الشهيد القائد.. وعي ومشروع تنويري لن ينطفئ

مشروع السيد حسين انطلق من عنوان كبير هو «عين على الأحداث.. وعين على القرآن»

 

 

ركز منذ البداية على تصحيح الثقافات المغلوطة الطارئة على القيم الدينية وعادات المجتمع اليمني الذي حاولت أمريكا سلبه حتى سلاحه الشخصي

في ظل التحرك الكبير لأمريكا والصهيونية للسيطرة على العالم بما فيه الأرض العربية ومقدساتها بالذات وتجريدها من هويتها الجامعة عبر سياسة التفريق تحت عنوانين مذهبية وطائفية مستخدمة الإرهاب أداة صنعتها للوصول إلى أي أرض تريد السيطرة عليها تحت ذريعة محاربته، كان السيد حسين بدر الدين الحوثي في ذلك الوقت يتابع ما يحدث بشدة بالغة، وفي الوقت الذي انخدع العالم بأمريكا وصدقوا تبريراتها في القضاء على الإرهاب، كان السيد حسين متنبها لتحركاتها الخبيثة خاصة بعد أحداث تفجير برجي التجارة العالمي في الحادي عشر من سبتمبر من العام “٢٠٠١” ، الذي الصقت تهمة تفجيرهما بالإسلام والمسلمين، من هنا اوقد السيد حسين -سلام ربي عليه- ثورة الوعي تحت قاعدة “عين على الأحداث وعين على القرآن “، من خلالها بدأ بتصحيح الثقافات المغلوطة الطارئة على القيم الدينية وعادات المجتمع اليمني الذي حاولت أمريكا سلبه حتى سلاحه الشخصي.
من هنا ادركت أمريكا خطر السيد حسين على مخططاتها الخبيثة، فاوعزت للسلطة آنذاك بقتل السيد حسين للقضاء على مشروعه التنويري ومن فورها السلطة توجهت لتنفيذ الأوامر وشنت حربا على السيد حسين واتباعه وبالمكر تمكنت من قتله وظنوا أنهم بذلك تمكنوا من قتل مشروعه معه، ولكن ذلك لم يكن لهم إنما كان قتلهم للسيد حسين بداية النكسة لهم وغضب عليهم من الشعب الذي ثار على جريمة قتل السيد حسين، وأما المشروع القرآني فقد اتسعت رقعته بفضل اتباع الشهيد القائد بقيادة السيد “عبدالملك بدرالدين الحوثي” الذي قاد المسيرة بحنكة عالية جدا أدت إلى خروج أمريكا من اليمن، لتأتي بهذا العدوان بخبثه وخبيثه حنقا على شعب أفشل مخططاتها، لكنها فشلت للمرة الثانية في الرجوع على اليمن رغم بشاعة عدوانهم كون الشعب اليمني صار واعيا جدا ومتشربا للثقافة القرآنية التي جعلتهم يصمدون ويقاومون ويحولون التحديات إلى فرص كسرت هيبة أمريكا وكل من تحالف معهم في هذه الحرب.
نقرأ في هذا الاستطلاع الذي اجراه المركز الإعلامي بالهيئة النسائية- مكتب الأمانة مع عدد من الإعلاميات والناشطات الثقافيات احاديث تناولت ذكرى استشهاد السيد حسين سلام الله عليه ..نتابع :

الأسرة/ خاص

بداية تقول الناشطة الثقافية هناء أبو نجوم المحاقري إن الحديث عن الشهيد القائد رضوان الله عليه، هو حديث عن الإنسان الذي جسد كل معاني الإنسانية في حياته، هو حديث عن الرجل الذي تجلت فيه أسمى آيات الرجولة، حديث عن الشجاعة التي أذهلت الجميع، حديث عن الإباء والعزة الإيمانية عن القيم العظيمة والمبادئ السامية، حديث عن القرآن الكريم ببصائره وبيناته وهداه.
