح مبين، أو شهادة وجنات النعيم، وهم تاج على رؤوس الجميع، هذا هو الفخر لمن أراد الفخر وذاك هو العز لمن أراد العز، وهذا هو المنصب الأحق بالمنافسة والذي لا يتنافس عليه إلا رجال الرجال وذلك هو الفوز العظيم.

قد يعجبك ايضا