وأوضحت المحاقري أن الشهيد القائد شخصية استثنائية حيث كان يمتلك نظرة واعية وحكيمة في كل شيء الأمر الذي جعله يعي بخطورة أعداء الله فتحرك بالمشروع القرآني تحرك أمام كل التحركات والتحديات المليئة بالمشاكل والفتن فكانت مسيرته مسيرة جهاد عمل فيها على كشف ضلال الوهابيين ودجلهم وكذبهم وعمل على استنهاض همم العلماء والمثقفين من اجل تحصين المجتمع بالفكر الصحيح المستمد من القرآن الكريم وقرنائه بدءا من رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله ومرورا بأعلام من أهل النبوة ،فتحرك وساهم في بناء مدارس علمية وشارك في إقامة الدورات والحلقات العلمية والندوات التي تحصن المجتمع
وذكرت المحاقري أن الشهيد القائد تحرك من منظور القرآن، فعندما كان في مجلس النواب وانتخبوه عام 1992 م قال (أنا لا أعدكم بشيء ولكن أعدكم ألا أمثلكم في باطل ).
فعرف الشهيد القائد بين الأعضاء برؤيته الحكيمة ونظرته الثاقبة وقدرته البيانية وشجاعته في مواجهة الباطل والصدع بالحق، وأنه لا يخشي في الله لومة لأئم.
ثورة وعي
وتابعت تقول :إن الشهيد القائد سلام الله عليه من خلال تحركه بالقرآن كشف الأهداف الأمريكية في اليمن منذ وقت مبكر وتحدث عن خطورة دخول الأمريكيين إلى اليمن وعن أطماعهم الكبيرة في السيطرة على باب المندب وأنهم يريدون تحويل قاعدة العند إلى قاعدة عسكرية لهم وأنهم جاؤوا إلى اليمن محتلين ، وأضافت أبو نجوم: وكما بين الشهيد القائد أن في هذا الزمان أن من الأشياء التي تؤدي إلى استحكام قبضة الأعداء على الشعوب هو أن حكوماتهم تخدغ من قبل الآخرين فيخدعوننا هم ونحن نتربى على أن نقبل ما جاء من حكوماتنا لأنه لا يهتدي بالقرآن ليعرف ما هو الموقف الصحيح الذي هو مصلحة للشعب لان الشعوب هي التي تتضرر الشعوب هي الضحية ، واذا لم تعرف الشعوب من هو عدوها وتعرف من هو المشكلة في إهانة الشعوب ستصبح هي المتضررة،
وذكرت هناء أبو نجوم أن الشهيد القائد كشف مخططات رهيبة وفساد زعماء وشعوب فساد أخلاقي وإعلامي مما يهيئ لليهود أن يحققوا أهدافهم بشكل سلس وسهل، وبين الشهيد القائد أعمالهم من خلال قول الله تعالى ((إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون)) ومن خلال النظرة القرآنية والتحرك العملي الصادق كشف زيف وخداع ومكر أعداء الله على يد أولياء الله ودائما الدماء تنتصر على السيوف .
وأوضحت المحاقري أن كل ما ذُكر خلق وعياً لدى الشعب اليمني، وهو ما كانت تخافه أمريكا، وبالتالي أو عزت للسلطة آنذاك بقتل السيد حسين وفعلا السلطة نفذت الأمر بعد ان أعلنت الحرب عليه وقتلته بطريقة ماكرة.
وفي ردها على سؤال: هل انتهى مشروع القائد بقتله أجابت المحاقري: المشروع القرآني مشروع عظيم وقوي وقد كشف كل المؤامرات وجعل كل أعمالهم إلى زوال بفضل هذا المشروع الذي هو اليوم حاضر في الساحة الإسلامية حضوره القوى في بناء الأمة البناء الصحيح المبني على الاعتصام بحبل الله جميعا على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأكدت هناء ان المشروع القرآني لم ينتهي بمقتل الشهيد القائد وإنما زاد وعي وعزة وقوة وثبات وعزيمة لانها عرفت من هو العدو الحقيقي للأمة وارتبطت بالقضايا الكبرى للأمة وتحركت على أساس المواقف الصحيحة في المولاة لأولياء الله والمعاداة لأعداء الله، وبهذا المشروع قهرنا أمريكا وإسرائيل وكل المنافقين لأننا عززنا في نفوسنا أننا ننطلق في مسيرتنا الجهادية من منطلق العبودية لله وحده.
واختتمت المحاقري حديثها بالقول: بفضل الله وبفضل المشروع القرآني للشهيد وما أحدثه من وعي في أوساط الشعب نرى اليوم ان طوق النجاة للأمة هو التحرك في سبيل الله تحت راية أعلام الهدى المتمثلة اليوم بسيدي ومولاي السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي، وبفضل الله وتحركات الصادقين المستشعرين المسؤولية نرى انتصارات عظيمة وكبيرة نرى تأييد الله وعونه ورعايته نرى العزة والكرامة والفوز العظيم أننا في مسيرة الحق والجهاد.
يواجه أمريكا
بدورها الناشطة الثقافية بشرى خصروف تقول: إن من أكثر الدوافع لقتل السيد حسين هو موالاة السلطة لأعداء الله أمريكا وإسرائيل وإنسياقها لأمرهم بعد معرفتهم أن السيد حسين سلام الله عليه هو كلمة الحق التي ستواجه كل باطلهم وطغيانهم وجبروتهم لذلك عمدوا إلى قتله لأنهم أيضا عرفوا أن المشروع القرآني الذي تحرك به السيد حسين مشروع حق فضح تحركات أمريكا في المنطقة بشكل عام واليمن بشكل خاص التي قد كانت تحت وصايتهم ولم يكن للسلطة إلا الاسم فقط.
وأشارت خصروف إلى أنهم بعد أن شنوا حربهم على السيد حسين وأتباعه ومشروعه القرآني وقتلهم للسيد حسين وبعض من اتباعه واقتياد الكثير منهم للمعتقلات كان باعتقادهم انهم بفعلهم هذا سينتهي الحق والخير والهداية وتتكتم أفواه الناس وتعمى قلوبهم عن الحق، وبذلك يعيش الناس في الضلال دائما وابدأ وينتهي المشروع القرآني ولكن إرادة الله تدخلت في صحوة الشعب اليمني، وبفضل العلم السيد عبدالملك والناس الشرفاء من أبناء الشعب اليمني الذين تشربوا الوعي من منهج الشهيد القائد القرآني وواصلوا مسيرته وتحركوا في نفس المسار الذي سار عليه في توعية الناس وفضح خطط أمريكا والصهيونية.
وأوضحت خصروف ان للسيد حسين الدور الأكبر في إنهاء التواجد الأمريكي في اليمن كونه فضح تحركات السفير الأمريكي الذي أصبح هو من يحكم ويتحكم بمصير الشعب وأرضه وثروته ومحاولته أيضا الايعاز للسلطة بنزع أسلحة الشعب الشخصية وسلب اليمن أسلحتها الدفاعية، وأيضا هو من أكد على أن الإرهاب صناعة أمريكية والقاعدة تتحرك بأمر أمريكا.
وأضافت: ان السيد حسين اتخذ من الصرخة والمقاطعة سلاحاً لمواجهة أمريكا كأقل القليل وهو أول من واجه الظلم والطغيان من قبل مليشيا الحكومة آنذاك،
وأكدت خصروف على أن الشهيد القائد أحدث ثورة وعي في الشعب اليمني الذي ثار على مخططات أمريكا وجعلوها تخرج تجر أذيالها من اليمن وفيما بعد جاؤوا بهذا العدوان لاستعادة الهيمنة على اليمن، لكن ومع ما للسيد حسين سلام الله عليه من تأثير بالغ في نفوس المؤمنين في التحرك نحو ميادين الجهاد والبذل والعطاء بكل ما يمتلكونه (بالمال بالنفس بكل شيء) ولذلك هم ارخصوا أرواحهم ودماءهم لاعلاء كلمة الله سبحانه وتعالى، اقتداء برسله صلوات ربي عليهم ومن ثم اقتداء بالعترة الطاهرة من آل البيت وواجهوا هذا العدوان بكل شجاعة .
وتضيف خصروف :إن مانحن عليه اليوم من عزة وكرامة وما يسطره اليمنيون من انتصارات على العدو رغم الفارق الكبير في حجم التسليح ورغم المعاناة من الحصار كله يعود للشهيد القائد ومشروعه القرآني فسلام ربي عليهم أجمعين.
أعداء الحق
الناشطة الثقافية غادة حيدر تقول في حديثها: ان الله سبحانه وتعالى وصف أعداء الله وأعداء الحق بأنهم (يقتلون الذين يأمرون الناس بالقسط).
لذلك فالسيد حسين -سلام الله عليه- حين نطق بالحق وفضح مخططات العدو من خلال القرآن جعله محل استهداف لهم لرفضهم وانكارهم وكفرهم بالله وبدين الله الإسلام وحقدهم وحسدهم للمسلمين والقرآن الكريم وخوفهم من عودۃ القرآن إلی أوساط المسلمين والاهتدا به والتطبيق العملي لما جاء فيه واتخاذه منهجاً يُتبع.
أوضحت غادة ان كل ما سبق هو ما جعلهم يتخذون مع الشهيد القائد نفس الأسلوب ونفس الطريقة التي نهجوها مع أنبيائهم ورسلهم والنبي محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين في عدائهم وقتالهم ورفضهم لمشروع الرسالات الإلهية السماوية.
وعلى صعيد آخر أشارت حيدر إلى أن ما جاء به الشهيد القائد ليس بجديد كما كانوا يدعون وانما هو منهج الله وتشريعاته وهديه للناس قدمه الشهيد القائد كمشروع حضاري تنويري قيمي أخلاقي فيه بصائر للناس وهذا ما أزعجهم وأربكهم لانهم يعرفون جيدا ان بعودۃ القرآن إلى واقع حياة الأمة الإسلامية يعني عزتها وانتصارها وقوتها وهيمنتها.
سلاح وموقف
وحول دور السيد حسين في إنهاء التواجد الأمريكي في اليمن قالت غادة حيدر: أتى دور الشهيد القائد كدور ريادي وبارز ومركزي في إنهاء التواجد الأمريكي من خلال عدۃ خطوات انتهجها وهي تأتي تباعا كالتالي الشعار الذي فضح زيف وادعاء أمريكا انها بلد تدعم الحريات والذي ومن خلال انه سلاح وموقف رد العدو الی الواجهة وأثار السخط ضده، وكشف الشهيد القائد من خلاله مؤامراتهم وخططهم وأساليبهم واظهر مواقفهم التي كشفت عداوتهم الشديدة لليمن والإسلام والمسلمين.
وأضافت غادة حيدر: تأتي المقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية سلاحاً فعالاً في المواجهة، ولأنهم كما عبر عنهم القرآن الكريم بأنهم أوهن من بيت العنكبوت سرعان ما تلاشی تواجدهم وتضعضعت أركانهم وتهدمت أحلامهم وانهارت مشاريعهم الشيطانية الإفسادية اللاأخلاقية في احتلال الأرض وتمزيقها وتفريق أبناء الأمة والشعب اليمني الذين تسلحوا بسلاح الوعي في مقارعة دول الاستكبار وعلى رأسها أمريكا وإسرائيل والذي انتهجوه ووعوه من كتابهم الكريم ودروس من هدى القرآن الكريم التى قدمها الشهيد القائد رضوان الله عليه .
وأكدت على ان مشروع الشهيد القائد لم ينته بقتله كما أرادت أمريكا والصهيونية، بل على العكس والنقيض تماما بفضل وبركة ما قدمه الشهيد القائد كشاهد حي فينا ننتهل من مناهله ومنابع الأخلاق ومعين الفضائل والخصال والشمائل الحسنة والحميدة، ومن خلال ما قدمه كمنهجية واضحة البيان عن معرفة الله والثقة بالله ووعده ووعيده وما قدمه مما يفضح ويبين حقيقة اليهود ويعريهم بأنهم الأعداء الحقيقيون لهذه الأمة تنمی الوعي الشعبي حولهم، وعرفهم بحجمهم الطبيعي وإمكانيتهم الضعيفة والعاجزة أمام قوۃ وقدرۃ الله مقابل ما يعرضونه من ترسانة عسكرية لإرهاب المسلمين، بل وغدت الأمة اكثر صلابة وقوة ومنعة وحصانة في مواجهتهم من خلال ما قدمه أعلام الهدى كالإمام الخميني رحمة الله عليه والشهيد القائد رضوان الله عليه.
وعلى ذات السياق أكدت غادة على ان تأثير الشهيد القائد فيما تعيشه اليمن اليوم من انتصارات وعزة وكرامة يأتي من خلال ما نلمسه اليوم في واقعنا كشعب يمني من انتصارات واندفاع لمجاهدة الطغاة وأعداء الأمة وتصديهم لكل مظاهر العدوان ما هو إلا ثمرة من ثمار المشروع القرآني العظيم ذلك المشروع الحضاري التنويري القيمي الأخلاقي الذي انعكست نتائجه في الواقع وأثمرت عزة ونصراً وتمكيناً من خلال استجابة وتفاعل الشعب اليمني معه، والذي جسد الولاية الإلهية الحقيقية في الواقع، ومثل الهوية الإيمانية اليمانية والذي يعبر عن مصداق لقوله سبحانه وتعالى ( ومن يتول الله ورسوله والذين أمنوا فإن حزب الله هم الغالبون ).
النكسة لأمريكا
وأفادت الناشطة الإعلامية دينا الرميمة تقول في بداية حديثها: سعت أمريكا ومن خلفها الصهاينة لتجريد الأمة الإسلامية من هويتها الجامعة وحولوها إلى أمة مشتتة عبر سياسة التفريق تحت عنوانين طائفية ومذهبية ساعدهم في ذلك الفكر الوهابي الذي حرف الكثير من المبادئ والقيم للإسلام بما يخدم أعداءه، وبهذا ضربوا مفهوم الوحدة والأخوة الإسلامية وحل محلها العداء والفرقة والتراخي، هم كانوا أيضاً يصنعون الحدث ويوظفونه بما يعود عليهم بالنفع عبر تطويع الناس لهم واصبحوا يعملون لصالحهم بما يمكن الكيان الصهيوني من توسيع نفوذه في الشرق الأوسط والمقدسات الإسلامية.
كما حدث في الحادي عشر من سبتمبر 2001 من ضرب أبراج التجارة العالمي في نيويورك الذي وصفوه بالعمل الإرهابي والصقوا تهمة الإرهاب بالإسلام وأهله بينما لم يكن إلا صنيعة أمريكا، منه بدأت حملتها لمحاربة الإرهاب بهدف احتلال ما شاء لهم من الدول.
وأضافت الرميمة: في هذه الأثناء كان السيد “حسين بدر الدين الحوثي ” هناك في اقصى الشمال اليمني يرقب ما يحدث في العالم بشكل عام وفي بلده اليمن التي أصابها المس الأمريكي بخبثه، وصار سفيرها هو المتحكم الأول بالشأن اليمني، بينما القيادة اليمنية آنذاك لم تكن إلا مجرد واجهة فقط تنفذ ما يمليه عليها وبخنوع مخز.
وأشارت الرميمة إلى أنه من هنا اوقد السيد حسين سلام ربي عليه، ثورة الوعي تحت قاعدة “عين على الأحداث وعين على القرآن “، من خلالها بدأ بتصحيح الثقافات المغلوطة الطارئة على القيم الدينية وعادات المجتمع اليمني الذي حاولت أمريكا سلبه حتى سلاحه الشخصي، فتحرك السيد حسين ضمن وظيفة القرآن كونه كتاب هداية للأمة في قضاياها ومشاكلها كتاب يرتبط بالواقع والحياة في زمن غُيب القرآن وأصبحت الحلول تنتظر من الأعداء، فتحرك بالقرآن ليلامس مشاكل الأمة بمعرفة صحيحة ورؤية عميقة سلسة يفهمها الناس بكافة طوائفهم ومستوياتهم العلمية.
وأشارت إلى ان مقولته الدائمة في مشروعه القرآني (إن وراء القرآن من نزّل القرآن)، وبدأ بتحذير الناس من خطر أمريكا، وخطر التولي لليهود الذين ذكرهم القرآن بالعدو الاول للمسلمين، ومن القرآن الكريم استنبط صرخة (الموت لأمريكا والموت لإسرائيل) وامر اتباعه بترديدها كأقل موقف يمكن اتخاذه ضد العدو الحقيقي للأمة إلى جانب مقاطعة البضائع الأمريكية، الأمر الذي تنبهت له أمريكا وعرفت مدى خطورة هذا المشروع على مخططاتها الاستعمارية ليس لليمن فقط إنما لكل الدول التي تسعى للسيطرة عليها.
وأوضحت أنه لهذه الأسباب أصدرت أوامرها للسلطة بالقضاء على هذا المشروع وصاحبه!!، ومع ان السيد حسين لم يأت بجديد ومع ان مشروعه كان مشروعاً للأمة وضمن القرآن ولا يوجد أي مبرر للسلطة لقمعه كونه لم يكن مشروعاً شخصياً كما ادعت السلطة آنذاك ان السيد حسين يدعي النبوة أو المهداوية إلا ان السلطة توجهت لقمعه عبر سجن الكثير من المنتمين اليه وتعذيبهم ومن بعدها توجهت إلى مران بكامل ثقلها العسكري للقضاء على السيد حسين واتباعه في معركة لم تكن متكافئة العتاد والعدة وبالأسلحة الثقيلة قصفوا منطقة مران فقتلت ودمرت ولكنها لم تفلح بمرادها كون السيد واتباعه واجهوها بقوة إيمانهم ولذلك لجأت إلى الخدعة عبر إرسال الوساطات تزعم فيها الصلح.
ونوهت دينا بأن يومها استجاب السيد حسين للصلح حقنا للدماء وإنقاذاً للجرحى الذين أحرقوهم داخل جرف سلمان، لكن ما إن خرج السيد حسين حتى انهالوا عليه برصاصاتهم الغادرة بطريقة بشعة جدا أدت إلى استشهاده واثارت حفيظة القبائل وجعلت أكثرهم ينظمون للمسيرة القرآنية.
وأشارت دينا الرميمة في سياق حديثها إلى أن هم فعلا نجحوا بقتل السيد حسين وتبادلوا حينها التهاني بانتصارهم، لكنهم لم يكونوا يدركون انها بداية النكسة، كون هذا المشروع اتسعت رقعته بفضل اتباع الشهيد القائد بقيادة السيد “عبدالملك بدرالدين الحوثي” الذي قاد المسيرة بحنكة عالية جدا أدت إلى خروج أمريكا من اليمن، فجأت بهذا العدوان بخبثه وخبيثه حنقا على فشل مخططها.
واختتمت الرميمة حديثها بالقول: فشلت أمريكا للمرة الثانية في الرجوع على اليمن رغم بشاعة عدوانهم كون الشعب اليمني صار واعيا جدا ومتشربا للثقافة القرآنية التي جعلتهم يصمدون ويقاومون ويحولون التحديات إلى فرص كسرت هيبة أمريكا وكل من تحالف معها في هذه الحرب.

ابعاد إنسانية
وترى سماح الكبسي في حديثها حول الذكرى السنوية لاستشهاد الشهيد القائد السيد حسين بن بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه، انها ذكرى تحمل العديد من الأبعاد الإنسانية والدينية والسياسية، فلقد تجسد العمق الإنساني في شخصية الشهيد القائد السيد حسين بن بدر الدين الحوثي عليه السلام وفي روحه الطيبة والكريمة والزكية والصادقة والمحبة والمخلصة لله تعالى و التي جعلت الكثير من القلوب تهوي اليه وتسمع وتنصت الى محاضرته بحب وبشغف وبيقين تام .
مضيفة: لقد قدم الشهيد القائد رضوان الله عليه نموذجاً راقياً وقدوة عظيمة للإنسان العبد لله والقائد في سبيل الله والقائم بالقسط والعدل، لما كان يحمل من روح رحيمة وعطوفة على جميع اخوانه في الإنسانية .
وتابعت الكبسي: إن هذه الروحية العظيمة والنادرة التي كان يحملها الشهيد القائد وتميز بها انما هي ثمرة من ثمار نعم الله تعالى على الإنسانية التي شاء الله تعالى وقدر وهيئ الظروف لاستنقاذ الإنسانية من ذلك التيه والضياع والشعور بالهزيمة النفسية أمام الأصنام البشرية التي استعبدت الإنسان على مدى تاريخ الأمة الإسلامية والعربية.
وتضيف قائلة : كانت الإنسانية فبل بزوغ فجر المشروع القرآني تشكو من الظلم والطغيان والبغي، وذلك بسبب تفشي ظاهرة الخنوع والرضا والاستسلام للظالمين والجبابرة ، وكان الإنسان يكاد ان ينسى معنى العبودية لله والتوكل على الله، لما كان يشاهد في واقع حياته من انتصار للظلم وللطغيان .
ولكن مشيئة الله تعالى وعدله قضى باستنقاذ ذلك الواقع المظلم للإنسان عندما تحمل الشهيد القائد -رضوان الله عليه- مسؤولية مواجهة الظلم والطاغوت وتقديم الحجة واليقين للإنسانية بان وعد الله حق وان سنة الله الإلهية حق في الانتصار للإنسانية عندما يستجيب الإنسان لله بثقة مطلقة وبتوكل وبخشية من الله تعالى لقوله تعالى (ولينصرن الله من ينصره) .
أما فيما يخص الجانب الديني فأضافت الكبسي قائلة: هناك أبعاد لهذه الذكرى الغالية والعزيزة فالشواهد والحقائق كثيرة على حاجة الإنسان الملحة والعاجلة للمشروع القرآني الذي قدمه الشهيد القائد وضرورة السير وفق هذا المشروع وهذا المنهج وتحت القيادة والاصطفاء الإلهي لهذه العترة الطاهرة من أعلام الهدى، سلام الله عليهم أجمعين.
لقد اثبت الشهيد القائد رضوان الله عليه حاجة الإنسان الماسة إلى العودة الصادقة إلى الله تعالى والى الإنابة اليه والى الولاء الصادق لله وللرسوله ولأعلام الهدى من خلال معرفة الله معرفة حقيقة وتلاوة القرآن الكريم والعمل بالقرآن الكريم والاعتماد على القرآن الكريم والاهتداء بالقرآن الكريم حتى يحقق الإنسان الفلاح والاستقامة في جميع شؤون حياته وفي مواجهة كل التحديات والعراقيل والاشكالات العديدة في مسيرة حياته وفي الانتصار والغلبة والعزة على أعداء الله وأعداء الإنسانية .
واسترسلت بحديثها فيما يخص الجانب السياسي لهذه الذكرى العظيمة قائلة: إنها مناسبة وفرصة ثمينة لاستنهاض النفوس وشحذ الهمم لكسب المعركة السياسية في مواجهة أطماع ورغبات اللوبي الصهيوني والرغبة الأمريكية للاستعمار وللهيمنة ولاستعباد الأمة الإسلامية والعربية.
ان الذكرى السنوية للشهيد القائد بقدر ما تحمل في داخلها من دروس وعبر على جميع الأبعاد الا ان البعد السياسي كان الأبرز والأكثر حضورا وتأثيرا على الواقع الداخلي والخارجي، ولا زالت المعركة والمواجهة قائمة بين المشروع القرآني وأعلامه وأتباعه وبين أعداء الله تعالى وأعداء الشعوب الإسلامية وحزب الشيطان، إلا أن المعركة السياسية محسومة سلفا لقوله تعالى (ألا ان حزب الله هم الغالبون).

قد يعجبك ايضا